شهد عام 2010 العديد من الاخفاقات في عملية السلام بمنطقة الشرق الاوسط وبخاصه القضية الفلسطينية واستمرار التعنت والاستفزاز الاسرائيلي للمجتمع الدولي وعدم احترامها لاي نداءات او مبادرات للتقدم في عملية السلام ومع بداية عام 2010 استمرت اسرائيل في مخططاتها ضد المسجد الاقصى فواصلت حفرياتها تحت المسجد الاقصي رغم النداءات الدولية المستمره والمطالبة بوقف هذه الحفريات خوفا علي سلامة المسجد الاقصي ولكن اسرائيل لم تستمع لهذه النداءات بل انها اتخذت عدد من الخطوات الهادمه لعملية السلام خلال عام 2010 ومن ابرز هذه الخطوات استمرار اسرائيل في محاولات تزوير التاريخ وذلك باتخاذها خطوه يوم 21 فبراير الماضى نالت العديد من الانتقادات العربيه والعالميه وهي ضم الحرم الابراهيمى الشريف فى مدينة الخليل المعروف عند اليهود ب "كهف الاباء" وكذلك مسجد بلال بن رباح فى بيت لحم المعروف عند اليهود ب "قبة راحيل" , الموجودين بالضفة الغربية التى تخضع لادارة السلطة الفلسطينية الى قائمة التراث اليهودى العالمي وفي خطوه تاليه قامت اسرائيل بافتتاح كنيس الخراب يوم 15 مارس الماضى في خطوه اسرائيليه فاعله للبدء بتهويد القدسالمحتلة وتصعيد الحملة على المسجد الاقصى وهو اعلي كنيس يهودي بالبلده القديمة بالقدس ويوجد على بعد عشرات الامتار من المسجد الاقصى المبارك وفي الاول من نوفمبر اقدم اليهود على جريمة عنصرية اخرى ضد الاديان عندما أحرقوا كنيسة فى شارع الانبياء بالقدس العربية المحتله ضمن سلسلة لا تتوقف من احراق المساجد والكنائس التى وقعت ضحية النعرات الطائفية والعنصرية التى اطلقتها حكومة الاحتلال الاسرائيلى تحت حماية جيش الاحتلال المدجج بالسلاح وخلال عام 2010 استمرت الحفريات الاسرائيلية تحت المسجد الاقصى لعدة اهداف اولها التعجيل بانهيار المسجد الاقصى من اجل اقامة هيكل سليمان على انقاضه وثانيها الاستيلاء عليي المزيد من الاراضي العربيه بالقدسالمحتله وترجع هذه المخاوف من هذه الحفريات إلى ضعف القشرة الأرضية بسبب التنقيب والحفريات المستمره في المنطقة بهدف شق أنفاق من سلوان تتجه جميعا إلى المنطقة الجنوبية والغربية من المسجد الأقصى. وخلال عام 2010 استمرت الانتهاكات الاسرائيليه متواصله بجانب تدنيس شبه اليومى لليهود المتطرفين مدعومين بقوات الامن لساحات المسجد الاقصى .
ونتيجة وجود حكومة اسرائيليه يمينية متطرفة فلقد اوشك عام 2010 علي الانتهاء مع انهيار كامل لعملية السلام بين الفلسطنيين والاسرائيليين بل ان هذه الحكومه كانت سببا في تراجع العديد من الخطوات والتي كان تم الاتفاق عليها من قبل كذلك شهدت الساحة الفلسطينية العديد من الصراعات والانقسامات مما مكن العدو الصهيوني من احكام قبضته علي قطاع غزه والضفه الغربيه كما غلب علي تصريحات ننتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى حول عملية السلام خلال هذا العام رفض متواصل لاي مفاوضات ووماطله للمجتمع الدولي حتي تتوسع اسرائيل بمستوطناتها ولتمسك اسرائيل المستمر بعدم التفاوض على القدسالشرقية والتمسك بدولة فلسطينية منزوعة السلاح والاعتراف بيهودية الدولة ونتيجة الزيارات والجولات المكوكية للمبعوث الامريكى للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل إلى دول المنطقة للتقريب بين وجهتى النظر الفلسطينية الاسرائيلية والتي بدأت من مايو إلى يوليو 2010 وافق الرئيس الفلسطينى " محمود عباس أبو مازن" البدء في مفاوضات مباشره يوم 21 أغسطس الماضى , بعد تلقيه تطمينات أمريكية بأنها ستلعب دورا فاعلا فى تلك المفاوضات ان هذه المفاوضات ستكون سببا رئيسيا في تجميد الاستيطان
ولكن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين تحطمت علي صخرة المستوطنات حيث اصرت الحكومه الاسرائيلية علي بناء المزيد من المستوطنات رغم النداءات الدولية المستمره بوقف الاستيطان ورغم ذلك استمرت المحاولات الدولية الحثيثة لتقريب وجهات النظر الفلسطينية والاسرائيلية وتم الاتفاق علي عقد قمة خماسية فى العاصمة الامريكيةواشنطن فى 2 سبتمبر الماضى والتي شارك بها الرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل الاردنى الملك عبدالله والرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين ننتنياهو. وكما كان متوقعا انتهت الجولة الأولى بتعثر المفاوضات نتيجة للشروط المتعنتة التى تطالب بها إسرائيل فقد حمل رئيس الوزراء الاسرائيلى ننتنياهو معه إلى حلبة المفاوضات قنبلتين كافيتين لنسف اي مفاوضات أولها الاصرار على استمرار الاستيطان فى الضفة الغربية بعد 26 سبتمبر الماضى , بما يعنى خصم مساحة كل مستوطنة يهودية من مساحة الدولة الفلسطينية ... وثانيها شرط اعتراف الفلسطينين بيهودية الدولة الاسرائيلية وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية ومعظم الفصائل هناك وحاولت الولاياتالمتحده استمالة اسرائيل من أجل وقف الاستيطان باغرائها بعدد من العروض والحوافز ولكن حكومة ننتنياهو رفضت المقترحات الامريكية برمتها حتى يمكن استئناف المفاوضات التى توقفت بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطينى, وهذا مضمون الرد الذى قدمته امريكا الى السلطة الفلسطينية فى 2 ديسمبر الحالى ومازالت تواصل واشنطن مساعيها ومشاورتها الشاقة مع اسرائيل منذ شهرين لانقاذ السلام `وما زالت حكومة اسرائيل تواصل تطرفها وتفننها برفض حزمة الحوافز المقدمة من اجل الوقف الجزئى للاستيطان . كما حاول الرئيس مبارك انقاذ ما يمكن انقاذه وذلك بتجهيزه جولة جديده من المفاوضات عقدت بشرم الشيخ كما اقترح أن تمدد الحكومة الاسرائيلية تجميد البناء فى المستوطنات لمدة ثلاثة أشهر يجرى خلالها التفاوض على حدود الدولة الفلسطينية , ولكن الحكومة الاسرائيلية تمسكت بموقفها الرافض لتمديد فترة تجميد البناء فى المستوطنات , وبهذا دفعت اسرائيل بالمفاوضات مع الفلسطينين فى النفق المظلم.. وبسبب هذه الخطوه المتعنته من الجانب الاسرائيلي قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تعليق المشاركة فى المفاوضات ما لم تمدد الحكومة الاسرائيلية قرار تجميد البناء فى المستوطنات . كما اعتبرت الاممالمتحدة فى بيان لها يوم 24 أكتوبر 2010 أن الاستيطان الاسرائيلي عقبة رئيسيه في قيام دولة فلسطينية الوضع الداخلي الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية خلال عام 2010 حاول الجميع لم الشمل الفلسطيني وتحقيق المصالحة بين فتح وحماس لانقاذ القضية الفلسطينية ولكن هناك أسباب ودوافع تحول دون المصالحة ولها الكثير من المبررات والنوايا حتى أصبح طريق المصالحة الوطنية الفلسطينية طريقا وعرا نتيجة المعادلة الفلسطينية غير المنفصلة عن حجم التعقيدات الإقليمية والدولية.ومن ابرز الملفات المعقدة التي تحول دون المصالحه الفلسطينية ملف الاجهزه الامنية وملف سيطرة حماس علي قطاع غزه ومؤخرا ظهرت علي الساحة العالمية ما يسمي بتسريبات ويكليكس ومن ضمن هذه التسريبات وثيقه تؤكد ان السلطة الفلسطينية طلبت من اسرائيل ضرب حماس عام 2007 وجاءت هذه الوثيقه بمثابة العقدة الاخيره في ملف المصالحه الفلسطينية ومع نهاية عام 2010 وقرب بداية 2011 نأمل من الاطراف الفلسطينية تقديم بعض التجاوزات والتغاضي عن بعض النقاط حتي يتحقق للطرفين الوصول إلى نقطة حقيقية من أجل إيجاد مخرج حقيقى للأزمة التى باتت تشكل عبئا يجثم على الصدر الفلسطينى والعربي فلقد مر عام 2010 بدون اي جديد في عملية السلام بل ان السلام تراجع خطوات وخطوات في هذا العام ونتمني ان يأتي عام 2011 بصورة اخري يكون السلام عنوانها والمصالحة الفلسطينية طريقها.