هل هو "تسونامي" جديد؟.. ربما يكون ذلك صحيحا، لكن هذه المرة لن تغرق الأراضي بالمياه ولن يهاجر السكان ويتركوا منازلهم، والخطر الآن لا يزحف مع المياه، وإنما يضرب مباشرة في قلب صناعة الصحف اليومية ففي رأي اجناثيور امونيه مدير جريدة "لوموند ديبلوماتيك" يشهد العالم الآن تسونامي افلاس العشرات من الصحف اليومية، والذي قضي علي حياة أكثر من 021 جريدة في الولاياتالمتحدة وحدها، قبل أن يواصل اختراقه لحصول أوروبا الإعلامية الحصينة. رامونيه قال إن موجات تسونامي الصحف اضطرت معها "نيويورك تايمز" الأعرق أمريكيا إلي الاستغاثة بالملياردير المكسيكي كارلوس سليم لينقذها من أزماتها المالية، وافلست معها أيضا صحف شيكاغو تربيون ولوس انجلوس تايمز وسان فرانسيسكو كروينكال، وبلغت معها خسائر امبراطورية روبرت ماردوخ بارون الإعلام الأمريكي الناشر لصحيفة "وول ستريت جورنال" إلي 5.2 مليار دولار. وفي أوروبا لم يختلف الحال فصحف مهمة مثل آل باييس الإسبانية ولوموند الفرنسية واندبندنت وتايمز البريطانيتين وكوريدي دي لاسيراو ريبوبليكا الإيطاليتين، تعاني بشدة من انهيار الإعلانات وانخفاض الاشتراكات واضطرت إلي بذل محاولات بائسة للبقاء علي قيد الحياة. طوفان تسونامي جرف أيضا الآلاف من الوظائف، فخسر قطاع الصحف الأمريكية أكثر من 12 ألف وظيفة منذ يناير 8002 وفقد أكثر من 052 صحفياً وظيفته في إسبانيا، وطلبت فاينانشال تايمز من محرريها العمل 3 أيام أسبوعيا. وفي رأي رامونيه تواصل الصحف اليومية العمل بموجب نموذج اقتصادي وتجاري لم يعد صالحا خاصة في ظل زيادة الاهتمام بالوسائل المعرفية الأخري كالإنترنت وهو ما جعل محرك البحث "جوجل" في وضع نظام يمكن من خلاله تحصيل المال مقابل القراءة الالكترونية وتحويل العائدات إلي الناشرين، لكن هل يمكن لمثل هذه التدابير أن تنقذ حياة مريض يحتضر؟