هل المسيحيون الحاليون سيدخلون الجنة؟! سؤال من مؤمن هل المؤمنون سيدخلون الجنة؟! سؤال من مسيحي هل اليهود الحاليون سيدخلون الجنة؟! سؤال من مؤمن ومن مسيحي أيضًا وهل المؤمنون والمسيحيون سيدخلون الجنة؟! سؤال من يهودي طبعًا وهل هناك جنة أصلاً؟! سؤال من لا ديني أو باحث لا يزال يبحث عن الحقيقة.. المهم لندخل للموضوع.. من المعروف تاريخيا أنه عندما ظهرت الرسالة المحمدية تعصب بعض اليهود والنصاري أصحاب الشرائع السابقة وزعموا أن من يتبع الرسالة الجديدة فلن يدخل الجنة.. فأكد القرآن أن تلك أمانيهم وطالبهم الله أن يأتوا ببرهان علي زعمهم وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصاري تلك أمانيهم.. قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين البقرة: 111.. ومن المعروف تاريخيا أن القرآن رد علي احتكارهم للجنة.. قال تعالي بلي من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون البقرة: 112.. وأكد أن الذين آمنوا بمحمد سيدخلون أيضًا الجنة إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون البقرة: 62.. وإن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصاري من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المائدة: 69.. وعاد وتحدث بشكل مطلق دون ذكر أي أتباع ديانة بعينها فقال: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون* أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون الأحقاف: 13:14. إذن الجنة ليست حكرًا علي اليهود والنصاري ولكنها للمؤمنين أتباع سيدنا محمد أيضًا وللصابئين الذين توصلوا للوجود الإلهي بدون أي رسول.. وتوسلوا إلي عبادة الله بالنجوم أيضًا وللذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا وحدوا بالله وعملوا أعمالا صالحة أيضًا. إذًا القرآن وسع دائرة الخلاص.. وحدد الداخلين للجنة.. ووضع شروطا ثلاثة لدخولها.. إذن سيدخل المؤمنين واليهود والمسيحيون والصابئون والموحدين الجنة ولكن وفقًا لشروط القرآن التي حددها للنجاة وهي: الإيمان بالله التوحيد. الإيمان باليوم الآخر الحساب. العمل الصالح. هذه هي الشروط الثلاثة التي حددها القرآن لدخول الجنة إلي يوم القيامة وفي ضوء تلك الشروط رد الرسول علي سائله عن الجنة وعن النجاة فقال له: قل آمنت بالله ثم استقم وهي نفس الشروط التي وردت في القرآن الكريم. المؤسف أن بعض المؤمنين يقفون اليوم نفس موقف بعض اليهود والنصاري بالأمس والذي رفضه القرآن ونفاه وبينه، حيث يقصرون دخول الجنة علي المؤمنين أتباع سيدنا محمد بينما لا توجد آية واحدة في القرآن تؤيد موقفهم وتساند احتكارهم للجنة.. إنما هو التعصب أو التكفير أو الفهم الخاطئ لبعض الآيات مثل قوله تعالي: إن الدين عند الله الإسلام آل عمران: 19.. وقوله تعالي ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منهآل عمران: 85.. وقوله تعالي: ورضيت لكم الإسلام دينا المائدة:3.. ولو أنهم تدبروا لعرفوا أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء والرسل وحوارييهم وأتباعهم وهو ليس اسم شريعة معينة فبنص القرآن نوح عليه السلام كان مسلمًا فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا علي الله وأمرت أن أكون من المسلمين يونس: 72.. وإبراهيم عليه السلام كان مسلما ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين آل عمران: 67.. وبنو إسرائيل مسلمون قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسحاق إلهًا واحدًا ونحن له مسلمون البقرة: 133.. وأنبياء بنو إسرائيل مسلمون إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا المائدة: 44.. والسيد المسيح وحواريوه مسلمون فلما أحس عيسي منهم الكفر قال من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون آل عمران: 52.. أما أتباع الرسالة المحمدية فقد أطلق القرآن عليهم لفظ المؤمنون يقول تعالي: قالت الأعراب آمنا.. قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا الحجرات: 14.. والرسالة المحمدية كانت مجددة للدين وفي القرآن علي لسان أهل الكتاب حين سمعوا القرآن قالوا إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين القصص: 53.. وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون العنكبوت: 46.. دين الله واحد وأنبياؤه كثر وشرائعه شتي لكل جعلنا شرعة ومنهاجًا المائدة: 48.. وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه المائدة: 47.. وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله المائدة: 43.. راجع د.محمد عبدالله دراز، هيئة كبار العلماء مجلة المجلة العدد 14.. وزارة الثقافة.. ود.نصر حامد- ابن عربي الفصل السادس الصادر عن هيئة الكتاب المصرية- المستشار محمد سعيد العشماوي- جوهر الإسلام- والمفكر الجزائري الكبير محمد أركون- الفكر الإسلامي- وكيف نقرأ القرآن. لكن ما الذي اضطرني للكتابة في هذا الموضوع؟ إنها الحالة التي تنتاب بعضنا اليوم بأن الآخر مدان.. التعايش صار مهددًا، لا مكان ولا وجود للآخر أصلاً.. الاحتكار سيد الموقف من السياسة إلي الدين.. وإذا كنا سنستمر في تربية أبنائنا علي أننا الفرقة الناجية وعلي أن الآخرين كفرة ومحرومون من الخلاص.. فإن المستقبل سيكون بالتأكيد مظلمًا.. نرجو الإدراك حفاظًا علي هذا الوطن.