توقفت ملياً أمام استطلاع الرأي الذي أجري مؤخراً بمعرفة مركز الدراسات العربي الأوروبي الذي أظهرت نتائجه أن 41.33 بالمائة من العرب والأجانب اعتبروا أن الفضائيات العربية ليس لها دور مؤثر علي الرأي العام الدولي، وأنها وجدت لخدمة مصالح الداعمين وفق أجندة تفرق الأمة وتسيء للحضارة العربية والإسلامية كما تفتقر إلي الكفاءات المهنية التي تملك الموهبة والقدرة علي صناعة الإعلام. ولقد طرح الاستطلاع سؤالاً محدداً هو : هل تمكنت الفضائيات العربية من التأثير علي الرأي العام الدولي من أجل خدمة القضايا العربية المشروعة أم أنها موجّهة فقط إلي المشاهد العربي؟ وشاركت في الاستطلاع عينات من جنسيات مختلفة من العالمين العربي والغربي تنتمي إلي شرائح اجتماعية متنوعة. والحقيقة أن الساحة الإعلامية تشهد تطوراً علمياً وتكنولوجياً كبيراً خاصة بعد انتشار تكنولوجيا الأقمار الصناعية، فأصبح لزاما علي العالم الإسلامي أن يأخذ بالمبادئ التي ترسم أطرها الاتفاقات والمعاهدات الدولية من أجل تحقيق المشاركة والتفاعل مع الأسرة الدولية بما يحقق مصالحه وينشر قضاياه دون أن يفقد هويته الإسلامية. وفي مواجهة التحديات الدولية يبرز دور العمل الإسلامي المشترك في المجال الإعلامي بشكل يعكس الرؤية الإسلامية الموحدة إزاء ما يجري علي الساحة الدولية من متغيرات، بالإضافة لنشر الرسالة الإعلامية ذات المضمون الهادف والقادر علي جذب الجماهير في البلاد الإسلامية. إن هناك حملة شرسة موجّهة ضد الإسلام وقيمه وعاداته وتقاليده وثقافته، مما يدفعنا إلي ضرورة الدعوة إلي تكاتف الجهود الإسلامية لمواجهة هذه الحملات الظالمة الموجهة ضد الإسلام والمسلمين وأهمية تصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام من خلال وسائل الإعلام الغربية. إن إنشاء قنوات إسلامية فضائية تخاطب الغرب بلغته وتعطي صورة شاملة عن الثقافة الإسلامية وتسهم في تصحيح صورة العرب والمسلمين أصبح أمراً ملحاً لا يحتاج إلي تأجيل، ولابد كذلك من إنتاج برامج تخاطب الغرب باللغات الأجنبية، والاتفاق علي خطة شاملة تركز علي التعرف علي صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الأجنبية، وتفعيل دور الإعلام الإسلامي في تحسين صورة الإسلام، وطرح رؤية مستقبلية لمواجهة حملات تشويه الإسلام والتعرف علي تأثير العولمة في تشكيل الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين، وللحديث بقية ...