تفتقد بعض العزب والقري بمحافظة الفيوم لمياه الشرب الطبيعية وأهلها مهددون بالإصابة بمرض التيفود بسبب استخدامهم لمياه الترع والصرف الزراعي في بعض الأوقات خاصة في أوقات انقطاع المياه لعدة أيام لعدم توافر المياه إلا ساعتين يوميا ببعض القري واختفائها نهائيا بالعزب التابعة لها منذ أكثر من 10 شهور، ونظرا لتهالك مواسير الشرب وانسدادها من الصدأ لجأت الشركة التابعة لمياه الشرب لإغلاقها نهائيا وهذا ما أكده أحد أعضاء المجلس المحلي لحين البدء في إحلال وتجديد مشروع مياه الشرب بهذه الأماكن. حيث هناك ما يقرب من 35 عزبة ويبلغ تعدادها 25 ألف نسمة يعتمدون في تعاملاتهم اليومية علي مياه الترع. وأكثر القري تضررا هي الصالحية وسيلا التابعة لمركز الفيوم والعزب التابعة لها وقرية العزيزية وأبوالسعود التابعة لمركز طامية ومعظم العزب التابعة لها. حسين شريف عبدالسلام من أهالي عزبة اللهيب التابعة لقرية الصالحية يقول: المياه منقطعة من العزبة نهائيا منذ 7 شهور ونحصل علي المياه النظيفة من خلال شراء الجراكن مقابل جنيه للجركن من قرية الصالحية وحملها إلي العزبة التي تبعد المسافة بينهما ل10 كيلومترات فضلا علي أنه لا توجد وسائل مواصلات هنا سوي الحمار والموتوسيكلات، لأن معظم الطرق بدائية ولا تسمح لسير العربات بها. ويقول الحاج شريف عبدالسلام المكاوي من أهالي عزبة نسنوس التابعة لقرية الصالحية منذ أكثر من 7 أشهر لم أر المياه في الحنفية ونعتمد علي مياه الترع واستخدامها في تنظيف الملابس وغسل الأطباق وشرب الماشية من الحمير والأبقار والجاموس والطيور منها أيضا، ويضيف: نعتمد في الحصول علي المياه النظيفة علي القري المجاورة لنا، بملء الجراكن وحملها علي الحمير لمسافة أكثر من 8 كيلومترات ولا توجد بدائل أخري سوي ذلك. إذا استمر هذا الوضع فسوف نتعرض للعديد من الأمراض الخطيرة التي انتشرت ببعض المحافظات، كما أن كثرة استخدام مياه الصرف الزراعي ستعرض أطفالنا للإصابة بأمراض البلهارسيا وبعض الأمراض الوبائية الخطيرة. ولكن الوضع بعزبة خير الضبع التابعة لقرية الصالحية يختلف تماما عن باقي العزب فالحياة هناك بدائية تماما منذ بدء وجودها ولم يتم تطوير أي مرفق بها. أبوشوقي حسين متولي من أهالي العزبة يقول: نشرب من المياه الجوفية ونعتمد علي مياه الترع وتنتشر بعض الأمراض بين الأهالي مثل الفشل الكلوي نتيجة لشربهم المياه الجوفية وعدم وصول المياه العذبة لنا وكثرة استخدام مياه الترع، كما أن بعض المواطنين يقومون بشراء فناطيس المياه من القري المجاورة، ليقوموا ببيع المياه للأهالي مقابل 75 قرشا للجركن، فضلا عن أن المياه تترك بالفناطيس لعدة أيام حتي تفقد سلامتها وتنتشر داخلها الطفيليات والشوائب والديدان. ويقول كرم سامي من أهالي قرية العزيزية: دفعت فاتورة المياه 20 جنيها الشهر الماضي رغم أنني لم أر المياه في الحنفية منذ أربعة أشهر ونشتري مياه الشرب وتعددت شكاوانا لكل المسئولين بسبب افتقادنا لمياه الشرب النقية ولكن دون حل قاطع فالمياه تأتي بضع ساعات وبعد ذلك يتم قطعها لعدة أيام. ويقول محمد سيد عضو المجلس المحلي: إن المشكلة تتلخص في أن معظم العزب التابعة لمحافظة الفيوم تعاني سوء وتهالك مرفق المياه، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو انعدام صيانة مواسير المياه مما أدي إلي تهالكها ولذلك يتم غلقها باستمرار والاكتفاء بتوصيل المياه لبضع ساعات من اليوم للآخر. ويضيف سيد أن هناك مشروعاً جديداً لمياه الشرب منذ عدة سنوات ولكن لم يتم الانتهاء منه حتي الآن، وتقدمنا بالعديد من طلبات الإحاطة، والمطالبة بصيانة مواسير المياه وتوفير مياه الشرب للأهالي لحين الانتهاء من استكمال وتسليم المشروع الجديد.