كعادته كل عام أصدر مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في فبراير الماضي 18 كتابًا مترجمًا من أهم هذه الإصدارت "نساء في دراما إبسن" تأليف جون تمبلتون وهو يتناول كيف أثرت حياة ابسن الشخصية علي شكل الأعمال المسرحية التي كتبها وقدمها طوال حياته عن المرأة أشهرها علي سبيل المثال "بيت الدمية" حيث يقول الكاتب ""لقد كان ابسن مولعا بالقول بأن الكاتب يحتاج إلي نماذج بقدر ما يحتاج النحات، وقد لجأ في ذلك إلي النساء اللاتي يعرفهن . الكتاب ترجمة الدكتور محمد سيد علي ومراجعة الأستاذ الدكتور علي جمال الدين عزت، واحتوي علي 12 فصلا بدأت بالفصل الأول بعنوان "الجذور" ثم "النساء الأساسيات في الحياة العملية المبكرة" "الحب والزواج" "الحب والمملكة" و"أشباح السيدة الفينج" و"امرأة جديدة وثلاث ربات بيوت" و"ترويض النساء المتوحشات" و"المرأة المنحرفة كبطل" و"أمجاد وأخطار استعادة شباب الأنثي" و"النساء اللاتي يعشن من أجل الحب" وأخيرا "ثورة ربة الإلهام" عندما نستيقظ نحن الموتي. بدأ الكتاب باستعراض قصة حياة ابسن الشخصية وكيف كانت تعاني والدته من سوء معاملة والده مما أثر علي ابسن بشكل سلبي في شعوره تجاه أبيه حيث يقول الكاتب "إننا لا نعرف كيف كان حال زوج مارشين "والدة إبسن" من "نود إبسن" والده، ولكن فيما بعد كان هذا الزواج اغترابا تاما حيث أخذ الأطفال جانب أمهم ضد أبيهم وكانت مارشين التي وصفها معارفها بأنها تمتلئ بالحياة ومرحة ومنطلقة، ولكن أصبحت محبطة عاطفيا بسبب هذا الرجل الذي خسر أموال أسرتها وقد قال أحد الجيران الذين كانوا يعرفون عائلة إبسن جيدا أن نود إبسن أخاف زوجته حتي الموت حتي أصبحت شخصا آخر ومع تحملها لإساءة معاملة زوجها بقدر ما استطاعت عملت مارشين في يأس لكي تقتصد في النفقات ووجدت سلواها في أطفالها".. ويضيف تمبلتون: "كان هنريك ابسن يقضي الساعات بجانب أمه وهي ترسم وتلون وبعد ذلك بدأ يرسم ويلون بنفسه وقد علمت مارشين ابنها متعة الكائنات الخيالية حيث كان يقضي ساعات في صنع العرائس وتلوين شخصيات بالصور وبالإضافة إلي أمه كان يشعر إبسن برابطة قوية نحو أخته "هيدفيج" ، بينما لم ينس أو يتسامح مع معاملة أبيه السيئة لأمه وتسجل بيرجلوت إبسن زوجة ابن إبسن "أنه وحتي في مرحلة متأخرة من حياته كان إبسن يتذكر في غضب أقل إساءات أبيه ولم يكن يستطيع تحمل فكرة أن أمه كانت مستسلمة لطغيان أبيه".. يستعرض الكتاب فيما بعد كيف أثرت هذه الخلفية عن حياة إبسن علي أعماله المسرحية حيث يضيف الكاتب:. "وقد كان لآلام مارشن إبسن صدي من خلال عمل ابنها في فن التصوير المتواصل لمعاناة النسوة مثل شخصيات مسرحياته "مارجيت في العيد في سولهوج"، و"جورديس في الفايكنج في هيلجلاند"، و"هيلين الفيج في الأشباح" ، وبطلة رواية "هيدا جابلر التي وقعت ضحية زواج بلا حب، وفي "المتظاهرون" الذي يرمز إلي أن النساء هن أدوات لطموح الذكر، و"أنيس في الحجرة" التي استشهدت علي يد زوجها، و"أيس في بيرجينت التي هجرها زوجها"، و"ريتا في ايولف الصغيرة" و"إيرين في عندما نستيقظ نحن الموتي". احتوي الكتاب ايضا علي ألبوم صور يضم عائلة إبسن منها والدته "مارشين" ولوحة زيتية لأخته "لهيدفنج" و"كلارا ايبيل باي" حب إبسن الأول و"ماجدالين كراج" حماة إبسن" وصورته وهو في الخامسة والثلاثين و"سوزانا ثوريسين إبسن "زوجة "إبسن" في سن الأربعين.