فرضت المتغيرات الدولية والإقليمية مجموعة من التطورات والإصلاحات التنظيمية والحركية والفكرية علي معظم الحركات والجماعات الإسلامية المتشددة في العالم، وفعتها لمحاولة انتهاج وسائل جديدة للعمل السياسي. وتعدت هذه التطورات نطاق الحركة الواحدة لتلقي بآثارها ونتائجها علي التنظميات التي تقف في صف واحد، وهذا ما ظهر بشكل واضح في وثيقة ترشيد عمل حركة طالبان الأفغانية التي أصدرها الملا عمر والتي كشفت عن تحول تنظيمي غير مسبوق يقضي باستغناء الحركة عن الجهاديين العرب وتحديدًا المصريين أكثر الذين أثروا في نشاط الحركة. اللافت أن خروج حركة طالبان علي الجهاديين المصريين والعرب ظهر أيضًا في إيران التي فرضت نوعا من الإقامة الجبرية علي قيادات إسلامية عربية في مقدمتهم محمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الراحل أنور السادات والذي مازالت تحيي إيران ذكراه إلي الآن في أحد شوارعها. واعتبر منتصر الزيات الخبير في شئون الحركات الإسلامية أن هذا الموقف الانتهازي تستخدم فيه إيران الجهاديين كورقة لإبرام مجموعة من الصفقات السرية مع الدول الغربية والعربية تحقيقًا لمصالحها. ورغم ضعف التواجد المصري إلا أن هناك اختلافا في الرؤي حول تأثيرهم وتدخلاتهم في الانتخابات الأفغانية الأخيرة، ففي حين استبعد ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية وجود أي دور لهم كما كان يحدث من قبل إلا أن القيادي الجهادي كمال حبيب أشار إلي أن الأصوليين المصريين قد يكون تراجع حجم تواجدهم دون أن يتراجع تأثيرهم في التفاعلات السياسية هناك بسبب استمرار تواجد بعض القيادات المهمة مثل الظواهري وأبوحفص المصري. وفي الوقت الذي تضاءل فيه التواجد التنظيمي والحركي للمتشددين إلا أن هناك حضورًا فكريًا للأصوليين المصريين هناك متمثل في استمرار تدريس كتب وأدبيات بعض قادة ومنظري الجماعات الجهادية مثل كتب سيد إمام الملقب بالدكتور فضل وكذلك كتب سيد قطب.