في صمت ودون أن يثير قلق أحبائه ومريديه رحل عن دنيانا الكاتب الكبير محمود عوض عن عمر يناهز ال 07 بعد اكتشاف وفاته منذ يومين دون أن يعلم بها أحد ذلك أنه كان يعيش بمفرده. الوفاة اكتشفت بالصدفة بعد تأخر مقاله ب “اليوم السابع” الأمر الذي اثار شكوك الجريدة حول الاختفاء المفاجئ بعد الاتصال به أكثر من مرة دون رد، بعدها تم الاتصال بشقيقه الذي حضر مع الشرطة واكتشفوا وقوع الوفاة منذ يومين إثر أزمة صحية حادة. محمود عوض الذي وصفه الكاتب الكبير احسان عبدالقدوس بعندليب الصحافة المصرية كان وحيدا يعيش بمفرده فلم يتزوج امرأة بعد أن تزوج الصحافة التي أعطاها عمره، وكان دائما ما يقول للمقربين منه أهم شيء أن تشعر بأنك عملت شيئاً في حياتك له قيمة. رحلة عوض الصحفية تنوعت ما بين الورد والأشواك حقق نجاحات كما قابلته عقبات خاضفي سبيلها المعارك فقد أصدر موسي صبري رئيس تحرير اخبار اليوم قرارا عام 7791 بوقفه عن الكتابة بعد سفره للعمل مستشاراً إعلامياً للجامعة العربية بنيويورك فقام برفع دعوي قضائية ليعود للعمل تمكن خلالها من الحصول علي حكم لصالحه وتعويضه 23 الف جنيه زيدت الي 33 في الاستئناف بعد ان شهد معه 21 من كبار الكتاب منهم جلال الدين الحمامصي، في عام 3891 طالبه زملاؤه بالترشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين ليفوز دون زيارة أي مؤسسة أو اصدار بيان انتخابي ليبدأ نشاطه النقابي بتأسيس جائزة التفوق الصحفي التي قال لي عنها إن هدفه منها كان الارتقاء بمستوي المهنة ودفع الصحفيين لتجويد أعمالهم والالتزام بمواثيق الشرف المهني.. كان عوض غاضباً مما آلت اليه الصحافة. عوض جمع تبرعات من كبار الصحفيين لتمويل الجائزة لتتمتع بالاستقلالية فبدأت ب 81 ألف جنيه لتصل قيمة الجوائز خلال ثلاث سنوات الي 04 الف جنيه لتستمر حتي الآن. عوض صاحب قلم رشيق وضمير يقظ وعزيمة لا تلين وحرص علي مهنة القلم وأمل في تبوئها مكانتها اللائقة بدأ حياته صحفياً بمؤسسة أخبار اليوم متنوع الاهتمامات ما بين الفن والسياسة كللت بنجاح منقطع النظير، فكان صديقاً لكبار رجال الفن في مقدمتهم محمد عبدالوهاب الذي كتب عنه كتاب رائع بعنوان “محمد عبدالوهاب الذي لا نعرفه” وصداقته كانت بنفس الدرجة مع أم كلثوم سيدة الغناء العربي والتي كتب عنها “أم كلثوم التي لا نعرفها”. فيما قامت صداقة اقوي بالعندليب عبدالحليم حافظ الذي كتب له المسلسل الاذاعي الوحيد الذي قدمه في الاذاعة وحمل عنوان “أرجوك لا تفهمني بسرعة” وكما كان ناجحاً في شئون الفن حقق نجاحاً كبيراً في مجال السياسة خاصة الشئون الحربية وكتب في كبريات الصحف الدولية مثل الحياة اللندنية والشرق الأوسط. عوض الذي شيعت جنازته عقب صلاة العصر امس بمسجد عمر مكرم ولد بمدينة طلخا عاصمة الدقهلية وواتته المنية عن عمر قارب ال 07 عاماً إثر تعرضه لأزمة صحية بعد معاناة مع آلام الربو التي حاصرته لشراهته في التدخين. ومن المقرر اقامة العزاء اليوم بمسجد عمر مكرم، فيما تلقت اسرته العزاء امس بمدينة طلخا التي ووري بها الجثمان التراب بعد انهاء اجراءات الدفن وتسلم الجثة من مديرية أمن الجيزة.