ستظل هناك حاجة دائمة لكتابة تاريخ حياة محمد “عليه السلام”، هكذا يبرر د. عبد المنعم الحفني تأليفه للموسوعة التي أصدرتها مكتبة مدبولي في ثلاثة أجزاء. المؤلف هنا يقدم آراء مختلفة عما كتب عن محمد، قد يتفق القارئ حول الفكرة لكن يختلف مع المؤلف في نهجه وبعض آرائه ومداخله الغريبة لعرض سيرة محمد، ومنها التركيز الشديد علي أن الرسول مختلف عن باقي الأنبياء وكتابه ليس عنصريا مثل توراة موسي! وأخيرا نقده للعقاد لممارسته علم المقارنة بين الأديان! (1) نبوة محمد مختلفة ودينه أخطر من الشيوعية يكتب المؤلف أن محمدًا من شخصيات التاريخ العظيمة وسيرته معجزة وهذا ما لا يرضي الغرب لدوافع عنصرية وسياسية واقتصادية، ولذلك الإسلام بالنسبة إليهم وإلي الإمبريالية الرأسمالية الغربية "أخطر" من الشيوعية، لأن التشريع الشيوعي لا يتناول الأخلاق ويتجاوز المعتقدات بعكس شريعة الإسلام. في باب بعنوان "النبي والنبوة" يري المؤلف أن نبوة محمد “عليه السلام” تهتم بالإنسان عامة، بينما اهتمام الديانتين اليهودية والمسيحية ينصرف إلي الإنسان اليهودي أو المسيحي، ودليله علي حجته أنه ما بعث موسي وعيسي إلا لليهود وحدهم "بنو إسرائيل" كما ذكروا في القرآن الذي ذكر في موضع آخر "ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلي قومهم". (2) “تكتيك” الإسلام التوسع علي مراحل كان "تكتيك" الرسول - بحسب المؤلف - في تأسيس دولة الإسلام التوسع في موجات ونشر الدعوة علي مراحل تشبه القفزة، ثم يسود بعدها بعض الهدوء بغرض "التمكين".. فبدأ بدائرة أهل البيت ثم بدائرة أصحابه ثم بدائرة عشيرته، ثم كانت قفزته التالية هي الهجرة إلي الحبشة أولا ثم المدينة ثانيا فمكة ثالثا. يعرض المؤلف في جزء آخر لملابسات اسم الرسول، فقد سمّاه جده محمدا، وقيل أمرت أمه وهي حامل أن تسميه أحمد، أما ما يدعو للطرافة أنه لم يكن في العرب كلهم من اسمه محمد إلا ستة كان النبي سابعهم. (3) سخرية المستشرقين ممن اعتبروه “أميّة”! يستعين المؤلف ب"رينان" المستشرق الفرنسي (1892 - 1823) ليؤكد مقولة "وشهد شاهد من أهلها" علي افتراءات المستشرقين علي الرسول، فقد كذّب رينان ما ساقه بعض المستشرقين عن النبي وقال: "لقد كتب المسيحيون تاريخا عجيبا ملؤه الحقد والبغض للإسلام ولمحمد". ومن بين الافتراءات سخريتهم من وصف القرآن لمحمد بالأمية مع أن علمه محيط، ويفند المؤلف هذا الزعم بأن كلمة أمي في القرآن لا تعني جهله بالقراءة والكتابة كما تخيل الغرب، بل إنه من "الأميين" أي المقابلين لأهل الكتاب من اليهود والنصاري.