يقول اللواء مجدى شحاتة، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة: «وقت العمليات كنت برتبة نقيب فى سلاح الصاعقة، ضمن عناصر الصاعقة التى نزلت خلف خطوط العدو وتركزت مهمتنا فى العمل على إيقاف وتثبيت العدو فى جنوبسيناء لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، وبالفعل نجحنا فى شل تحركاته بالكامل، لإعطاء فرصة جيدة للقوات فى شمال سيناء التى تعبر القناة حتى تتمكن من تثبيت أقدامها وعمل رأس كوبرى». ويضيف شحاتة: «يستحضرنى موقف إنسانى أثناء الحرب لأحد جنودنا، أتذكر اسمه جيدا، هو عبدالرؤف جمعة، من سوهاج، كان قد تعرض لإصابة قاتلة، فطلب منى أن أقتله حتى لا يكون عبئا على زملائه فى حمله ونقله، وقتها نزل طلبه علىّ كالصاعقة، وبالطبع رفضت وَقلت له أنت هتخف وهتعيش وحانرجع كلنا سوا بإذن الله، وده جعلنا ننتظر معه خلف خطوط العدو لمدة 6 شهور و17 يوما، وبالفعل تعافى ورجع معنا وسبقنا! والحمد لله هو ما زال حيًا يرزق حتى يومنا هذا. ولا أنسى معاناة أهل سيناء وهما يوصلون لنا الأكل طوال فترة ال 6 شهور فكان موقعنا فى منطقة نائية ومعزولة فوق قمة جبل وكانوا هم ونساؤهم يصعدون لنا بالطعام والشراب، وكنا لا نأكل إلا ما يجعلنا على قيد الحياة فقط، كى لا نكون عبئا كبيرا عليهم، فطوال فترة ال 6 أشهر وال 17 يوما لم نعرف الشبع، حتى أصبحت أجسامنا هزيلة من قلة الغذاء، وأتذكر زميلنا النقيب عبدالحميد خليفة وهو كان ممتلئ الجسم أصبح أشبه بالهيكل العظمى، وكنا نضحك معه ونقول له «شكلك بقى كده أجمل عملت رجيم طبيعى»، كما أننا كنا نشفق جدا على السيناوية من المجهود الكبير من أجلنا، ومع ذلك كانت روحهم مرحة يجلسون معنا نضحك ونتسامر». ويضيف اللواء شحاتة: «أهالينا طوال تلك الفترة كانوا عارفين أننا استشهدنا فى الحرب لأن كل وسائل الاتصال معانا انقطعت، ولم يعرف عنا أحد شيئا واستلموا بالفعل شهادات وفاتنا والمكافآت المالية صرفت لهم، ومن المفارقات الغريبة أنى رجعت لأهلى صباح نفس يوم استلام شهادة وفاتى، وفى المساء جاء العقيد الذى يبلغهم الخبر.