ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    موعد مباراة الأهلي ضد الهلال اليوم الإثنين 6-5-2024 في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملف ..46 عامًا على العبور العظيم
نشر في الأهالي يوم 09 - 10 - 2019


46 عامًا على العبور العظيم
التجمع: نثق فى قواتنا المسلحة لاستكمال تحرير سيناء وحماية مصر من مخاطر الإرهاب
لايزال موقف شعبنا واضحًا ومحددًا من العدو الصهيوني
أصدر حزب التجمع بيانا بمناسبة مرور 46 عاماً على العبور العظيم، جاء فيه، في السادس من أكتوبر 1973 – عبر جيش مصر الوطني إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، ليبدأ ملحمة تحرير سيناء المحتلة، ويزيل آثار العدوان، ويعبر الهزيمة بكل آثارها المادية والمعنوية على الشعب المصري وكل الشعوب العربية.
46 عاماً مضت على هذه الملحمة العسكرية الوطنية الكبرى، التي قدم فيها شعب مصر وجيشه الوطني البطولات والشهداء والجرحى، فضلاً عن المال والعتاد، لتحرير التراب الوطني، وردع العدوان الصهيوني المدعوم بترسانة الحرب الأمريكية، والتي قدمت فيه الشعوب العربية أسمى آيات الدعم والتعاون والتضامن العربي، للعبور ببلادنا وشعوبنا من الهزيمة إلى النصر.
46 عاماً على ذكرى يوم عظيم ما كان له أن يأتي دون ما سبقه من أعمال وتضحيات كبرى، مهدت له وجعلته ممكناً، كان من أهمها إعادة بناء جيشنا الوطني ودعمه بالعتاد والتدريب وإعادة الثقة، في ظل ظروف صعبة من التيئيس المنهجي وبث روح الهزيمة ومحاولات تثبيتها، ومعارك حرب الاستنزاف البطولية التي أنهكت العدو مادياً ومعنوياً، ودعمت صمود شعبنا وجيشنا، بالتوازي مع تنفيذ القيادة السياسية لخطط اقتصاد الحرب التي صنعت مقومات تماسك الجبهة الداخلية وجبهات القتال استعداداً لحرب تحرير لا بديل عنها، فضلاً عن انتهاج سياسات اقتصادية واجتماعية واجهت بحسم محاولات أغنياء الحرب السيطرة على السوق واستغلال الظروف للإثراء على حساب الفئات الشعبية، وتمكنت من مواجهة الأزمات الاقتصادية الحادة التي تصاحب فترات الحروب والكوارث الطبيعية.
46 عاماً مضت على يوم كان فيه العدو – ولا يزال – ضد شعبنا وترابنا الوطني واضحاً ومحدداً في العدو الصهيوني وعدوانه المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية في الضفة وغزة، وهضبة الجولان السورية، وسيناء، قبل أن يظهر وينمو وينتشر عدو آخر جديد، لا يقل خطورة وخطراً عن العدو الأصلي، هو تيار العنف والتطرف والطائفية والإرهاب المتأسلم، المتستر بالدين، والذي يسميه البعض بتيار الإسلام السياسي، والمتمثل في التنظيم المحلي والدولي الإرهابي للإخوان، والذي ظهر في صور متنوعة من التنظيمات السياسية، والتكوينات الاقتصادية، والميليشيات المسلحة، وتسمى بعدة أسماء كالجهاد والقاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات والميليشيات الإرهابية.
إن جيش مصر الوطني، الذي عبر في السادس من أكتوبر 1973 لتحرير سيناء من العدو الصهيوني، يقوم الآن وبعد 46 عاماً من عبوره بنفس مهامه ودوره الوطني، لاستكمال تحرير سيناء ومصر كلها، وحماية شعب مصر ودولته الوطنية، من مخاطر وخطر تنظيمات وميليشيات العنف والتطرف والإرهاب، والتنظيم الدولي للإخوان المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وقطر وتركياً، وكذلك يقوم جيش سوريا الوطني، وجيش ليبيا الوطني.
كل التحية والاحترام للجيوش الوطنية العربية، المدافعة عن وحدة وسلامة دولنا الوطنية.. المدافعة عن وحدة وسلامة ترابنا الوطني، المعبرة عن طموحات ومقدرات الفئات والطبقات الشعبية والوطنية.
كل التحية والإجلال والاحترام لجيش مصر الوطني.
المجد والخلود لشهداء مصر الأبرار.”

الشعب احتضن الجيش.. والمواطن البسيط هو بطل الملحمة
كتبت نجوى إبراهيم:

الصمت يلف المكان ..الساعة تقارب الثانية ظهرا ..وعلى غير انتظار يخرج المارد المصرى من قمقمه ..محطما كل القيود ومتفوقا على كل التوقعات ..انطلقت نسور الجو ..تعبر القناة, وتصاحبها طلقات المدفعية ..تدك حصون العدو وقلاعه, وشرع الجنود البواسل ينشئون جسور العبور, وانطلقت صياحاتهم قوية: الله أكبر.. الله أكبر, تبارك المسيرة وتزلزل الارض تحت أقدام العدو الذى فر جنوده هاربين امام الزحف المقدس ..انه يوم السادس من اكتوبرعام 1973.. اليوم الذى خاض فيه الجيش المصرى هذه الحرب المجيدة وحقق الانتصار العظيم ضد اسرائيل التى احتلت أرض سيناء 6 أعوام منذ النكسة فى يونيو1967.
وفى العيد السادس والاربعين لملحمة النصر نتذكر ابطال الحرب الاصليين من ضحى بدمائه وفقد روحه، أو من فقد أجزاء من جسده فى سبيل استرجاع جزء من تراب الوطن واستعادة كرامة مصر, ومنهم من يعيش بيننا الآن.
وفيما يلى نستمع لذكريات عدد من ابطال اكتوبر البواسل..
يقول “طلال شكر”نقيب فصيلة الاستطلاع فى الجيش الثانى اثناء الحرب: بعد النكسة التحقت بالجبهة الشعبية, وذهبنا مع مجموعة من زملائنا للتدريب على ضرب النار, وفى عام 1968 تم تجنيدى وكنت فى احد تشكيلات الجيش على الجبهة وكان وقتها يتم تدريبنا على مشروع فض هجوم العدو، والمدهش أن إدارة الجيش وقتها كان لديها وعى كامل بأن اسرائيل ستحاول الاعتداء على الضفة الغربية, وكان الهدف من تدريبنا هو التصدى لقوات العدو وتدميرها .
واضاف شكر: انه فى يوم 6 اكتوبر خاض سلاح المشاة والمدفعية والطيران معركة مشتركة فى ادوار متكاملة، فكانت معركة الاسلحة المشتركة, وظهرت فيما بعد براعة الجيش المصرى, وصدرت الاوامر لفرقتنا ليلا يوم 12 اكتوبر للتقدم و عبور القناة, وكان معنا اللواء ابراهيم العرابى قائد الفرقة, ورأينا الامدادات العسكرية الامريكية التى يتم امداد اسرائيل بها, ولم انس ابدا الدبابات الخضراء الامريكية والصواريخ الحديثة التى رأيناها تنزل العريش مباشرة وقمنا بأسر العديد منها واخذناها الى مركز القيادة الرئيسى.
وأكد “شكر”ان وقتها كانت الروح المعنوية للجنود مرتفعة جدا ..هدفنا الوحيد هو استرجاع أرضنا وقهر العدو, ولم نشعر بالخوف, وبعد العبور شعرنا أن بلدنا رجعت تانى, وكان الجندى المسلم يساند المسيحى، الكل مشاعره واحدة وهدفه واحد ..ورأينا على الجبهة كل التخصصات، خاصة بعد أن أمر الرئيس “الراحل جمال عبد الناصر”بتجنيد المؤهلات العليا, وامر وقتها بصرف نصف مرتبات هؤلاء المجندين حتى لا تضار اسرهم, ورغم هذا التجنيد الالزامى, والذى استمر لاكثر من 5 سنوات لكن الكل كان مقبلا على التدريب, وتم تدريبنا على اعلى مستوى واستطعنا الانتصار على الجيش الذى لا يقهر, وانتصرنا رغم ترسانة الاسلحة وخط بارليف, وكان ذلك بفضل ارادة الشعب الذى كان يصر على الحرب وعلى الانتصار, واحتضن الجيش فى ذلك الوقت, فهناك من تبرع بمرتبه كاملا من اجل المعركة والمصانع الحربية والمدنية كانت تعمل بكامل طاقتها ..فالبطل الحقيقى لحرب اكتوبر هو المواطن المصرى الذى لم يبخل على وطنه بأى شيء.
اما “صلاح الانصارى” فكان ضمن سلاح الصاعقة فى منطقة البحر الاحمر, فيتذكر وقت الحرب قائلا كان هدفنا الوحيد هو أن نحارب وننتصر, ورغم معاناة الحرب كنا نجلس ونضحك ونهزر ونلعب ونغنى فى جو ملئ بالفكاهة والدعابة, وكان الامل موجودا ولدينا اصرار على العبور والانتصار, ومن المواقف التى لا ينساها “صلاح الانصارى” قال: انا شاركت فى معركة شدوان يناير 1970 وقتها هاجم الاسرئيليون جزيرة شدوان، وشهدت الجزيرة ملحمة شعبية تقاسم فيها ابناء محافظة البحر الاحمر مع جنود القوات المسلحة الصمود امام قوات الاحتلال، وكنت ضمن مجموعة الصاعقة البحرية لحراسة الفنار الذى يقع جنوب الجزيرة، واستمر القتال بين قوات الاحتلال وافراد الصاعقة ورفضنا الاستسلام وقاتلنا بشجاعة، وتم انسحاب القوات الاسرائيلية فى اليوم الثانى من الجزيرة، وكان الفريق”سعد الدين الشاذلى”قائد القوات المسلحة فى قطاع البحر الاحمر ووضع لنا خطة المقاومة ووقتها اصدر كتيبا بعنوان “اعرف عدوك” وكان قائدا ميدانيا مثل باقى الجنود .
وأتذكر ايضا انه وقت الحرب لم يكن هناك فرق بين القيادات وباقى الجنود، كنا اسرة واحدة نأكل ونشرب معا، ولم تظهر فكرة الرتب العسكرية إلا فى اوامر القتال فحسب.
من منا لا يتذكر فيلم” المواطن مصرى” للكاتب يوسف القعيد الذى جسد من هو البطل الحقيقى لحرب اكتوبر وأظهر أيضا معنى الصداقة بين رفقاء السلاح خاصة فى الجيش …هذه المعانى اوضحها لنا “ابراهيم منصور” 67 سنة على المعاش -يقول حضرت 73 ومكثت فى الجيش 5 سنوات كنت مجندا فى الجيش الاول وكانت مهمتى انا ومجموعة من زملائى مد الخطوط الاولية للجيش بقطع الغيار الخاصة بالتسلح .. وافتكر قبل ايام من 6 اكتوبر رفضوا ننزل إجازة وقالوا جاءت الاوامر بشد الطوارئ، وعرفنا اننا هنحارب، وكنا فى رمضان كلنا بنصوم حتى المغرب حتى الجنود المسيحيين يصومون معنا ونفطر كلنا ساعة أذان المغرب .ويقول ان البطل الحقيقى فى هذه الحرب هو المواطن البسيط الذى تم تجنيده وقام بتنفيذ الاوامر التى تم التخطيط لها من قبل القيادات, وكنا على اتم استعداد للموت فداء للبلد واسترداد الارض.
وتابع: أفتكر عاشر يوم الحرب عندما تقدمت اسرائيل وضربت وحدة بأكملها فى السويس، وكان مطلوب منى انا وعدد من الزملاء توصيل عربية قطع غيار تسليح لسيناء وتمكنا من الذهاب بالعربية بمساعدة الشرطة العسكرية .

رجال أكتوبر.. وحكايات النصر
محمود خلف: التدريبات كانت في الفيوم..وأمام العدو نصطاد السمك
حسام الدين أنور : خطة استراتيجية لخداع العدو الإسرائيلي
كتبت أمل خليفة
أشار اللواء الدكتور محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية إلي أن بعد هزيمة يونية 67 كان هناك قرار أتخذ منذ عهد جمال عبد الناصر وهو” ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” وذلك يعني استرداد أراضي سيناء بالقوة المسلحة خاصة إنهم بدأوا يجهزوا سيناء ووضعوا الكثير من الموانع والدشم لحمايتهم علي الجانب الآخر نحن كان لدينا أصرار علي إسترداد سيناء بالقوة المسلحة، وكان هناك عمل ضخم لابد أن يتم نتيجة أن الجانب الإسرائيلي بني ساترا ترابيا بأرتفاع 28 مترا وبطول القناة حوالي 170 كيلو مترا وبدرجة ميل مباشرة علي القناة وكانت أول مشكلة واجهتنا هي عدم رؤية ما وراء هذا الساتر الضخم الذي كانت وظيفته من وجهة نظر إسرائيل منع عبور قواتنا.وكانت وظيفته الأخري توفير القوات فيستخدم قوات قليلة محدودة في سيناء.
كان لديهم أعتقاد أن المفاوضات ستطول ويمكنهم أن يصيبوا الجيش المصري بالأحباط والقيادة السياسية المصرية باليأس من عمل أي شيء.هذا بجانب قدراتهم الجوية، فالقوات الجوية الإسرائيلية كانت فوقنا بإستمرار تقصفنا وأحيانا كانت تمر من فوق القاهرة لإرسال رسالة للشعب المصري أن المسألة محسومة لصالحهم.ونحن مطالبين بالاستسلام.
لكن الذي حدث هو عكس ذلك لأن كان هناك قرار من الشعب والقوات المسلحة بإسترداد الأرض.
المشاكل العملياتية
لكي نعبر هذا الحائط لابد من وجود أمكانيات ضخمة وبسبب الساتر أصبحت رقابته لنا ميسرة والعكس صحيح ،لذلك عكفنا جميعا علي عمل دراسات وطرح أفكار استعدادا لمهاجمة إسرائيل فالمشكلة لم تكن الساتر فقط ولكن أيضا في كيفية عبور الدبابات ، استغرقت هذه المرحلة ست سنوات عجاف، بدأنا من تحت الصفر ولكن بذلنا جهدا حتي وصلنا إلي القدرة علي التفوق عليهم بالتدريب وحل المشاكل العملياتية، وهذا التدريب كان مشكلة أيضاً فلا نستطيع التدريب والتجريب تحت أنظار العدو فكنا نذهب إلي أماكن بعيدة مثل الفيوم من خلال نموذج يحاكي القناة والصحراء فكنا نبني ساترا مماثلا للتدريب ولكن أمام العدو كنا نتظاهر بالصيد واللعب للتمويه خاصة قوات الصاعقة حتي لا نبدو مقاتلين، ولكن واقع الحال إننا كنا نتحرك ليلاً إلي أماكن مثل الدلتا في الصحراء الغربية في معسكرات.وبالنسبة لمشكلة تحركات الدبابات أستطعنا أن نحلها أيضاً.
التاريخ العسكري به تاريخ كبير ولكن يظل تاريخ اقتحام مانع قناة السويس بهذا الحجم من القوات في هذه الظروف وهذه الإمكانيات الجوية ونيران المدفعية يجعلنا نقول إنه من أكبر الحشود في تاريخ الحروب في العالم كله.
توقيت الحرب
وأضاف خلف قائلاً:أستطعنا أن نحشد بمهارة دون إثارة الشكوك بمهارة، حتي يوم الخميس ليلاً صدرت أوامر بالأجازات وتم تنفيذها يوم الجمعة قبل الحرب بيوم وكانت القطارات تسافر بالمجندين ويعودون مرة أخري بعربات اللوري ليلاً بدعوي تعطل القطارات، وهذه كانت خطة خداع وحتي الساعة التاسعة صباح يوم السبت كنا بنصطاد سمك.وكان موشي ديان يراقب تصرفاتنا ويصورها.
نحن كنا نتمي النصر لاسعاد الشعب المصري لانه كان مأزوما بسبب خسارة حرب 67 وتحمل معنا 7 سنوات حتي احرزنا هذا النصر.
تحديات المعركة
قال اللواء الدكتور حسام الدين أنور مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية أن أهم التحديات التي كانت تتمثل في الاستعداد لحرب أكتوبر هي عبارة عن عدة محاور أهم هذه المحاور كانت إعداد الشعب، وإعداد القوات المسلحة الذي تم علي مراحل وفقا لخطة موضوعة بحيث تصبح القوات المسلحة قادرة علي تنفيذ المهمة وكذلك توفير الأسلحة القادرة علي التغلب علي إسرائيل.
وكذلك إعداد الشعب وتجهيزه معنوياً خاصة بعد حرب 67 ،هذا الإعداد كان عبارة عن إعداد معنوي وإعداده للتحمل لأن كل موارد الدولة كانت موجهة في إتجاه القوات المسلحة بحيث يتحمل الشعب الضغوط والمصاعب في فترة الإعداد.
وكان هناك تحدٍ آخر يتعلق بتنفيذ خطة دفاع إستراتيجي وإيهام إسرائيل بأن هناك نوعا من الأسترخاء وإنه ليس هناك إستعداد لحرب.وهذا لإيجاد نوع من المفاجأة التي كانت أحد أسباب النصر.
وأضاف أنور قائلا: الحالة المعنوية التي كان عليها الشعب وحالة التماسك، واستخدامنا للقوة الناعمة والأغاني الجميلة التي صاحبت حرب أكتوبر كان لها الأثر في رفع معنويات الشعب وهذه حالة كانت موجودة فعلاً. ومازالت محفورة في الذاكرة الوطنية.
ويتطرق أنور إلي أول أحتفال لذكري نصر أكتوبر قائلاً: كان هناك أحتفالان أحدهما رسمي وهذا كان في مجلس الشعب حيث كرم الرئيس أنور السادات قادة حرب أكتوبر وعلي رأسهم المشير أحمد إسماعيل ومنحه رتبة المشير أثناء الأحتفال. ثم بعد ذلك كان هناك أحتفال كبير أُقيم في إستاد القاهرة شاركت فيه القوات المسلحة في الأحتفال بالنصر لأول مرة.
وعن قيمة الأحتفال بالنصر الذي يراه العالم حالياً في ظل العولمة والقنوات الفضائية التي تجعل إسرائيل تراه صوتا وصورة في التو واللحظة أكد أنور أن ما يؤلم إسرائيل بالذات هو موت جنودها طبقاً لعقيدتهم فالأسرة أو الزوجة لا تستطيع أن تتزوج ولا تصرف أي تعويض إلا بعد رجوع الجثمان فأي إسرائيلي فقد أي شخص من أقاربه في الحرب ولم يعد جثمانه فطبعاً هذا اليوم بالنسبة له يوم أليم، هذا بجانب إنهيار أكذوبة خط بارليف العظيم الذي أوهموا مواطنيهم إن إنهياره لم يكن هزيمة متعارف عليها عالمياً ليخففوا وطأة الهزيمة.

“سليمان خاطر” … طلقات تصون تراب الوطن
محمود دوير

” أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه .. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم”
هذه العبارة التى عبر خلالها الشهيد سليمان محمد عبدالحميد خاطر (1961 – 7 يناير 1986) الذى دخل عوالم الأبطال الشعبيين الذين يعرفها المصريون جيدا ويقدر دورهم ويحتفى بهم.
لكن للمجند فى قوات الأمن المركزي المصري والذى قام اثناء خدمته على الحدود المصرية مع إسرائيل بسيناء بقتل سبعة إسرائيليين حاولوا التسلل إلى نقطة حراسته، في الخامس من أكتوبر عام 1985.
لهذا المجندى المجند شأن آخر فقد فتح من جديد جرح التطبيع الذى لا يندمل وكشف عورات كامب ديفيد، وهو الفلاح البسيط الذى لم يأخذ من الوطن سوى الستر وقليل جدا من المعرفة والتعليم ولم يتردد ويرتبك وينشغل بحسابات ذاتيه لكنه كان عفويا لدرجة الدهشة وربما الصدمة لهؤلاء الذين أرادوا اقتحام حصنه فى تحد سافر لقدسية تراب الوطن.
هو المجند فى صفوف الامن المركزى الذى تلقى تعليمات صارمة بعد السماح لاى شخص باقتحام الحصن الذى يقف لحمايته ولم يفعل سليمان شيئا سوى تنفيذ التعليمات ليضع النظام المصرى فى موقف لم يكن يتخيله او يتمناه .. فها هو جندى مجند سليمان خاطر يذود عن قداسة تراب الوطن وينفذ تعليمات قادته فماذا انتم فاعلون ؟؟؟؟
فى عام 1970 قامت طائرات الفاتنوم – امريكية الصنع – بقذف مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية ليسقط اكثر من 30 طفلا شهيدا ويصاب العشرات من الاطفال الابرياء حيذاك كان الطفل “سليمان خاطر ” يخطو نحو عامه السابع وكانت الدماء تلطخ كراسات الاطفال فى بحر البقر .. والعار يطارد جنود الاحتلال الاسرائيلى وقادتهم.
فى عام 1961 ولد سليمان لأسرة بسيطة فى قرية إكياد البحرية التابعة لمركز فاقوس في محافظة الشرقية وهو الابن الأخير بين خمسة أبناء في أسرة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان.
وقضت المحكمة عليه بالأشغال المؤبدة، وفي يناير عام 1987 تم العثور عليه مشنوقاً في زنزانته في ظروف غامضة وبشكل طرح الكثير من التساؤلات والشكوك.
فى يوم 5 أكتوبر عام 1985 والنهار يوشك ان يغيب وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة بجنوب سيناء فوجيء بمجموعة من السائحين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فأطلق رصاصات تحذيريه ثم أطلق النار عليهم فلم يستجيبوا للطلقات التحذيرية.
وقال سليمان خلال التحقيقات بأن أولئك الإسرائيليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار مما دفعه لاطلاق النار عليهم.
سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، وصدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية وقد روى ما حدث قائلا:
“كنت على نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عارى.
. فقلت لهم “ستوب نو باسينج” بالإنجليزية. ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي. دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها. (وذلك في إشارة منه إلى حادثة كانت ما زالت حديثة حين استطاعت امرأة صهيونية أن تتحايل بالعري على أحد الجنود في سيناء، وتحصل منه على تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن المركزي هناك بعد أن ادخلها الشاليه المخصص للوحدة)
قبل أن ينطق المحقق بالسؤال التالى قال ..
” أمال أنتم قلتم ممنوع ليه .. قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم”. سأله المحقق: لماذا يا سليمان تصر علي تعمير سلاحك؟
وفى بساطة قال .. لأن اللي يحب سلاحه يحب وطنه ودي حاجة معروفة واللي يهمل سلاحه يهمل وطنه.
المحقق : بماذا تبرر حفظ رقم سلاحك؟
لأني بحبه زى كلمة مصر تمام
وانهالت الصحف الحكومية فى تشويه صورة سليمان ووصفته بالمختل احيانا واعتبرته مريضا نفسيا احيانا اخرى وتضامنت قوى وطنية عديدة والمثقفين مع حق خاطر فى محاكمة عادلة وامام قاضٍ طبيعى.
بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا.
وعقب سماعه للحكم قال خاطر “إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه” ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلاً : «”روحوا واحرسوا سينا.. سليمان مش عايز حراسة”
بعد أن صدر الحكم علي خاطر تم نقله إلى السجن الحربي بمدينة نصر، وهناك كتب رسالة شديدة البلاغة والبساطة والالم قال فيها عندما سأله أحد السجناء “بتفكر في إيه”؟
قال : “أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين .. من ترابك .. ودمي من نيلك ، وحين أبكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل إجازة تأخذ رأسي في صدرها الحنون، وتقول: «”لا تبكي يا سليمان، أنت فعلت كل ما كنت أنتظره منك يا بني.
وتم نقل سليمان من السجن إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا وبعد اقل من عشرة ايام فقط من حبسه.
وتحديداً في 7 يناير 1986 أعلن الاعلام المصرى خبر يفيد “انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة”
وهنا تبدأ لحظة جديدة فى ملحمة سليمان خاطر يشارك فى صنعها عشرات الاف من طلاب مصر الذين خرجوا فى تظاهرات عارمة رافعين صور سليمان خاطر مشككين فى الرواية الرسمية حول انتحاره وشارك ايضا فى صنعها عشرات المقالات والبيانات السياسية وصار خاطر ملهما لمئات القصائد الشعرية التى ترثيه وترثى حالنا حينذاك.
وساهم فى هذا ايضا ارتباك رسمى واضح حول طبيعة وفاه سليمان حيث افاد تقرير الطب الشرعي انه انتحروقالت الصحف القومية المصرية انتحار سليمان خاطر بأن شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض بثلاثة أمتار. فى حين قال افراد اسرته أن الجثة كان بها آثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع علي الرقبة، وكدمات علي الساق تشبه أثار جرجرة أو ضرب.
وبينما قال البيان الرسمي أن الانتحار تم بمشمع الفراش قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير، وقال الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة.
وجاء رفض السلطات طلبا تقدمت به أسرته بإعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة ليجعل الامر اكثر غموضا وريبة ويدفع والدة سليمان خاطر للقول: “ابني أتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا و إسرائيل”
ويبقى اسم سليمان خاطر ضمن قائمة هؤلاء الابطال الشعبيين الذين كلما مر الوقت احتفى الخيال الجمعى بهم ويظل موته لغزا وحياته القصيرة الهادئة مثارا للتأريخ ويظل رغم كل شىء نموذجا فى تقديس التراب الوطنى المصرى.

“يد تبني ويد تحارب الإرهاب” ….
994 مشروعًا لتنمية سيناء بتكلفة 795 مليار أبرزها: 5 أنفاق تختصر وقت انتقال البضائع من الإسماعيلية لسيناء لربع ساعة ..
1397 كم شرق وغرب القناة .. مجمع صناعي بجنوب الرسوة ببورسعيد يتضمن 118 مصنعًا لتشغيل الشباب
كتب علاء عصام:
احتفلنا يوم الاحد الماضي بالذكري 46 لنصر اكتوبر المجيد ولكن النصر هذا العام له طعم مختلف حيث استطاعت الدولة المصرية ان تنجز عددا كبيرا من المشروعات التنموية التي ستنقذ سيناء من الارهاب، وهذا مشروع حزب التجمع منذ تأسيسه، حيث طالب قيادته كل رؤساء مصر بمواجهة الارهاب بتنمية سيناء للحفاظ عليها من طمع الاعداء، وهذا ما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأعوام الماضية.
وانجزت مصر 5 أنفاق تربط سيناء بمدن القناة والدلتا، والجدير بالملاحظة هنا كما شاهدت أن أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد تعد من أضخم مشروعات الأنفاق فى العالم، حيث تم تنفيذها فى وقت قياسى، لم يتجاوز 3 سنوات فى حساب الزمن، رغم أن المتعارف عليه عالميا أن تنفيذ الأنفاق يستغرق من 5-7 سنوات، وفى هذا الصدد قال الرئيس السيسى خلال افتتاحه الأنفاق: “إن سيناء يبذل فيها جهد وينفق عليها إنفاقًا غير مسبوق”، ليعلن الرئيس بذلك تدشين تنمية سيناء.
ويصل إجمالى عدد المشروعات المنفذة والمستهدفة خلال السنوات الست منذ عام 2014 إلى عام 2020، إلى 994 مشروعا، بتكلفة تقديرية 795 مليار جنيه.
وتعتبر مشروعات الأنفاق التى تم تنفيذها أسفل القناة المنظومة الأضخم من نوعها فى تاريخ مصر، بل وعلى مستوى العالم، من حيث الأطوال والأقطار وحجم الأعمال، والخطة الزمنية القياسية التى تم تنفيذها خلالها، وجاء تنفيذ تلك المشروعات الكبرى، نتيجة قرار ورؤية استراتيجية ودراسات علمية دقيقة وتمت بسواعد وخبرة مصرية، وتعد بمثابة شرايين تربط سيناء بقلب الوطن.
وبالتزامن مع عملية التنمية الشاملة فى سيناء والتي بدأت بالفعل منذ عام 2014 ومستمرة حتى عام 2020، تم إنشاء محطة توليد كهرباء “شرم الشيخ”، بقدرة 288 ميجاوات، ومحطة “السويس الحرارية”، بقدرة 650 ميجاوات، ومحطة توليد كهرباء “عتاقة”، بعدد 4 وحدات، قدرة الوحدة 160 ميجاوات، لتعزيز إمدادات الطاقة للمنطقة، وتفعيل استراتيجية الطاقة وتنويع مصادر الوقود، فى إطار استراتيجية الحكومة لتحويلها لمنطقة جاذبة للاستثمارات فى مختلف القطاعات، بالإضافة إلى توصيل التيار الكهربى بمحطة تحلية مياه البحر، ومحطة الصرف الصحى ومستشفى “أبو رديس”، والوحدات السكنية بمشروع الإسكان الاجتماعى، هذا فضلا عن البرامج المستهدفة فى شمال سيناء، والتى تشمل “مشروعات التعليم” وتستهدف استكمال إنشاء وتجهيز فصول التعليم الأساسى والبدء فى إنشاء مبنى للإسكان الطلابى بجامعة العريش.
وعلاوة على ذلك فهناك “مشروعات الزراعة والرى”، وتشمل إنشاء واستكمال أعمال الحراسة والتشغيل التجريبى لشبكة الرى العامة، واستكمال حفر وتجهيز آبار وإنشاء بحيرات تخزين، وتعلية سدود “وادى الأزارق الجرافى”، واستكمال تطوير محطات طلمبات صرف “تل الحير” وتأهيل مصرف “جلبانة” وإنشاء شبكة صرف مغطى بجنوب القنطرة، ومبنى معدات مراكز الطوارئ، فيما توجه الحكومة جملة استثمارات قيمتها 1.363 مليار جنيه، لصالح تنمية محافظة جنوب سيناء، تمول الخزانة العامة منها نسبة 75%، توزع على عدد من البرامج، سواء فيما يتعلق بالنقل أو المياه، أو التعليم باستكمال إنشاء جامعة “الملك سلمان”، وإنشاء وتجهيز فصول تعليم أساسى وإعادة تأهيل المدارس القائمة، واستهداف إنتاج “بنجر السكر”، وسعياً لمواجهة أخطار السيول بمحافظة جنوب سيناء، تستهدف الحكومة استكمال حفر وتجهيز آبار وإنشاء سدود وبحيرات أخرى.
ولعل المعجزة التى صنعتها السواعد الهندسية المصرية أسفل قناة السويس، وهى تنفيذ الأنفاق، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبأيد مصرية خالصة، هى التى كتبت فى سجل التاريخ الحديث أن الأنفاق التى حفرت على يد أبناء هذا الوطن تعد فصلاً جديداً من إنجازات المصريين فى تعمير بلدهم ومد جسور التنمية وشرايين الحياة فى ربوع الوطن، عندما قاموا بتنفيذ منظومة إنشائية بأيديهم تحقق اختصار غير مسبوق لزمن عبور القناة يتراوح بين 10- 20 دقيقة بدلا من الانتظار على المعديات لأيام، وليربطوا سيناء عن طريق أنفاق بورسعيد، والتى تصل إلى شمال سيناء، وأنفاق الإسماعيلية والتى تصل إلى وسط سيناء، وازدواج نفق الشهيد “أحمد حمدى” والذى يربط جنوب سيناء، لتصبح سيناء مرتبطة بالدلتا بشكل كامل.
ونفذت الدولة 5 أنفاق أسفل القناة و5 كبارى عائمة فوقها، لزيادة نقاط الاتصال التى تربط سيناء بالوادى ولفتح الأبواب أمام التنمية بالمحافظة، بعد تسهيل الوصول إليها، وهو بالفعل ما يحدث الآن، إذ أصبح الوصول إلى شبه جزيرة سيناء لا يحتاج سوى 15 دقيقة من أنفاق الإسماعيلية التى قام الرئيس السيسى بافتتاحها فى مايو الماضى، فالأنفاق ال5 التى تنفذها الدولة، والتى تعرف باسم أنفاق قناة السويس، لا تقتصر على نفقى الإسماعيلية فقط، وإنما تشمل نفقين ببورسعيد، ونفق خامس بالسويس، سيتم وضع حجر الأساس له خلال الفترة القليلة المقبلة بالقرب من نفق الشهيد “أحمد حمدى”، وبالتوازى مع ذلك تنفذ الدولة الكبارى العائمة، وعددها 5 كبارى، حتى تصبح منطقة إقليم قناة السويس مرتبطة ببعضها البعض ومرتبطة بسيناء عن طريق شبكة طرق برية واسعة تفتح المجال واسعا أمام زيادة حركة التنمية وكذا التجارة من وإلى سيناء.
ومن المعروف أنه كان العبور إلى سيناء مشكلة دائمة تواجه مشروعات التنمية، فالسيارات تنتظر بالأيام محملة بالبضائع؛ حتى يتسنى لها عبور القناة، وكوبرى السلام ونفق الشهيد “أحمد حمدى” وحدهما لا يستطيعان تلبية احتياجات سيناء التى تقدر مساحتها بحوالى 6% من مساحة مصر، ولذلك تعثر حلم التنمية طوال السنوات الماضية، وظلت سيناء تعانى الفقر والبطالة حتى أصبحت مرتعاً للإرهاب، ومن هنا كان مشروع الأنفاق الذى افتتحه الرئيس مؤخراً ليكون العبور الأخير نحو التنمية والاستقرار، ويصبح بمثابة شرايين لبث الحياة فى هذا الجزء المظلوم من أرض مصر.
في قطاع النقل، أوضح رئيس الوزراء مصطفي مدبولي أن الدولة ترى أن الطرق هي شريان التنمية والسبيل لتعزيز فرص الاستثمار، موضحاً انه تم الانتهاء من 1397 كم شرق وغرب القناة، ومن المخطط الانتهاء من 435 كم بسيناء حتى عام 2020.
وبقطاع التجارة والصناعة، أشار مدبولي إلى أن إستراتجية الدولة تتمحور حول استغلال الموارد الطبيعية والبشرية لسيناء ومدن القناة ومد أذرع التنمية الصناعية إليها وتحويل المنطقة إلى تجمع صناعي هام لصناعات الأسمنت والسيراميك والزجاج والصناعات التعدينية والكيماوية وغيرها، لتوفير فرص العمل لابناء سيناء ومدن القناة.
وأوضح أنه تم تنفيذ مجمع صناعي بجنوب الرسوة ببورسعيد يتضمن 118 مصنعًا لتشغيل الشباب، والمرحلة الثانية من مصنع أسمنت العريش وتضم إضافة خطين اضافيين، ومحطات طحن وتنظيم الأسمنت، والفرن، ومنطقة التعبئة، بتكلفة 270 مليون يورو، وكذا مصنع إنتاج وتجميع لمبات الليد بمدرسة أبو زنيمة الثانوية الصناعية بطاقة انتاجية 800 ألف لمبة سنوياً.

البطل إبراهيم سليمان
بقلم د.عادل وديع فلسطين

البطل إبراهيم محمد السيد سليمان عشق الوطن منذ الصغر ومارس رياضة الجمباز وحصل على بطولة الجمهورية وكانت مهاراته وإمكانياته الرياضية تؤهله لأن يكون من نجوم رياضة الجمباز ولكنه القدر.
توفى والد البطل فعاد إلى السويس وترك القاهرة وعمل بشركة السويس لتصنيع البترول وانضم إلى المقاومة الشعبية ثم إلى منظمة سيناء الشعبية عام 1968م .
عرف عن البطل إبراهيم سليمان الوسامة واللون الأخضر لعينيه وإجادة استخدام جميع أنواع الأسلحة ولذا حصل على تفوق وجاء ترتيبه الثالث على دفعته المكونة من 352 من المتطوعين للدفاع عن الوطن ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية تقديراً لما قام به من أعمال بطولية فى إخماد الحريق بشركة السويس لتصنيع البترول .
قام البطل مع رفاقه الفدائيين بعملية عبور وتمكنوا من قتل الكثير من جنود العدو وأحضر مع زملائه أول أسير إسرائيلي.
في يوم 14 أكتوبر 1973 كان العميد أحمد حمدى نائب مدير سلاح المهندسين وقائد احد ألوية الكبارى يشارك وسط جنوده في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى الجزء الذي تم إنشاؤه من الكوبري معرضة هذا الجزء إلى الخطر وبسرعة بديهة وفدائية قفز البطل إلى ناقلة برمائية كانت تقف علي الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري أصيب البطل بشظية متطايرة وهو بين جنوده كانت الإصابة الوحيدة والمصاب الوحيد لكنها كانت قاتلة وأستشهد البطل وسط جنوده كما كان بينهم دائما.
حمل البطل إبراهيم سليمان جثمان الضابط الشهيد أحمد حمدى وعندما وضعه على الأرض قام بتقبيله وبدل ملابسه الملطخة بالدماء معه فتعجب صديقه محمود عواد من هذا الأمر وسأله عن سبب ما يفعل فأجاب إبراهيم سليمان : الشهيد الضابط أحمد حمدى كان شخصًا شجاعًا واستشهد من أجل البلاد وأتمنى أن أنال الشهادة مثله ولهذا ارتديت ملابسه لأكمل مسيرة كفاحه.
يعد البطل إبراهيم سليمان أول من ضرب وأصاب أول دبابة إسرائيلية من طراز سنتوريون بعد حصار مدينة السويس بالقرب من قسم الأربعين وكان الشرارة والطلقة الأولي في المعركة فقد أعد سلاحه وتعامل مع الدبابة الإسرائيلية فدمرها وقتل قائدها وعلت أصوات طاقم الدبابة بالصرخات المرعبة .
بعد تمكن البطل إبراهيم سليمان من تدمير الدبابة الإسرائيلية يوم 24 أكتوبر عام 1973 الموافق 28 رمضان 1393 هجريا ألقى سلاحه وقام بحركات بهلوانية وأخذ يصفق بقدميه مبتهجا وهو يصرخ .. يا أبو خليل يا جن.
أيضا قال البطل إبراهيم سليمان : يا خسارة يا ولاد الحرب هتخلص ومش حنول الشهادة .
كانت القوات الإسرائيلية تعتقد أن السويس مدينة للأشباح ولكنها فزعت من دفاع الأبطال عن مدينتهم ولذا جنود إسرائيل سارعوا بالهروب إلى مبنى قسم شرطة الأربعين بالسويس ولم يعد أمام أبطال السويس إلا اقتحامه وجاءت المبادرة من البطل إبراهيم سليمان ومعه فايز حافظ وأشرف عبد الدايم وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم وتمكن من تسلق مواسير المياه ولكن رصاصة غادرة من قناصة العدو أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن الفدائيون من استعادته تحت القصف الشديد.
نذكر أن البطل إبراهيم سليمان قبل خروجه لتنفيذ العملية أعطي الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية ظرفا به راتبه الشهري وساعة يد ماركة سيكو وكان البطل يتمنى أن ينال الشهادة وها قد تحققت أمنيته كما أوصي الشيخ حافظ أن يقوم بدفنه بنفسه في لحد من يده في حالة استشهاده ولكن لم تتيح الفرصة للشيخ حافظ أن يقوم بدفنه نظرا لانشغاله الشديد بإدارة المعركة ولكن إرادة الله تعالى شاءت أن يتم نقل جثمانه بعد 90 يوما من دفنه من مكانه ليكون داخل سور مقابر الشهداء وعند نقل جثمان البطل الشهيد إبراهيم سليمان وجدوا الجثمان كما هو لم يتحلل أو يتغير بل وجدوا شعر رأسه كأنه ممشط ووجهه يبتسم وأسنانه بيضاء وحتى البطانية الصوف التي كان يلتف بها لم تتحلل بالرغم من أنها صوف.
ذهب البطل الشهيد إبراهيم سليمان إلى جنة الخلد وترك والدته وخطيبته وأشقاءه الخمسة .
تم إنشاء مدرسة بمنطقة فيصل لتحمل اسم البطل الشهيد إبراهيم سليمان وكذلك مسجد باسمه في منطقة العوايد بالسويس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.