رفضت الحكومة الألمانية، أمس الأربعاء، زعم رئيس الوزراء البريطانى الأسبق بوريس جونسون بأن برلين أرادت فى البداية أن «تنهار» أوكرانيا سريعًا فى أعقاب العملية العسكرية الروسية فى فبراير الماضى. ونقلت شبكة «سى إن إن البرتغال» عن جونسون قوله الإثنين الماضى إن «وجهة النظر الألمانية كانت فى مرحلة ما أنه إذا كان ذلك سيحدث، وهو ما يمثل كارثة، فمن الأفضل أن ينتهى الأمر برمته بسرعة، وأن تنهار أوكرانيا». وذكرت الشبكة أن جونسون زعم أن ألمانيا كان لديها «جميع أنواع الأسباب الاقتصادية المنطقية» لهذا الموقف. وتعليقًا على هذه المزاعم، اعتبر المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، أمس، أن ما قاله بوريس جونسون «هراء مطلق». وأضاف: «نحن نعلم أن رئيس الوزراء السابق المسلى لديه دائمًا علاقته الخاصة مع الحقيقة». وللدلالة عن دعم برلين لكييف، استشهد المتحدث بالدفاع القوى للمستشار الألمانى أولاف شولتس عن أوكرانيا فى خطاب ألقاه أمام البرلمان فى 27 فبراير، بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب. وتابع زايبرت: «على هذا النحو، أعتقد أن الحقائق تتحدث ضد التلميح الذى سمعته فى هذه المقابلة». وواجه جونسون مرارًا اتهامات بالكذب خلال حياته المهنية كصحافى ومشرع ثم رئيسًا للوزراء. وقد أجبره أعضاء حزبه على الاستقالة فى يوليو الماضى. وشهدت العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، أمس الأربعاء، محاولة وحدات من الجيش الروسى بسط السيطرة وضرب مواقع تمركز القوات الأوكرانية، فيما تحاول كييف استعادة أراضيها بمساعدات مادية وعسكرية من الغرب. وتعرضت منشآت للبنية التحتية فى كييف للقصف، على ما أعلن رئيس بلدية المدينة فيتالى كليتشكو، بعد سلسلة انفجارات سمع دويها فى العاصمة الأوكرانية. وكتب رئيس البلدية على «تليجرام»: «ضربات صاروخية على البنية التحتية الحيوية فى مدينة كييف. ابقوا فى الملاجئ حتى انتهاء حالة التأهب الجوى» دون مزيد من التفاصيل، وبعد دوى سلسلة انفجارات، انقطع التيار الكهربائى عن شمال ووسط كييف، بحسب مراسلى الوكالة. شهدت دولة مولدوفا انقطاعا للتيار الكهربائى على نطاق واسع، أمس، عقب الضربات الروسية على منشآت للطاقة الأوكرانية، على ما قال نائب رئيس الوزراء المولدافى أندريه سبينو. وكتب سبينو على «فيسبوك»: «نتيجة القصف الروسى لنظام الطاقة الأوكرانى خلال الساعة الماضية، نشهد انقطاعات كبيرة فى الكهرباء فى كل أنحاء البلاد»، فيما كانت مولدوفا تواجه أصلا مشكلات كبيرة فى الطاقة لأسباب مرتبطة بالحرب فى أوكرانيا. وقصفت روسيا على مدى أسابيع شبكة الكهرباء والمنشآت الأخرى بالصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة. وتعرضت منشآت للبنية التحتية فى كييف للقصف، أمس، كما أعلن رئيس البلدية فيتالى كليتشكو، بعد سلسلة انفجارات سمع دويها فى العاصمة الأوكرانية، فيما أعلنت الإدارة العسكرية فى المدينة مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وإصابة ستة جراء الضربات. وقالت الإدارة العسكرية فى المدينة على «تليجرام»: «نتيجة للهجوم تضرر مبنى سكنى من طابقين، قتل 3 أشخاص وأصيب 6». وكتب رئيس البلدية على «تليجرام»: «العدو يشن ضربات صاروخية على البنية التحتية الحيوية فى مدينة كييف. ابقوا فى الملاجئ حتى انتهاء حالة التأهب الجوي» دون مزيد من التفاصيل. وأضاف بعد فترة وجيزة فى رسالة منفصلة «دوّت انفجارات أخرى فى أحياء مختلفة» مشيرا إلى أن «خدمات الإسعاف وأطباء فى طريقهم إلى المواقع المتضررة». كما أفاد رئيس بلدية كييف بقطع التيار الكهربائى «لأسباب طارئة» فى «أحياء معينة» من العاصمة، فيما أعلن بعد ذلك بقليل انقطاع إمدادات المياه أيضا فى المدينة. كما لوحظت مشكلات فى شبكة الهاتف المحمول فى العاصمة. من جهته، أفاد رئيس بلدية لفيف فى غرب أوكرانيا أندريه سادوفى أن «المدينة بكاملها»، تعانى انقطاعا فى التيار الكهربائى، وحذر من احتمال «مواجهة مشكلات فى إمدادات المياه». من ناحية أخرى، قرر البرلمان الأوروبى، أمس، تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب على خلفية الحرب فى أوكرانيا. وقال البرلمان الأوروبى: إن الضربات العسكرية التى تنفذها موسكو على أهداف مدنية مثل البنية التحتية للطاقة ومستشفيات ومدارس وملاجئ فى أوكرانيا تنتهك القانون الدولي. وتصنيف البرلمان الأوربى لروسيا كدولة راعية للإرهاب خطوة رمزية إلى حد كبير، إذ ليس لدى الاتحاد الأوروبى إطار عمل قانونى يدعم ذلك. وفى النص الذى أقر فى ستراسبورج بأغلبية 191 صوتًا مقابل معارضة 58 صوتًا، وامتناع 44 عن التصويت، وصف النواب الأوروبيون «روسيا بأنها دولة راعية للإرهاب ودولة تستخدم وسائل إرهابية». ودعا البرلمان الأوروبى دول الاتحاد الأوروبى ال27 إلى أن تحذو حذوه فى تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب. من جهته، رحب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، أمس عبر حسابه على تويتر، بقرار البرلمان الأوروبى تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب، داعيًا لمحاسبتها وعزلها على كل المستويات. من جانبه، طالب وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا، الاتحاد الأوروبى بعقوبات ل»تدمير» صناعة الصواريخ الروسية. وأضاف «يجب تركيز الانتباه على العقوبات التى تعرقل وتوقف صناعة الصواريخ الروسية، يجب تدمير قدرة روسيا على إنتاج صواريخ جديدة»، حسب صحيفة «كييف إندبندنت» الأربعاء. وحث كوليبا الاتحاد الأوروبى على تسريع العمل على الحزمة التاسعة من العقوبات ضد روسيا.