ما إن دخلت العملية العسكرية بين روسياوأوكرانيا يومها الثانى عشر، إلا وتتسارع الأحداث بشكل لحظى سواء على مستوى المحاولات المستميتة لإنجاح التفاوض بين الطرفين أو على المستوى الميداني. فى بيان، قال الكرملين إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركى رجب طيب أردوغان فى مكالمة هاتفية، أمس الأحد، أن روسيا لن توقف عمليتها العسكرية إلا إذا أوقفت أوكرانيا القتال وتمت تلبية مطالب موسكو. وأضاف الكرملين فى بيان، أن بوتين قال: إن العملية تسير وفقًا للخطة والجدول الزمنى الذى وضعته موسكو. ميدانيا، أفاد مراسل «العربية» و«الحدث» بأن كييف محاصرة بالكامل من كافة الجهات، مشيرًا إلى وجود محاولات روسية لدخول العاصمة الأوكرانية من المنطقة الشمالية، وسط قصف روسى عنيف على أربين بضواحى كييف، فيما تتواصل عمليات الإجلاء. وفى آخر التطورات، أعلنت سلطات ماريوبول بدء إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية، فيما أعلنت السلطات الروسية إجلاء نحو 6500 أوكرانى من دونيتسك ولوغانسك إلى روستوف الروسية، فى ظل وقف مؤقت لإطلاق النار سيظل ساريا حتى الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، حسبما نقلت وكالة تاس، بينما أعلن المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الأحد، عبور أكثر من 1.5 مليون لاجئ من أوكرانيا إلى دول أخرى منذ بدء العملية العسكرية «الخاصة». واضطر المسئولون للتخلى عن خطة مماثلة يوم السبت بعد أن حدثت بعض الانتهاكات لوقف إطلاق النار وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسئولية عنها. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 2203 من مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بدء العملية، وإسقاط 8 مقاتلات أوكرانية وقصف مطار عسكرى جنوبأوكرانيا، وإسقاط 6 مسيرات أوكرانية من طراز «بيرقدار» التركية، وتدمير 69 مقاتلة أوكرانية على الأرض و24 فى الجو و778 دبابة. كما أكدت أن قوات دونيتسك ولوغانسك سيطرت على 11 بلدة شرق أوكرانيا. كما قالت روسيا إنها دمرت قاعدة «ستاراوكوستنتانيف» الجوية العسكرية الأوكرانية بأسلحة عالية الدقة طويلة المدى،. يأتى ذلك وسط تركيز القوات الروسية على العاصمة كييف مع المضى قدمًا فى الهجمات على خاركيف وميكولايف، وكذلك إنشاء ممر برى مع شبه جزيرة القرم، بحسب الجيش الأوكراني. وأعلنت أوكرانيا قبل أيام تلقيها آلاف الطلبات من أجانب، الذين أعربوا عن استعدادهم للانضمام لما سمته «الفيلق الدولى»، الذى كشف الرئيس فولوديمير زيلينسكى عن عزمه تشكيله لقتال القوات الروسية. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يستعدون لحكومة أوكرانية فى المنفى، وأنهم يزودون أوكرانيا بأسلحة ومعدات قد تكون حاسمة فى مرحلة حرب الشوارع. الصحيفة سلّطت الضوء على الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، الذى يرفض حتى الآن ترك العاصمة والانتقال إلى مدينة لفيف غرب البلاد، واعتبرته القوّة المحورية التى يعتمد عليها حلفاء أوكرانيا من أجل الحفاظ على الروح المعنوية وحشد الأوكرانيين، فيما يتّجهون لمقاومة روسيا وشنّ حرب شوارع ضدّها فى كييف قد تستمر لأشهر وربما سنوات. وتزامنا مع ذلك، تنعقد اليوم الجولة الثالثة من المحادثات بين وفدين من روسياوأوكرانيا لوقف الصراع، ورغم غياب التفاؤل بنتائج كبيرة إلا أن الأمل معقود على اتفاقات محدودة تقلل من حدة المعارك الجارية الآن. إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر لم تسمه قوله، أمس الأحد، إن أوكرانيا قريبة من صنع سلاح نووى عبارة عن «قنبلة قذرة» باستخدام البلوتونيوم، لكن المصدر لم يذكر أى أدلة. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء ووكالة الإعلام الروسية ووكالة «إنترفاكس» عن «ممثل هيئة مختصة» فى روسيا، أمس، قوله إن أوكرانيا تطور أسلحة نووية فى محطة تشرنوبل النووية المعطلة والتى أُغلقتها السلطات فى عام 2000. وقالت الحكومة الأوكرانية: إنها ليس لديها خطط للانضمام مجددا إلى النادى النووي، وإنها تخلت عن أسلحتها النووية فى عام 1994 بعد انهيار الاتحاد السوفييتى. وقبل العملية العسكرية الروسية بوقت قصير، قال بوتين فى كلمة أبدى فيها العديد من الشكاوى: إن أوكرانيا تستخدم الخبرة السوفييتية فى صناعة أسلحة نووية، وأن هذا يرقى إلى الاستعداد لهجوم على روسيا، ولم يذكر أدلة على هذه الشكوك.