كشف عدد من خبراء الزراعة، عن أن التوسع فى زراعة الأسطح سيساهم فى تعويض الإنتاج الذى فقدته مصر نتيجة التعدى على الأراضى الزراعية بالبناء، فضلا عن كونه مشروعًا مربحًا، الأمر الذى دفع البعض إلى المطالبة بضرورة تبنى الفكرة حتى يصبح مشروعًا قوميًا، خاصة فى المدن الكبرى، ولا شك أننا فى حاجة ماسة حاليًا لتعميم تجربة زراعة الأسطح، وتحديدًا فى محافظات الدلتا لتعويض التعديات التى وقعت على الرقعة الزراعية. قال الدكتور أحمد توفيق، الباحث فى المعمل المركزى للمناخ رائد زراعات «الأكوابونيك» وزراعة الأسطح : يمكن استغلال زراعات الأسطح فى تجميل واجهات المبانى فى المدن، من خلال تبنى أجهزة الدولة والمحافظات الفكرة بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري، الأمر الذى سيساهم فى خلق منظر جمالى رائع لهذه الواجهات وتحقيق إنتاجية زراعية لأصحاب هذه المباني. وأكد توفيق، فى تصريحات خاصة ل «روزاليوسف»: أهمية زراعة الأسطح فى ظل ما يشهده العالم من جائحة كورونا وتخوف الجميع من التعامل مع الأسواق، لذا فإن فكرة زراعة الأسطح ستتيح للمواطنين إمكانية زراعة أسطح منازلهم وإنتاج احتياجاتهم من بعض الخضر، خاصة تلك التى تدخل فى طبق «السلطة». ولفت إلى أن تجهيز مساحة سطح تبلغ نحو 100 متر تصل تكلفتها ل 40 ألف جنيه، حيث إن تكلفة تجهيز المتر الواحد تصل لنحو 400 جنيه فقط، مشير إلى أن العائد المادى للمتر المربع الواحد سنويا يصل ل 5 آلاف جنيه، فضلا عن أن مساحة السطح البالغة 100 متر تتسع لعدد من النباتات تبلغ نحو 10 آلاف نبات وفى حال بيع النبات الواحد بمتوسط 3 جنيهات فإن إجمالى العائد يصل ل 30 ألف جنيه، وفى حال زراعة السطح لمدة 3 دورات خلال العام فإن الأمر سيصبح مربحًا جدًا. وأوضح أن هناك عددًا من المحاصيل التى يمكن زراعتها على الأسطح مثل «الطماطم – الفاصوليا» والورقيات، مثل: «الخص الشبت البقدونس الجرجير الخيار السبانخ»، مقدمًا عدة اقتراحات لنجاح فكرة زراعة الأسطح واستمرارها، على رأسها: أن يكون هناك تسويق تعاونى للمنتج، ويباع المحصول من صاحب المنتج للمستهلك مباشرة دون تاجر وسيط، أو من خلال تبنى رجال الأعمال لمثل هذا المشروع بالتنسيق مع عدد من شباب الخريجين، على أن يقدم لهم رجل الأعمال نماذج الأسطح ومستلزمات الإنتاج ويتولى عملية تسويق المحاصيل عبر شرائها منهم أو تسويقها بالشكل الذى يراه مناسبًا، أو من خلال تبنى جهاز المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لهذه الفكرة عبر تبنى قرية محددة كنموذج كى ينطلق منها المشروع لباقى القرى، وإقامة مراكز تسويقية لمنتجات الأسطح. وطالب الباحث فى المعمل المركزى للمناخ، المجتمع المدنى ووسائل الإعلام بتبنى فكرة توعية المواطنين وشباب الخريجين بمشروع زراعة الأسطح، وذلك لتغذية هذه الثقافة لديهم لتحفيزهم لتبنى هذا المشروع الذى يمكن أن يساهم فى تحقيق الأمن الغذائى للأسر وتحقيق عائد مادى جيد للأسر المنتجة، مشددًا على ضرورة أن يكون هذا المشروع موجهًا لشباب الخريجين، خاصة أن أنظمة «الهيدروبونيك والأكوبونيك» التى تستخدم فى زراعة الأسطح تحتاج ممن يتعامل معها أن يكون لديه قدر من العلم حتى يتمكن من فهم مختلف الممارسات الزراعية وتطبيقها جيدًا كى يتمكن من الحصول على محصول جيد وبإنتاجية عالية تغطى مصروفات الإنتاج. أما الدكتور محمد حسن، الباحث فى قسم الأساليب الزراعية الحديثة فى المعمل المركزى للمناخ، قال: إن زراعة الأسطح يمكن أن تساهم فى توفير كميات كبيرة من الخضر التى يتم استهلاكها بشكل يومي، خاصة فى المدن الرئيسية، موضحًا أن مشروع زراعة أسطح المبانى سيوفر كميات من الخضر التى كانت تنتج من الأراضى التى التهمها غول التعديات على الأراضى الزراعية، لافتا إلى أن تطبيق هذه الفكرة على الأسطح سيتيح لنا استخدام الأراضى فى زراعة وإنتاج المحاصيل الاستراتيجية. وأشار إلى أنه كى تصبح زراعة الأسطح مشروعًا تجاريًا يحتاج ذلك مجموعة من الأسطح كل سطح تتم زراعته بمحصول محدد ثم يتم تبادل هذه المحاصيل كما يمكن إنشاء منفذ تسويقى لبيع هذه المنتجات لضمان تسويقها بشكل جيد، لافتًا إلى أن أقل مساحة لمشروع تجارى من زراعة الأسطح يجب ألا تقل عن 300 متر كى تكون ذات جدوى اقتصادية، حيث إن المساحات الصغيرة سيكون العائد منها قليلًا ولا يتناسب مع حجم التكاليف. ونوه إلى أن زراعة المحاصيل على الأسطح تتميز بالاستخدام المحكم للأسمدة وعدم استخدام المبيدات، لذا فإن سعر المنتج الذى نحصل عليها منها أعلى من ذلك الذى يتم إنتاجه فى الأراضى بالطريقة التقليدية، مشيرًا إلى أن فكرة زراعة الأسطح انطلقت فى مصر منذ عام 1998، من خلال تمويل من منظمة «الفاو» بالتعاون مع المعمل المركزى للمناخ ممثلا عن وزارة الزراعة ولازالت الفكرة مستمرة حتى الآن فى مختلف المناطق بداية من الأحياء الشعبية إلى أرقى المناطق السكنية، لافتا إلى أن هناك إقبالًا على هذا المشروع لما له من فوائد صحية وبيئية وأيضًا اقتصادية. وكشف الباحث بمعمل المناخ الزراعي، عن أنه فى عام 2008 تم تنفيذ فكرة زراعة الأسطح فى عدد من المدارس بمحافظة القاهرة بمحاصيل الخضر ونباتات الزينة، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، كما تم تدشين نماذج استرشادية على أسطح عدد من مديريات الزراعة فى «بنى سويف وشمال سيناء».