سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحويل أسطح المنازل لرقعة خضراء يثير جدل الخبراء.. أحمد حنفي: هدف الحملة زراعة مليون مكان.. جمال صيام: تقتصر منتجاتها على الخضر والفاكهة.. وإبراهيم شلبي: المشروع يهدر المياه
إذا ما نظرت فوق أسطح المنازل المصرية في مظهر غير حضاري، فأغلب الأسطح مليئة بالكراكيب والفئران والحشرات الضارة فضلا عن المنازل الأخرى التي يكسوها عشش الطيور والحيوانات والقمامة التي تنقل الكثير من الأمراض، لذلك فكر الكثير من الباحثين عن مدى كيفية تحويل تلك الأسطح إلى رقعة خضراء ينتجون منها محاصيل زراعية بعيدة عن المبيدات أو الهرمونات مع توفير الكثير من الأموال للبيوت المصرية ومحاولة منهم في الاكتفاء الذاتي من الخضر والفاكهة، وقامت العديد من الحملات الشبابية والحكومية لنشر تلك الفكرة في محاولة لتعميمها. ولكن السؤال هنا: ما هي الفوائد والأضرار التي يمكن أن تؤديها زراعة الأسطح، ومدى إمكانية تنفيذها فوق الأسطح المصرية وما التكلفة التي تحتاج إليها؟ لذلك حاولت "البوابة نيوز" أخذ آراء خبراء الزراعة والاقتصاد وآراء أحد أصحاب هذه الحملات للإجابة على تلك التساؤلات. في البداية - أوضح أحمد حنفي، رئيس اتحاد تنمية مصر والمتحدث باسم حملة زراعة المليون سطح، أن الحملة تهدف إلى تحويل أسطح المنازل إلى رقعة خضراء ذات مظهر حضاري بدلا من مكان تسكنه الحشرات والفئران، مشيرًا إلى أن الحملة بدأت منذ شهر وخلال هذه الفترة تم زراعة 52 منزلًا، وتتوقع الحملة الوصل إلى هدفها وزراعة 16 ألفًا و666 فدانًا على ما يقرب من مليون سطح، مؤكدًا أنه يمكن زراعة جميع المحاصيل والخضر فوق أسطح المنازل وهو ما يشجع الشعب المصري على التعاون مع الحملة وتوفير ما يحتجونه من محاصيل زراعية على جميع أنواعها من خضروات وفاكهة خاصة في ظل ارتفاع أسعار تلك السلع في الأسواق، فيمكن للمواطن المصري من خلال شرائه لبعض البذور أن يوفر قدرًا كبيرًا من احتياجاته اليومية من الخضر والفاكهة. وأضاف رئيس اتحاد تنمية مصر والمتحدث باسم حملة زراعة المليون سطح، أن الحملة لا تحتاج الكثير من المال ويقوم أعضاؤها بتشجيع الناس للعمل على شراء البذور ومنذ بدأ الحملة حتى يومنا هذا لا تتعدى تكاليف الحملة عن 2500 جنيه تم تجميعها من أعضاء الحملة دون أن تقبل أية تبرعات من أي جهة سياسية أو اقتصادية، وذلك على عكس ما يتم في وزارة البيئة التي تحصل على ملايين من الجنيهات دون أن نري أي نتاج لهذه الأموال. فيما قال جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي: إن زراعة الأسطح تقتصر منتجاتها على الخضر والفاكهة التي تكفي للاستهلاك المنزلي فقط حيث أن الإنتاج الذي تنتجه تلك الزراعات لا تصلح أن تكون بهدف التسويق أو حل أزمة الزراعة ولكنها تقتصر على قضاء احتياجات سكان تلك المنازل المزروعة فقط. وأوضح صيام، أن حملة زراعة مليون سطح تهدف إلى زراعة ما يقرب من 40 ألف فدان وهو ما يؤدى إلى تخفيض أسعار الخضر والفاكهة وذلك لتوفير جزء كبير من احتياجات مالكي هذه الاسطح وهو ما يفيد في الاكتفاء الذاتي لتلك المحاصيل، مضيفًا أن تكلفة زراعة الأسطح قليلة جدا مقارنة بثمن شرائها حيث لا تكلفه سوى أسعار البذور وهي أسعار لا تذكر. وشدد أستاذ الاقتصاد الزراعي، على ضرورة الاهتمام بالجانب الفني عند زراعة الأسطح، وذلك لتفادي الأضرار التي من الممكن أن تعود على سكان الطوابق العلوية بالإضافة وجوب رقابة محكمة من قبل وزارة الزراعة حول تلك الأسطح للتأكد من الالتزام بالجوانب الفنية التي يمكن أن تضر بالمبنى السكني، وتزيد من ضرورة صيانته فتتفوق أضراره على فوائده. بينما جاء رأي خبراء الزراعة وبحوث النباتات معارضًا لزراعة الأسطح، حيث قال إبراهيم شلبي، باحث في معمل بحوث النباتات الطبية ومعهد بحوث البساتين: إن هذا المشروع فكرة من الخارج مقدم مقابلها أموال ضخمة ولكنها فكرة فاشلة تؤدي إلى تهديد العقار المزروع فوقه، موضحًا أن المياه في المعتاد تتسرب من طابق إلى آخر، أما في حالة زراعة الأسطح والري به فكيف يكون حجم هذا التسريب. وأوضح شلبي، أن هذا المشروع قد يؤدي إلى إهدار كم كبير من المياه فضلا عن مشكلة المياه التي تواجهها مصر، وتعد من آخر المشاكل التي يصعب على الحكومة حلها في الفترة القادمة وتنفيذ تلك الفكرة قد يؤدي إلى زيادة المشكلة، حيث زراعة السطح الواحد قد تحتاج إلى أكثر من ربع أو نصف متر مكعب من المياه، وهو أمر لا تتحمله مصر في الفترة الحالية وعبر عن رفضه قائلا: "حرام إهدار المياه في غاية ليس من ورائها فائدة ". وأكد باحث في معمل بحوث النباتات الطبية ومعهد بحوث البساتين، أن جو مصر المليء بالدخان والرصاص خاصة في المناطق السكنية لا يسمح بزراعة المحاصيل؛ لأنها قد تكون ملوثة وضارة على صحة الإنسان فضلا عن أن الطريقة الصحيحة لزراعة تلك الأسطح مكلفة، وتحتاج إلى متخصصين، مشيرًا إلى أن استغلال الأسطح في الإنتاج الحيواني في مصر أفضل من زراعتها.