أكدت رئيسة كتلة الدستورى الحر عبير موسي، أمس الإثنين، أن مجلس النواب التونسى يشهد تغولا من حركة النهضة الإخوانية، متهمة رئيس البرلمان راشد الغنوشى بتوظيف القضاء ضد خصومه السياسيين، وذلك على خلفية تقدمه بشكوى ضد نواب الحزب، بسبب ما اعتبره تعطيلا لأشغال مجلس نواب الشعب. وأعلنت فى فيديو مباشر عبر صفحتها الرسمية، من أمام مقر قصر العدالة بالعاصمة أمس، عدم المثول أمام القضاء بسبب ما سمتها «ترسانة المخالفات والخروقات القانونية والإجرائية فى الشكوى المقدمة ضدها وضد نواب كتلتها»، وفق تعبيرها. كما أوضحت أن وكيل الجمهورية ليس له الحق فى خرق الفصل 68 من الدستور وفتح بحث ضد نواب الشعب من أجل آرائهم ومقترحاتهم وعملهم النيابي، إلى جانب «أن الاستدعاء من القضاء وجه لرئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشى ولم يوجه للنواب حتى يستجيبوا له، وهذا خرق جسيم للإجراءات»، على حد قولها. بدوره، قال النائب كريم كريفة، إن الكتلة تقدمت بشكوى لوزارة العدل ضد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس والناطق الرسمى للمحكمة بسبب المخالفات ومغالطة الرأى العام. يذكر أن الناطق الرسمى باسم المحكمة، محسن الدالي، أكد أن الغنوشى تقدّم الأربعاء، بشكوى لدى المحكمة الابتدائية ضد نواب كتلة الحزب الدستورى الحر من أجل تعطيل سير الجلسة العامة» التى خصصت للتداول فى اتفاقية لتونس مع صندوق قطر للتنمية. وأوضح الدالى أن النيابة العمومية لم تأذن للقوة العامة بالتدخل، وأحالت الشكاية على فرقة أمنية مختصة لإجراء الأبحاث بشأنها. وحول الاعتداء بالعنف الذى طال موسى قبل أيام داخل البرلمان، قال إن رئيسة الحزب الدستورى لم تتقدم بشكوى ضد النائبين الصحبى صمارة وسيف الدين مخلوف، فيما اعتبرت المعتدى عليها أن النيابة العمومية مطالبة بالتحرك من تلقاء نفسها. من ناحية أخرى، مازالت مأساة المهاجرين مستمرة، إذ فى ثانى حادث خلال يومين، انتشل خفر السواحل التونسى 21 جثة بعد غرق زورق مهاجرين قبالة سواحل صفاقس، وفق ما صرح مسئول أمنى أمس الإثنين. يذكر أن الهلال الأحمر التونسى كان أعلن السبت، أن 43 شخصاً فقدوا بعد غرق مركب يقل 127 مهاجراً ليل الجمعة/السبت قبالة السواحل الجنوبية لتونس. وقال مدير فرع الهلال الأحمر التونسى بمحافظة مدنين المنجى سليم لوكالة فرانس برس، إنه «تم إنقاذ 84 مهاجراً وفقد 43 آخرون إثر غرق مركب يقل 127 مهاجراً قبالة سواحل مدينة جرجيس (جنوب)». وانطلق المهاجرون من السواحل الليبية، حسب شهادات جمعها الهلال الأحمر التونسى من ناجين. من جهتها، قالت وزارة الدفاع التونسية فى بيان السبت، إن القوات البحرية «أنقذت ليل الجمعة/السبت بالتعاون مع قوارب صيد 84 مهاجراً غير شرعى من جنسيات مختلفة من بنغلادش والسودان وإريتريا ومصر وتشاد»، ولم تحدد الوزارة فى بيانها عدد المفقودين. كما تراوح أعمار الناجين بين 3 و40 عاماً، كانوا على متن قارب غرق بالموقع شمال شرق جرجيس، وفقاً للوزارة. إلى ذلك أفاد الناجون أنهم أبحروا من سواحل زوارة بليبيا «فى الليلة الفاصلة بين 28 و29 يونيو، بنية اجتياز الحدود البحرية خلسة فى اتجاه الفضاء الأوروبي». وتم التوجه بهم نحو ميناء جرجيس لتسليمهم لاحقاً إلى الحرس الوطنى لاتخاذ الإجراءات القانونية فى شأنهم. يشار إلى أن البحرية التونسية وقوات خفر السواحل تعترض بشكل يومى قوارب مهاجرين يتم نقلهم إلى مراكز إيواء.