عندما تجدها تكشف على السيارة وتنزل تحتها وتعرف مكوناتها وتصلح أعطالها ولديها قدرة على الفك والتركيب تصاب بالدهشة من جرأتها فى العمل بمهنة صيانة وإصلاح السيارات التى كانت قاصرة على الرجال فقط.. ولكنها عرفت بين أبناء قريتها أبومبهان التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بأنها ب»100 راجل»، فهى تتعامل فى ورشتها التى تمتلكها مع شقيقها كرجل لها كلمتها ولم تشغلها يوماً شئون البنات.. إنها الأسطى سارة دياب «23 عاماً» التى تعمل ميكانيكى سيارات وتملك ورشة خاصة بها. حصلت سارة على دبلوم تجارة، والمهنة من والدها الذى يعمل بها منذ أكثر من 35 سنة إذ كانت ورشة والدها تحت المنزل فكانت تشاهده وهو يقوم بتصليح أعطال السيارات ولأنها كان لديها حب استطلاع كيف تفك قطعة حديد وتركبها وتصلحها وتشغلها وعندما عرضت على والدها النزول للورشة لم يعترض بل شجعها ودعمها ووقف بجانبها وعلمها، ولكنه كان يعمل بالطريقة البدائية لكنها طورت من العمل فأخذت كورسات فى مجال الكشف على السيارات بالكمبيوتر وكيف تحدد العطل بسهولة وذلك فى السيارات الكورى واليابانى والصينى والفرنساوى والسيارات الحديثة بصفة عامة، ومن خلال ذلك بدأت تحدد عطل السيارات بسهولة من خلال كشف الأعطال. لم يكن طريق سارة فى مهنة ميكانيكا السيارات مفروشاً بالورد، إذ تعرضت للعديد من المضايقات والتنمر والسخرية، فكيف لفتاة أن تعمل فى مجال يقتصر على الرجال فقط، ولكنها صممت أن تثبت للجميع أنه لا يوجد مهن صعبة أو مهن تقتصر على الرجال فقط، فالمرأة فى عصرنا الحالى قادرة على العمل فى أى مهنة ولا يوجد فرق بين الرجل والمرأة بل من الممكن أن تكون المرأة أفضل من الرجل فى مجال العمل لاسيما عندما تمتلك فنيات ومهارات أعلى منه وتتحلى بالإتقان والصبر، وذلك بحسب قولها. تمرست سارة المهنة منذ عامين، وبدأت تطور من عملها بالتدريج وألا تقف عند مستوى معين أو معلومة معينة، وكان كثيرون ينتقدونها ويصفونها بأنها تستعرض وتعمل «شو» على مواقع السوشيال ميديا ولكن كانت الزبائن التى تأتى ورشتها تجد الواقع مغاير ومختلفا تماماً فيجدون فتاة متمكنة من مهنتها بدرجة عالية ومتفوقة، وتعمل باجتهاد ونجحت فى حفر اسمها فى مجال ميكانيكا السيارات، وقامت مؤخراً بالاستقلال عن والدها وفتحت ورشة خاصة بها لصيانة السيارات ومعها شقيقها محمد مهندس مساحة وخرائط ولكنه لم يعمل فى هذا المجال وفضل العمل فى ميكانيكا السيارات، وقالت «هذه المهنة تجرى فى عروقنا مثل الدم». وأوضحت: طفولتى لم تكن مثل باقى الفتيات، فلم تستهوينى اللعب والعرائس بل قضيت طفولتى فى سن المفكات ومعدات الميكانيكا، وتولد بداخلى شغف فى الفك والتركيب وأحلم بأن أمتلك مركز عالمى لصيانة السيارات، وأدين لأبى الذى أراه أشطر ميكانيكى رغم أنه لم يحصل على أى تعليم، وكذلك والدتى التى تعد سر قوتى فهى تساندنى وتدعمنى وقت ضعفى أو كسلى. 3052 3054