شربت الصنعة من والدها منذ نعومة أظافرها ، ماهرة في فك وتركيب قطع غيار السيارات ، مُلمة بأسماء جميع "المفكات" والمواتير وأدوات ميكانيكا السيارات ، تقوم بفك وتركيب "العفشة" بالكامل ، يمكنها من خلال نظرة واحدة للسيارة أن تتعرف على المشكلة "ولا أجدعها مهندس ميكانيكا" ، إنها الشابة المصرية الجدعة لقاء الخولي التى تعمل ميكانيكي واكتسبت الخبرة والمهارة من ورش والدها في الصعيد. لقاء الخولي شابة مصرية من الأقصر تبلغ من العمر 19 عاماً حاصلة على دبلوم تجارة ، عندما تقابلها في الشارع مع صديقاتها برقتها ومرحها معهن ، وأزيائها الأنيقة ، ونبرة صوتها الناعمة لن تتخيل أنها نفس الشخصية التي ترتدي "العفريتة" وهو الزي المخصص لعامل الميكانيكا ، وتحمل بيدها المشحمة معدات السيارات ، وترقد تحت السيارة لتقوم بإصلاحها للزبائن بكل مهارة. لقاء الخولي نموذج مشرف للمرأة المصرية التى ضربت أعظم مثال في أن المرأة يمكنها اقتحام أي مجال وبمهارة الرجل ، مؤكدة أن لا توجد مهن للرجال وأخرى للنساء. تقول لقاء للهن : " تحديت كل عادات وتقاليد الصعيد ، وبدأت العمل في ورشة والدي من عمر 11 سنة ، وكنت اتابع وألاحظ بشغف من عمر 7 سنوات ، حتى عرفت مهمة كل شيئ في السيارات ، واستطعت خلال فترة قصيرة أن اثبت نفسي واتفوق وأكون عضو أساسي من فريق عمل الورشة وأكسب ثقة الزبائن". لم تلتفت الخولي إلى كلام الناس من نوعية "ازاى بنت تشتغل ميكانيكي !" ، "ازاي تنامي تحت عربية" وغيرها من الكلامات المحبطة وخاصة أنها وجدت تشجيع ودعم من أسرتها ، لن تتخلى عن حلمها من أجل عريس يرفض مهنتها ، معلقة على هذه التعليقات السلبية بأن "العمل مش حرام ولاعيب" ، بل إنها قامت بالانضمام إلى برنامج "حرفي" للتدريب بمجلس التدريب الصناعي لدراسة فن الميكانيكا بشكل علمي يزيد من مهاراتها ، وهى الآن تجيد التعامل مع السيارات الكوري والألماني. وتضيف لقاء الخولي :" طول عمري أكره قاعدة البيت ، وكنت أنزل مع والدي إلى الورشة من عمر 6 سنوات ، ولم اتجه إلى الميكانيكا بسبب الحاجة إلى المال ، ولكن لأمارس مهنة عشقتها وبتجري في دمي منذ طفولتي ، ووالدي ساعدني على تحقيق هذا الحلم " والآن وبعد سنوات من ممارسة المهنة ، يأتي زبائن الورشة للبحث عن الأسطى لقاء لإصلاح سياراتهم بمهارتها المعهودة ، وتحلم الأسطي لقاء بتأسيس مركز صيانة شامل لجميع أنواع السيارات. ينتهي يوم لقاء الخولي في الورشة مع الشحم والمواتير والزيت الساعة 4 مساءاً ، بعدها تخلع "العفريتة" لتظهر الأنثي الجميلة من جديد ، وتنطلق لتعيش حياتها الطبيعية مع الأسرة والصديقات.