أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد توقيعه أمس أمرًا تنفيذيًا يصنف مخدر الفنتانيل غير المشروع ومواده الكيميائية الأولية ك أسلحة دمار شامل. وجاء هذا الإعلان في إطار جهود الإدارة الأمريكية للحد من تفشي الفنتانيل القاتل الذي تسبب في وفيات عديدة داخل الولاياتالمتحدة خلال السنوات الأخيرة. تفاصيل الأمر التنفيذي قال ترامب في تصريحاته الرسمية: "أتخذ خطوة أخرى لحماية الأمريكيين من آفة الفنتانيل القاتل الذي يتدفق إلى بلادنا. لا توجد قنبلة تفعل ما يفعله هذا المخدر". وأوضح أن الهدف من هذا القرار هو حماية الأمن القومي الأمريكي ومكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات على المستويين المحلي والدولي. ويصور الأمر التنفيذي أن إنتاج وتوزيع الفنتانيل غير المشروع يشكل تهديدًا للأمن الداخلي للولايات المتحدة، ويؤكد على أن المنظمات الإرهابية الأجنبية والعصابات التي تعمل في مجال تصنيع وبيع المخدرات تستخدم هذه الأموال لتمويل أنشطتها الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات والأعمال الإرهابية والتمردات في جميع أنحاء العالم. دور السلطات الأمريكية في تطبيق القرار يوجه الأمر التنفيذي المدعية العامة الأمريكية بام بوندي بالبدء فورًا في التحقيقات والملاحقات القضائية ضد المتورطين في تصنيع أو توزيع الفنتانيل، ويكلف وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت باتخاذ إجراءات ضد الأصول والمؤسسات المالية المرتبطة بهذه الأنشطة. ويهدف القرار إلى تقليل تدفق الفنتانيل إلى السوق الأمريكية ومحاسبة من يساهم في تصنيع وتجارة هذا المخدر بشكل غير قانوني، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. جدل قانوني حول القرار على الرغم من أهمية الحد من انتشار الفنتانيل، أشارت شبكة CNN إلى أن ترامب لا يملك السلطة لتغيير تعريف أسلحة الدمار الشامل بالقانون الأمريكي عبر أمر تنفيذي فقط؛ وأوضح خبراء القانون أن هذا القرار قد يخلق صعوبات للمدعين العامين والعملاء في تطبيق قوانين تهريب المخدرات، حيث أن الأمر التنفيذي لا يملك قوة القانون التي يصدرها الكونجرس. ووصف دينيس فيتزباتريك، المحامي السابق للأمن القومي في المنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا، القرار بأنه ممارسة سياسية أكثر منها قانونية، مجادلًا بأن مثل هذه القرارات يجب أن تكون من اختصاص الكونجرس الأمريكي وليس الرئيس وحده. الفنتانيل: بين المخدر والسلاح الكيميائي يرى الخبراء أن تصنيف الفنتانيل غير المشروع ك "سلاح دمار شامل" يضع المخدر في نطاق التهديد الكيميائي وليس فقط كمواد مخدرة. حيث أن تأثير الفنتانيل القاتل على الجسم البشري يشبه إلى حد كبير تأثير السموم الكيميائية، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة بسرعة عالية حتى بجرعات صغيرة جدًا، مما يزيد من خطورة الانتشار غير القانوني لهذا المخدر. ويشير الأمر التنفيذي إلى أن تجارة الفنتانيل ومواده الأولية ليست مجرد جريمة مخدرات، بل تمثل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، وهو ما يعزز من ضرورة التصدي لها بكل الوسائل القانونية والتنفيذية الممكنة. ردود الأفعال الدولية والمحلية جاء إعلان ترامب بالتزامن مع تكريمه أفراد القوات المسلحة الأمريكية على دورهم في حماية الحدود ومكافحة تهريب المخدرات؛ ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تشديد العقوبات على الأشخاص والمؤسسات المرتبطة بالفنتانيل، سواء على المستوى الداخلي أو عبر التعاون مع السلطات الدولية لمكافحة الاتجار بالمخدرات. كما أن القرار أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حيث اختلفت الآراء بين مؤيدين يعتبرون القرار خطوة ضرورية لحماية الأمريكيين، ومعارضين يرون أنه تجاوز للسلطة التنفيذية وأنه قد يخلق صعوبات قانونية لاحقًا في المحاكم.