حوار مثير وفريد من نوعه، أجرته "أخبار الحوادث" مع صاحبة لقب أول ميكانيكى فتاة فى مصر، تعلمت الحرفة على يد والدها، فى البداية واجهتها صعوبات كثيرة، لكنها استطاعت التغلب عليها، لديها أمنيات لا تنتهي فى عالم الميكانيكا، هى صغيرة أخواتها البنات، عشقت الميكانيكا فقررت العمل بها، و بالتأكيد اصطدمت بمواقف غريبة وأحيانا طريفة، سألناها: هل أثرت مهنة الميكانيكا على أنوثتها ؟، وكيف تتعامل مع الزبائن؟، أجابت الأسطى " لقاء" لقاء فى حوارنا معها عن الكثير من الأسئلة وكشفت الكثير من الأسرار . فتاة لم تتجاوز ال19 ربيعًا، إنها " لقاء " من أسرة بسيطة بمحافظة الأقصر مدينة "المائة بوابة" او مدينة القصور، بجنوب مصر، و"لقاء" فتاة بسيطة، جادة، تتميز بالهدوء والتروى فى الكلمة قبل إخراجها، فهى ذات طابع فريد مثلها مثل المدينة التى ولدت فيها، تجمع بين قوة الرجل وصلابته ليس كقوة جسديه ولكن فى التعقل وبين دهاء المرأة، وتحديدا هى من مركز إسنا، بلا فخر أول فتاة تعمل فى الميكانيا، أي أسطى تصليح السيارات لكنه هذه المرة ميكانيكى بمذاق مختلف، فلم نشهد من قبل امرأة تجرأت على دخول هذه المهنة الصعبة على الرجال فما بالنا إذا كانت صاحبتها هنا فتاة بل وصغيرة فى السن، شاهدنا امرأة تعمل كسائق سيارة نقل وأخرى مأذونة وأخريات على منصة القضاء، هؤلاء النساء عندما اقتحمن هذه المجالات الصعبة والتي كنا زمان نقول باستحالة أن تعمل فيها المرأة، لكن حواء المصرية استطاعت إثبات ذاتها بل وتتفوق على نفسها وعلى كثير من الرجال فى العديد من المجالات. لقاء تجربة فريدة من نوعها، اختارت الطريق الصعب، لكنها أجادت فيه بل ولاتزال تطور نفسها، واجهت نظرة الناس والمجتمع لها بكل حسم وقوة، لم تهتم كثيرا بأقاويل الناس هنا او هناك، كل ماكان يشغلها ان تعمل الشيء الذي تحبه. فى سطور نتعرف على لقاء أول فتاة ميكانكيى فى مصر؟ - اسمى لقاء حسن الخولى 19 سنة، حاصلة على دبلوم تجارة، أصغر بنت فى الأسرة، ولدى شقيقتان الكبرى حاصلة على ليسانس آداب والثانية بكالوريوس تجارة، أعشق الميكانيكا، أحب والدى جدا صاحب الفضل علىّ، ووالدتى الحبيبة ربة منزل. لماذا اخترت ميكانيكا السيارات بالذات؟ - ببساطة شديدة لأنى احب ان أعمل في العمل الذي أحبه وأعشقه بجنون، تعلمت المهنة على يد والدى الذي يعمل ميكانيكيا، وأرى العمل فى هذه المهنة تجربة جديدة، ولم أر اختلافا كثيرا عن باقى المهن والحرف، ولم أشعر بأى خجل أو كسوف من الناس، ولم تواجهنى مصاعب فى الميكانيكا لأن بابا معى دائما وأعمل بورشته، وعلمنى أساسيات هذه المهنة صح، وأكثر وقت اكون فيه سعيدة وأنا فى عملى، لأن الوقت يمر سريعا جدا، فالميكانيكا بالنسبة لى ليست مهنة او حرفة من أجل لقمة العيش او الكسب المادى ولكنها هواية ومتعة أشعر فيها دائما بالاختلاف والبحث عن شيء جديد، أعملها بإتقان، أحاول أن أتعلم فيها كل ماهو جديد على المهنة. ماهو أغرب موقف واجهك أثناء عملك؟ - فى بداية عملى كنت أرى عدم الثقة فى عيون الزبائن، أراهم يتحسسون كل شيء أعمله فى سيارتهم، اجدهم يراقبوننى فى تصرفاتى وأفعالى، ألحظهم يسيرون خلفى وكأنى أفعل شيء غريب أو مبهر ، الثقة كانت منعدمة لدرجة انهم بعدما أنهى عملى أجدهم يربطون المسامير أو يطلبون من والدى أن يشاهد ويراجع بعدى، أشياء فى البداية لم تكن تزعجنى ولكن كانت تستحوذ على اهتمامى وكنت أتساءل لماذا اتعدام هذه الثقة؟، ام أن البنت لا يستطيع فعل مايقوم به الرجل أليس لها عقل وأيدى وأرجل تستطيع فعل كل مايفعله الرجل؟، وكنت أتعجب لكن سرعان ما مر الوقت، وبدأ هؤلاء الناس الذين كانوا يربطون خلفى المسامير يستحوذون على ثقتى فى العمل بعد تجربة بل وأصبحوا يأتوا لى بالإسم. وأستطردت لقاء قائلة: " فى بداية عملى وفور مشاهدة الناس لى وانا أقف إلى جوار والدى لأتعلم منه وبعد ذلك أقوم انا بإصلاح السيارة كان كثير من الناس يتسألون ويتعجبون عن سبب عملى فى الميكانيكا، وكان بعضهم يأت ليقول لى إزاى تشتغلى هذه الشغلانة وليه تعمل كدا من الأساس، كلمات البعض كان يعتقد اننى ساخجل منهم او تحبطنى، لكن بمرور الوقت ومع إصرارى وعزيمتى على إثبات نجاحى غير الكثير منهم وجهة نظره وأصبحوا يشجعونى على العمل فى هذه المهنة، وسعداء لى أننى أول فتاة أو امرأة تعمل فى الميكانيكا، لأننى أصررت وأثبت نفسى فى الشغل". * ألم يزعجك انك اخترت مهنة للرجال فقط؟! - فى هذا الزمن لم يعد هناك مهنة او حرفة مقتصرة على الولد فقط او البنت ولكن البنت أصبحت مثل الولد، وتستطيع أن تعمل أى شيء، وفى اى وقت واى مكان يتاح لها ذلك، ولا توجد وظيفة قاصرة على الرجل دون المرأة أو العكس، فى دول أوروبا وأمريكا والصين لايوجد فرق بين ولد او بنت الجميع يعمل فقط ، المرأة تعمل فى كل شيء، شاهدت ذلك فى التليفزيون وبعض المواقع الاخبارية. وأضافت: كما أن هناك سيدة يبدو انها من الإمارات أو الكويت شاهدتها منذ فترة تعمل فى الميكانيكا أيضا وهذه اعطتنى دفعة قوية ايضا. أغرب اللقطات أو التعليقات فى عملك كميكانيكي ؟ - لقطات كثيرة منها ان هناك البعض كان يقول لى ماينفعش بنت تشتغل فى هذه الحرفة حيث ان البنات فى الصعيد لا تتكلم، ويجب ان تسمع الكلام ولكن بمرور الوقت بدأوا يعتادون ذلك وأقنعتهم باحترافى للمهنة. ماهى آلياتك للتطوير من صنعتك وتطوير ادواتك؟ - أنا الآن أحصل على دورات تدريبية فى الميكانيكا بعد أن ساعدنى فيها الاستاذ محمد صلاح من التدريب الصناعى واتصل بى وأبلغنى أن هناك شركات كبيرة تعطى دورات فى هذا المجال ويمكنك المشاركة معانا، وبالفعل احصل عليها فى أفرع متعددة منها المركز الكورى وامنية حياتى ان يكون مركز صيانة . هل شغلك فى الميكانيكا أثر على أنوثتك؟ - لا طبعا، وقت العمل اكون حاسمة وحازمة وبعد الانتهاء من عملى أستبدل بدلة العمل بملابسى التى تدل على كامل أنوثتى واهتم بنفسى واكون لقاء ثانية غير التى كانت فى العمل ربما لا تعرفها لو شاهدتها فى البيت بعد انتهائها من العمل غير مصدقا ان هذه الفتاة تلك التى كانت بالورشة منذ قليل! وأضافت: فى العمل محدودة جدا فى الكلام ولا أسمح لحد أن يتكلم معى فى اى شيء او موضوع وكلامى يكون جدا فى العمل ولكن فى أجازتى أكون لقاء أخرى وأنطلق في المزاح والضحك والكلام مع الجميع. * لقاء فى نظر والدها ؟ - والدى انسان مكافح وحينما يذكرنى بالكلام يقول " لقاء احسن من ميت ولد" وأتمنى ان يكون لدى مركز صيانة جيد وأفتح له أفرع،وأستمر في تطوير عملي ولن ينفذ رصيد أمنياتي.