كانت ومازالت مدينة الأقصر بلد المعجزات.. وفي كل يوم تفاجئنا بإحدي معجزاتها التي لا يوجد لها مثيل.. إنها لقاء التي نشأت وتربت علي التحدي لديها من الإرادة ما لا يمتلكه الكثير من الرجال.. صممت علي أن يكون لها دور في الحياة ورسالة يسمعها العالم كله.. تحدت كل الصعاب حتي أصبحت في يوم من الأيام "الأسطي بلية".. أول ميكانيكية في مصر.. حاورنا "لقاء" وكان لنا معها هذا اللقاء: لقاء الخولي بنت التاسعة عشرة عاماً من قرية إسنا مدينة الأقصر وحاصلة علي دبلوم تجارة بدأت ممارسة مهنة الميكانيكا وهي في الحادية عشرة من عمرها ولم تنظر إلي كونها بنتاً وأنها لا يجب أن تمارس مهنة الرجال لكنها صممت علي أن تتعلم كل شيء في المهنة من أبيها الذي شجعها علي ذلك ووقف بجوارها حتي استطاعت أن تتعلم كل شيء. ليس بدافع المال ولكن بدافع حب المهنة نفسها حتي أصبحت من كبار مهندسي الميكانيكا. فهي تقوم بإصلاح أي عطل في أي سيارة دون عناء. واشتهرت بموهبتها الفريدة وإرادتها الحديدية التي تصل إلي حد أنها تستطيع أن تحمل أي قطعة ثقيلة في السيارة دون عناء وقد ذاع صيتها في جميع أنحاء مدينة الأقصر حتي أن محافظ الأقصر قام بزيارتها في ورشتها وقدم لها التحية تقديراً علي مجهودها وعطائها. ومن الطريف إنها كانت تواجه بعض المواقف التي سببت لها بعض الإحراج.. فتقول مثلاً: إنها قبل ارتداء الحجاب كان ترتدي "الأفارول" -زي العمل- وتقوم بلم شعرها حتي لا يضايقها في العمل فكان يعتقد بعض الزبائن إنها ولد ولكن سرعان ما يكتشفون أنها بنت ويصاب الزبائن بالذهول. تحلم "لقاء" بأن تقوم بتطوير هذه الورشة لتصبح في يوم من الأيام مركز صيانة عالمي وليس لمجد شخصي ولكن حتي تستطيع أن تعلم الكثير من الفتيات مثلها حتي يكون هناك ألف لقاء مثلها. فهي تسعي إلي تشغيل الكثير من الشباب لأن مبدأها في الحياة هو "بالعمل نبني مستقبلنا.