دائمًا ما تحلم الفتيات فى صغرهن بأن يضاف إلى أسمائهن صفة عمل، مثل معلمة، أو طبيبة، أو مهندسة... إلا أن "لقاء الخولى" تلك الشابة التى خرجت من أعماق صعيد مصر بمحافظة الأقصر، كان حلمها الأول والأخير أن تحظى بلقب "الأسطى"، ليس فقط لحبها لحرفة الميكانيكا، بل إن الأساس فى الموضوع حبها لأسرتها، وحرصها على مساعدة والدها فى عمله الشاق، خصوصًا فى ظل عدم وجود ابن ذكر لتلك الأسرة. وتحكى لقاء الخولى، 17 عامًا، حكايتها ل"التحرير"، عن كيفية اختراق تلك المهنة التى عادة ما تقتصر على الرجال، وكيف لمعت بها، وأهم المشكلات التى تواجهها، بالذات مع كونها فتاة تعمل بمجتمع ما زال يؤمن بأن المكان الطبيعى للفتاة هو البيت فقط. تقول لقاء: بدايتى مع حرفة الميكانيكا كانت مع والدى الذى كنت أحرص على مرافقته ومتابعة العمل إلى جواره، بهدف مساعدته فى أشياء بسيطة، مثل حمل العدّة، وتقريبها إليه، وإعطائه ما يحتاجه منها... وبمرور الأيام بدأت أحب تلك الصنعة، واكتسبت بعض مهاراتها، حتى تمكنت من القيام بإصلاح السيارات بدلاً من والدى الذى أصابه التعب لكبره بالسن. أضافت الخولى: بمرور الوقت ذاع صيتى، وحصلت على لقب "الأسطى لقاء"، ذلك اللقب الذى أعتبره تاجًا أفتخر به دائمًا، وعلى الرغم من ذلك فإننى لم أنجُ من التعرض للمشكلات، سواء من بعض الزبائن أو القليلين من أصحاب المهنة ذاتها. وأكدت الأسطى لقاء على استمرارها فى العمل بتلك المهنة، حتى بعد الزواج، فمواصفات الزوج المستقبلى لها تشترط أن يوافق على استمرارها بالعمل لمساعدة أفراد أسرتها.