الأسطى منصور:شربت الصنعة من والدي وربيت بها أولادي

مهن في طريقها للنسيان..ج2

مخطئ من يعتقد أن زمن الفن الجميل قد ولى …ومخطئ أيضاُ من يرى أن الفن له حدود..فالفن تاريخ وحضارة قدسه أجدادنا منذ الآف السنيين ..ورأينا من يسير على خطاهم حتى زماننا هذا , فلمعت أسمائهم في سماء الفن , ولكن شاءت الدنيا أن تتخلى عنهم لتبحث عن غيرهم .. فأصبحوا فنانيين فى زمن النسيان...واستكمالاً لمسيرة تقديم فنانو الزمن المنسي .. قررت "رصد" أن تأتى اليوم بواحد من الذين برعوا في نحت أسمائهم في سجل تاريخ الفنون العريقة..ليكشف لنا أسرار تربعه على عرش النحت على الأخشاب.. وليقص علينا ما مر به في رحلة عشقه لفنه .
"الأسطى منصور" نحات الجمالية ..
هو شخص بسيط.. عندما تراه لأول مرة تشعر أنك تعرفه منذ سنوات طويلة..تلقائيته في الحديث عن حياته وفنه يشعرك بالكثير من الثقة بأن هذه المهن النادرة سيكتُب عنها التاريخ وستسجلها الحضارة ليشهد على استمرار براعة الفن المصري على مدار العصور والأزمان..
هو الأسطى منصور حنفي حسن- نحات خشب وصانع أرابيسك يبلغ من العمر 62 عاماً , ورث المهنة عن جدوده وتعلمها منذ صغره ,عاش حياته ومارس مهنته في حى الجمالية القريب من الحسين وأخذ يعرض اعماله على الأجانب ,حتى ذاع صيته وتهافت السياح لشراء أعماله..
تركة وميراث الوالد
ويستطرد الأسطى "منصور" فى الحدث عن رحلة حياته قائلا " 54عاماً قضيتها في حب الاخشاب بمختلف انواعها , وعلمنى أبي -رحمه الله- كيفية تحويل قطعة الخشب الصغيرة إلى مقطوعة فنية جميلة لصنع المناضد والشُرف الارابيسك..وبعد وفاة والدى كنت قد " شربت الصنعة " وتعلمت أن أسير على خطاه , حتى ربيت وعلمت ابنائي منها فأصبح منهم المهندس والمحاسب..بدأت ابيع اعمالى في الحسين لأعرضها على السياح الذين اعجبهم عملى وحرفيتى , فأصبح زبائنى من مختلف دول العالم "..
الثورة تعصف بأسطى "منصور"
ولكن "دوام الحال من المحال"فبعد الثورة تغيرت دنيا الأسطى" منصور" الذى وصف الوضع قائلا " قلت الزبائن وقلها مع الدخل وذلك لإضطرابات السياحة في البلد , وعانيت تذبذبات الأوضاع في البلد كما عانها الآخرون .. ومع انتخابات الرئاسة انتخبت احمد شفيق ،حيث احسست فيه القائد الذي يقود البلد إلى الإصلاح .. ورغم فوز دكتور مرسي إلا انى ادعو له بالتوفيق والقوة ليعينه على البلاد "...
وعن أقصى أحلام الأسطى "منصور" فيقول" أحلم بمعرض خاص بي أستطيع أن أقدم فيه أعمالي للسياح , لأعرفهم بمدى براعة المصريين في الفن خاصة الفن المنسي".