كتب : هند سلامة - غادة طلعت - اية رفعت - عمرو عاشور - محمد سعيد - محمد عباس حالة من التناقض والجدل يشهدها حاليًا الوسط الفنى إزاء موقفه من الدعوة التى أطلقها العديد من النشطاء السياسيين وبعض القوى الوطنية للامتناع عن العمل والدخول فى عصيان مدنى عام بدءًا من السبت المقبل الموافق لذكرى تنحى «المخلوع» حتى يرحل « المجلس العسكرى» أيضًا. فمن جانبها كانت نقابة السينمائيين هى الوحيدة التى أصدرت بيانًا بإجماع أعضائها على المشاركة فى العصيان المدنى يوم السبت المقبل، تضامنًا مع جموع الشعب المصرى، وحرصًا على الاستمرار فى الضغط لتحقيق مطالب الثورة. أما نقابة المهن التمثيلية فقد شهدت انقسامًا بين أعضاء مجلس إدارتها ما بين مؤيد ومعارض، حيث أكد الفنان سامح الصريطى عضو مجلس الإدارة أن النقابة لن تصدر أى بيانات تلزم أعضاءها بالمشاركة أو عدمها، لأن الممثلين عددهم كبير وكل منهم لديه ظروفه الخاصة ومرتبط بجدول تصوير، لذلك أجمعوا على عدم إلزام أى عضو بأى قرار. وانطبق الحال نفسه على نقابة الموسيقيين، حيث قرر النقيب إيمان البحر درويش عدم إلزام أى من أعضائها بالمشاركة فى العصيان مؤكدًا على أن لكل عضو الحرية الكاملة فى اتخاذ أى قرار سواء بمزاولة عمله يومها أو بالامتناع عنه. بينما خرجت بعض المؤسسات الأخرى من هذه الحيرة حيث أن الإجازة الرسمية لهذه المؤسسات باعتبارها منشآت حكومية هى يوما الجمعة والسبت، وبالتالى سيكون يوم العصيان موافقًا ليوم الإجازة الخاصة بالمؤسسة، ومن هذه المؤسسات «جهاز السينما» و«المركز القومى للسينما» الذى قال رئيسه المخرج مجدى أحمد أنه لن يحتاج للإعلان عن دخول المركز كله فى حالة العصيان المدنى لأنه لا يوجد عمل به يومها، وعن نفسه أكد أنه لم يستقر حتى الآن على المشاركة النهائية أم لا، وإن كان يشارك بميدان التحرير بشكل مستمر. أما جهاز الرقابة على المصنفات الفنية فقال رئيسه د. سيد خطاب أن العصيان إذا لم يكن موافقًا ليوم إجازة للمؤسسة والعاملين بها، فكان سيسمح لأى موظف أن يتغيب للمشاركة فى الإضراب، ولكنه لم يكن ليجبر الموظفين على ترك أعمالهم. وعن موقفه الشخصى من العصيان العام رأى د. خطاب أن هناك أساليب كثيرة أخرى يضغط بها الشعب لتحقيق باقى مطالب الثورة غير إيقاف سير الحياة، لأن مصر فى حاجة للعمل. وأوضحت الفنانة الشابة آيتن عامر أنها مؤيدة لفكرة العصيان المدنى لأن هذا العصيان سيحقق كل الخير لمصر ومشاركة الفنانين المصريين فى هذا العصيان سوف تثقل العصيان وتزيد من تأثيره، وقالت: العصيان مطلب جماعى ولابد من المشاركة فيه لأننى فتاة مصرية مثلى مثل أى فتاة عادية بغض النظر عن عملى الفنى، وأكدت أنها ستشارك فى العصيان حتى نهايته لحين تحقيق المطالب المقام من أجلها هذا العصيان. أما الفنانة عبير صبرى فقالت أنها لا تؤيد هذا العصيان المدنى لأنه يؤدى إلى ضعف الدولة ومصر حاليًا لا تتحمل الضغوط عليها لأن المزيد من الضغوط يعنى المزيد من الشلل ومزيد من الأحداث الضارة والسيئة. وأضافت: لابد من تصرف الشعب بإيجابية، وأن يستمر فى العمل ويجتهد فيه لتشغيل عجلة الإنتاج المصرية مرة أخرى لتعود إلى مصر مكانتها. وأكدت الفنانة منة فضالى أنها كانت تنوى أن تعتصم ولكن يوم السبت لديها تصوير مشهد فى مسلسل (باب الخلق) مع الفنان محمود عبدالعزيز لذا قالت: للأسف ليس فى وسعى المشاركة احترامًا لاسم كبير فى المسلسل بحجم وقامة الأستاذ محمود عبدالعزيز، ولا أجرؤ أن أقول له أننى سوف أقوم بالاعتصام. ومن جانبه أعلن الفنان يوسف شعبان عن تأييده للعصيان المدنى وقال أنه ضد المجلس العسكرى وأن هذا العصيان سيحقق الصالح لمصر، حيث لابد من تطهير المؤسسات من تابعى النظام الفاسد لأنهم مازالوا متواجدين فى العديد من المناصب الكبيرة. وأوضح الفنان يوسف شعبان أنه لابد من اتحاد الشعب مع الداخلية لعودة الأمن والأمان لمصر مرة أخرى. وعلى الجانب الآخر اعترض المنتج صفوت غطاس على فكرة العصيان المدنى وقال: أنا معترض على الفكرة من الأساس ولهذا لن أشارك فيه وكذلك الأمر لفريق عمل مسلسل «ناجى عطا الله» ومن بينهم الفنان عادل إمام. وفى نفس الوقت قال قررنا تأجيل التصوير يوم السبت المقبل ولكن ليس لنشارك فى العصيان بل لأن التصوير خارجى فى شوارع القاهرة ولهذا كان من الأضمن أن نقوم بتأجيل التصوير تحسبًا لحدوث أى شىء وسوف نواصل التصوير يوم الأحد المقبل. ومن جانبه أكد الفنان محمد رياض أنه ملتزم بالنقابة التابع لها، فإذا أعلنت النقابة التأييد للعصيان المدنى فإنه سيكون تابعًا لنقابته، ولكن إذا لم تؤيد النقابة هذا العصيان فى بيان صادر منها فإنه لا يؤيد هذا العصيان. وأوضح أنه لابد من معرفة من وراء الأحداث الجارية التى تمر بها مصر فى هذا الوقت، مؤكدًا أن ما يحدث مؤامرة واضحة. أما الفنانة هالة صدقى فقد أكدت رفضها التام لهذه الفكرة وأضافت قائلة: من يفعل ذلك شخص غير وطنى وخائن لبلاده ولا يحبها لأنه من الممكن أن نصل لكل ما نريده بطرق مشروعة، وحال البلد لا يحتمل أن نقف عن العمل، وكل هذه الأعمال والتظاهرات وأحداث الشغب والعنف أصبحت سخيفة ولا تفيد البلد ولا تزيدها إلا خسارة كبيرة. وأضافت أنا عن نفسى سأذهب لبدء تصوير دورى بمسلسل «عرفة البحر» يوم السبت المقبل ولن ألتفت لهذه الأقاويل، فمن يحب البلد فعلاً يعمل من أجلها. وأوضح دكتور مدحت العدل أنه مؤيد للعصيان المدنى تأييدا كاملا لأنه يرى أن الضغط على المجلس العسكرى سيؤتى ثماره بهذا العصيان وسيضع أعمال المجلس العسكرى تحت رقابة شديدة من الشعب. كما أكد الفنان أحمد رزق أنه مؤيد لفكرة العصيان ولكن يوم العصيان سيكون خارج مصر، وأنه كان يتمنى أن يكون بداخلها لتنفيذ فكرة العصيان المدنى والضغط على المجلس العسكري. وقالت الفنانة وفاء عامر إنها ضد فكرة العصيان المدني، لكنها مع الاحتجاج الوقتى الذى يرتبط بعدد ساعات معينة، أما العصيان فمعناه توقف الحياة بشكل كامل فى جميع المؤسسات، مما يعنى أننا سنرى فقراء لا يستطيعون شراء احتياجاتهم، وفى الوقت نفسه سنجد توقفا لحالة المواصلات والنقل والبيع والشراء والعمل، وكل هذا سيؤدى إلى عودة مصر مرة أخرى للخلف وأضافت: أرى أن كل شخص له حرية الرأى، وأن يقول ما يمليه عليه ضميره، ولكننا الآن أصبح لدينا مجلس شعب منتخب يعبر عن آراء الشعب لأنه جاء بإرادة شعبية ولابد للجميع أن يحتكم لصوت العقل ومصلحة مصر بعيدا عن فكرة التخوين التى ظهرت مؤخرا. أما الفنان أحمد عيد فأيد فكرة الإضراب والعصيان المدنى بصفة عامة قائلا: هى فقط وسيلة ضغط ستشهدها البلاد يوم ذكرى تنحى المخلوع، ويحاول الشباب بذلك أن يشكلوا ضغطا على «العسكرى» حتى يتنحى، لأنه فشل فى إدارة المرحلة الانتقالية للبلاد. ..وتضامناً مع النادى الأهلى دار الأوبرا تعلق نشاطها الفنى حتى 52 فبراير بعد حالة الحزن التى سيطرت على مصر مؤخرًا عقب أحداث مباراة الأهلى والمصرى بمدينة بورسعيد قرر عدد كبير من الفنانين التوقف عن العمل تضامنا مع حالة الحداد التى تعيشها أسر الشهداء وعلى رأسهم الموسيقار عمر خيرت الذى رفض إقامة حفلين بدار الأوبرا فى الثامن والتاسع من فبراير وعلى أثر هذا القرار قررت دار الاوبرا تعليق نشاطها الفنى حتى يوم 25 من نفس الشهر حيث قالت إيناس عبد الدايم أمين عام دار الاوبرا: كان من الصعب علينا إقامة حفلات رقص وغناء، وأمامنا حزنًا داميًا بالنادى الأهلى ليس هذا فحسب بل هذه الأحداث مأساة حقيقية وصادمة جعلت جموع الفنانين يشعرون بحالة حزن امتنعوا معها عن العمل. واختتمت ليس الهدف من تعليق نشاط دار الأوبرا العصيان المدنى، ولكنه نوع من المشاركة الحقيقية فى حالة الحزن الشديدة لأن طبيعة فنان الأوبرا قد تكون مختلفة عن باقى الفنون، فلا يصح أن نعلق بوسترات لرقص وغناء وأمامنا حداد مستمر بالنادى الأهلى.