كتب امانى زيان -ايات الموافى -مى الوزير - هشام الشريف تصوير امانى زيان شهدت نقابة الصحفيين حضور حشد كبير من جموع الفنانين الذين قرروا دعوة زملائهم للتأكيد على حرية التعبير فى كل مجالات الفن، المكتوب منها والمسموع والمرئى، فى ملتقى أطلق عليه جبهة الإبداع الفنى.. جبهة الإبداع الثقافى المصرى) الموحدة للدفاع عن حرية الإبداع وحماية المبدعين والمثقفين المصريين من دعوات المتشددين، ومنع أى محاولات لتقييد الحريات أو قمع الإبداع، يشارك فيه رموز الثقافة المصرية فى الفكر والفن والأدب. يأتى المؤتمر استجابة للدعوة التى أطلقها مثقفون مصريون لضم التكتلات و الائتلافات والاتحادات والنقابات المتصلة بالعمل الثقافى فى جهة موحدة، بحيث يضم هذا التجمع الموحد جميع أطياف وتيارات الثقافة المصرية المختلفة، لمواجهةالهجمة الظلامية الشرسة على الثقافة المصرية ورموز الإبداع الفكرى والفنى والأدبى، وللتصدى لدعوات تقييد الحريات وحق التعبير والإبداع. وشهد اللقاء حضور عدد كبير من الشخصيات منهم الدكتورة فريدة الشوباشى والشيخ جمال قطب وفى حضور عدد كبير من الفنانين مثل محمود حميدة، فتحى عبدالوهاب، إسعاد يونس، حسين فهمى، ليلى علوى، هالة صدقى وآخرين من مثقفى مصر ومذيعيها منهم الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، الشاعر جمال بخيت والمخرج خالد يوسف، والفنانة يسرا، والأب بطرس دانيال، والفنان إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين، والمخرجين يسرى نصر الله، ومجدى أحمد على والدكتور عماد أبو غازى، ومحمد سلماوى، وعز الدين نجيب، وحسام عيسى، وسيد حجاب، وأكد الجميع رفضه تحجيم الفن بأى شكل من الأشكال وتحت أى مسمى خاصة بعد الاحداث السياسية الجديدة التى شهدتها مصر فى يناير 2011. وأصدرت الجبهة بياناً تلاه الفنان محمود ياسين وقال: جئنا لكى نقف صفا واحدا فى وجه من يريدون أن يطفئوا طاقة التنوير المصرية. وأكد أننا لن نقبل بإرهاب العقول وتكفيرها، أو حتى اعتبار من يعارض المجلس العسكرى خائنا أو من يعارض التيارات الدينية كافرا. وأكد محمود ياسين أن المبدع المصرى استطاع أن يجعل مصر قبلة التنوير ورائدة الفنون فى العالم كله وإن كنا قاطرة الأمة العربية فإن وقود هذه القاطرة لم يكن إلا الإبداع العلمى والفكرى والفنى. وقال الفنان محمود حميدة نيابة عن الفنانين: بعد هذا العمر الطويل أطالب بحرية الإبداع.. كيف بعدما أثبت شباب 25 يناير مدى مكانة الفرد وقداسته، وأكد أنه سوف يسعى طول عمره للدفاع عن حرية الإبداع التى قضى فيها تاريخه الطويل. وقال الإعلامى حسين عبدالغنى: هذه الجبهة ضرورية للغاية وتتعلق بهوية مصر باعتبارها قائدة الفكر فى العالم الإفريقى والعربى كقوة داعمة لصناعة الثقافة والفن والتعليم ولدينا نماذج مشرفة عبدالرازق السنهورى وعلى د.عبدالرزاق ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوى وغيرهم.. ولفت إلى بعض مشايخ السلفية والجماعة الإسلامية قام بتهديد حرية الفكر ومن ثم فمن حق المبدعين والفنانين الدفاع عن حريتهم الإبداعية من خلال جبهة للدفاع عن حرية الفكر والإبداع وقال إن هذا الموقف ليس موجها ضد التيار الإسلامى بل إنه دعوة لإصدار بيان صريح وقاطع من التيار الإسلامى بأنهم لن يصادروا على رأى أو مسرحية أو فكر مما يتطلب وضوح رؤية توافقية فى الدستور تؤكد على حماية حرية الفكر والإبداع. وقالت الإعلامية فريدة الشوباشى: جبهة الإبداع المصرى سوف تستمر وتقوى بأيدى المصريين، مؤكدة أن على جميع الإعلاميين أن يدعوا لتلك المبادرة والجبهة ويتضامنوا معها بقوة. وقال الفنان إيمان البحر درويش: المجلس العسكرى كلفنى بتنظيم احتفال ذكرى الثورة يوم 25 يناير لكننى أعلن بصفتى المسئول عن الاحتفال عدم المشاركة وأعلن أننى لن أحتفل بهذه الثورة إلا عندما تكتمل. وأكد الفنان التشكيلى محمد عبلة أن هذه الدعوة تأتى فى سياق الظروف الراهنة والتغيرات العنيفة التى يشهدها المجتمع المصرى عقب ثورة 25 يناير وما نتج عنها من حراك كبير، وصعود دعوات عنيفة صادرة من تيارات متشددة لقمع الحريات وانتهاك حقوق المبدعين والفنانين فى ممارسة إبداعهم. وأكد عبلة أن من أهداف تأسيس هذه الجبهة، أولا الحفاظ على التراث الثقافى المصرى والفكرى والفنى والذود عنه ضد الدعوات الهدامة والهجمات العنيفة التى تعرض لها مؤخرا، وثانيا لتشكيل قوة ضغط منظمة من جماعة المثقفين للمشاركة فى كتابة الدستور الجديد للبلاد، واختتم عبلة بأنه من المنتظر فى هذا المؤتمر التأسيسى أن يعلن عن هذه الجبهة الموحدة بشكل رسمى تحت اسم (جبهة الإبداع المصرى، وإعلان الغرض من تأسيسها وأهدافها، وجمع التوقيعات من المشاركين والمثقفين على مسودة البيان الذى سيصدر عن الجبهة. وقال د. حسام عيسى أستاذ القانون بجامعة القاهرة: هناك بعض السحاب والغيوم والتى تنذر بعواصف الحرية وتعود بنا إلى الوراء وإلى عصور القهر الفكرى وتهدد وتتوعد بالفن والفكر وتجرم الفن وتشيطن الفنانين وتهدد التراث وهو أعظم ما تمتلكه الإنسانية وشدد د. عيسى على أن صيانة حرية الإبداع وحرية الفكر خط أحمر ولا يمكن السماح بتكرار التجارب المروعة للإبداع الفكرى أو بأن يكون هناك موظف يفرض علىَّ ما يجوز وما لا يجوز !! وقال الكاتب والروائى الكبير بهاء طاهر: نريد إطلاق طاقات الإبداع كرسم اللوحات والأشعار والرقصات والفن لافتا إلى أن بناء الدولة المصرية استقر على الخروج من الفكر الظلامى والمتخلف وقال: لن نقبل أن نرجع بالدولة الحديثة إلى عصور تحارب حرية الإبداع والفكر. كما دعا فنانو ومبدعو وكتاب مصر إلى مسيرة إلى مجلس الشعب مع بدء الدورة البرلمانية الجديدة فى 23 يناير، لتقديم ما أسموه ب (وثيقة صيانة الحريات والإبداع الفنى) إلى نواب الشعب الجدد. وأعلن المنتج السينمائى محمد العدل أن المسيرة ستنطلق من ميدان الأوبرا حتى مجلس الشعب، لتقديم التوصيات التى اتفقت عليها الجبهة فى مؤتمرها الأول. وأكدت النقابة الفنية مجتمعة دعوة جميع أعضائها للمشاركة فى هذه المسيرة، التى تهدف لضمان حرية الإبداع الفنى والثقافى سواء فى الفترة الانتقالية أو عند تشكيل الدستور وما يليه. وقال المخرج داود عبد السيد: إن إنشاء هذه الجبهة كان خطوة أساسية أهمها تعود إلى أننا فى مرحلة تغيير ويجب فيها أن نضع فيها حدودا وضوابط معينة لحركة القوى السياسية وتأثيرها على الفن والثقافة واتجاه كل منهما، وبالتالى هذا أحد أهدافنا من هذا التجمع النبيل الذى يضم نخبة من ألمع مفكرى ومبدعى مصر فى جميع المجالات . وتؤكد الفنانة جيهان فاضل: أنا سعيدة جدا بهذه المبادرة لأنها جاءت لتعبر عن احتجاجنا كفنانين ومبدعين على ما يحدث فى الوقت الحالى خاصة التحقيقات التى تجرى مع من يقول كلمة أو يكتب مقالا، فأنا أرى أن توقيت اتخاذ هذه المبادرة تأخر قليلا ولكنه من الجيد أننا بدأنا فى اتخاذ خطوات جدية وفعلية لضمان حق المبدعين بعيدا عن محاولات التخويف أو التخوين التى تتبعها بعض الجهات. ويقول الفنان حسن الرداد: كم سعدت بهذه الجبهة، وأرى أن هذا أقل شىء نستطيع عمله للتصدى ضد أى نوع من قهر الحريات.. فهذه الثورة قامت للحرية، فلا يمكن أن نتنازل عنها مهما كانت المصاعب.. والفن بالذات لا يمكن أن يُقيد بأى صورة، فالفن روح الوطن . المخرج الشاب كريم العدل يقول إن الثورة لم تكتمل بعد ولم تتحقق جميع أهدافها ومازال المشوار أمامنا طويلاً ومبادرة اليوم هى خطوة فى هذا المشوار لنضمن الحرية للمبدعين. أما الفنان صبرى فواز فأيد فكرة الدفاع عن الإبداع لكونها تمثل الدفاع عن ملامح الشعب المصرى متمثلة فى فكره وشكله وشخصيته وثقافته بشكل عام، لذلك سبيلنا الوحيد للحفاظ على هذا الكيان الثقافى هو أن نتحد جميعا لنستطيع الصمود لأنه لن يوجد بعد الآن من يدافع عن حريتنا سوى أنفسنا. الفنانة نهى العمروسى تقول أن الجبهة تم التفكير بها منذ قضايا الحزبة التى كانوا يكفرون بها الفنانين والأعمال الإبداعية.. فحرية الإبداع مهددة سواء من الرقابة بطريقة تعاملها ومن قضايا الحزبة.. فالرقابة يجب أن يكون شكلها مختلفا وتفكيرها مختلفا حرصا على حرية الإبداع.. أما هشام المليجى الممثل وحفيد الفنان العظيم محمود المليجى فقال: ولا أظن أن أحدًا قد يقبل أى نوع من القمع أو الكبت بعد الثورة، فهذا العصر انتهى ولن يعود.. ثم أننى لست موافقا على التسميات التى تفرق الشعب مثل إسلاميين، ليبراليين، سلفيين!! ما هذا ومنذ متى كنا بهذا الانقسام ألسنا كلنا مسلمين.