سوف يظل يوم 25 يناير 2011 ذكري لواحدة من أعظم الثورات في تاريخ الإنسانية.. وسيظل يوم 25 يناير يوم تلاحم عظيم بين شعب مصر وجيشها الباسل الذي أعلن منذ اللحظة الاولي انحيازه للمطالب المشروعة للشعب ووقوفه بجانبها.. وهذا الموقف هو عكس مواقف جيوش أخري في دول من حولنا انحازت إلي نظم الحكم الاستبدادية في دولها ووقفت ضد أماني وتطلعات شعوبها في الحرية والديمقراطية ومارست ضدها جرائم القتل والابادة بشكل ممنهج ويومي.. ولهذا نقول: إننا كشعب مصري سوف نظل نعتز بقواتنا المسلحة وقادتها اعتزازنا بأنفسنا وعن يقين كامل بأن الجيش وقادته هم منا ونحن منهم.. وان الأخطاء التي حدثت من جانب بعض عناصر القوات المسلحة هي أخطاء من طبائع البشر التي تصنعها الظروف والأقدار وأنها لم تكن أبدا سياسة موضوعة ثابتة وممنهجة في تعامل الجيش مع مدنيين ولم يكن فيها أبداً سبق إصرار وترصد.. ولهذا نقول: إنه من الظلم البين أن يحاول البعض من القوميين ومن اليسار المتربص بسوء نية وسوء قصد بالجيش وقادته اختزال دور القوات المسلحة في موقف أو حدث ما.. وأن يحاول البعض الآخر في صحف الاثارة وبرامج «التوك شو» تشويه صورة القوات المسلحة والاساءة إلي قادته من خلال اجترار مواقف وتكرار مشاهد مستهجنة بهدف إثارة وتهييج الرأي العام.. ويحتم الضمير والمسئولية الوطنية علي هؤلاء إذا كانت ضمائرهم لا تزال حية ومقدرة للمخاطر المحيطة بالوطن أن يراجعوا مواقفهم ويحاسبوا أنفسهم ويضعوا مصلحة مصر وشعبها في قلوبهم وأفئدتهم.. ولقد تعهدت القوات المسلحة المصرية ممثلة في المجلس الأعلي بتنفيذ خارطة طريق سياسية وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية وتسليم السلطة إلي رئيس جمهورية منتخب بإرادة الشعب الحرة قبل الأول من يوليو القادم.. وقد كانت انتخابات مجلس الشعب التي جرت مراحلها الثلاث تحت حماية القوات المسلحة وقيامها بتسليم سلطة التشريع وسن القوانين والرقابة علي أعمال الحكومة للمجلس المنتخب هي أولي مراحل عملية البناء الديمقراطي التي تم إنجازها وفاءً لذلك العهد.. وكان إعلان المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في كلمته يوم الثلاثاء الماضي بمناسبة الاحتفال بالعيد الاول للثورة إلغاء حالة الطوارئ اعتبارا من صباح يوم 25 يناير 2012 خطوة أخري علي طريق إقامة صرح الديمقراطية الحقيقية علي أرض مصر.. ويبقي أمامنا لاستكمال البناء إجراء انتخابات الشوري وقيام مجلسي الشعب والشوري بتشكيل لجنة المائة لوضع الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية في 15 يونيه القادم.. ونحن كشعب وجيش قادرون علي استكمال البناء الديمقراطي وتحقيق الانتقال السلمي والأمن للسلطة.. عاشت مصر.. وعاشت قواتها المسلحة.