ما جري خلال أيام ثورة 25 يناير 2011 هو جزء من تاريخ خالد لا يجب أن ينسي .. أتذكر أنه في التاسعة من صباح يوم الثلاثاء 25 يناير من العام الماضي كنت في ميدان عبدالمنعم رياض أمسك علم مصر بيدي وأنا في طريقي نحو مبني نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت.. وهناك قابلت الأصدقاء كارم يحيي بالاهرام ومنال عجرمة بالاذاعة والتليفزيون.. كنا ننتظر بشغف استجابة جماهير الشعب لدعوات الخروج للتظاهر ضد نظام حسني مبارك.. تنقلنا بين شارع رمسيس وميدان عبد المنعم رياض وطريق كورنيش ماسبيرو مع كل خبركان يتردد عن أن هناك مسيرة قادمة من العباسية وأخري قادمة من دوران شبرا وثالثة قادمة من إمبابة والوراق.. كنت مع زملائي وسط الناس والجماهير رغم أنني في السابعة والخمسين من عمري .. وعلي مدي أيام الثورة الثمانية عشر وإلي لحظة تخلي مبارك عن سلطاته مساء يوم الجمعة 11 فبراير كنت حريصا علي التواجد اليومي في ميدان التحرير .. التقيت في الميدان صديقي الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس الذي ينتمي لجماعة الإخوان .. وجمعني الميدان مع المهندس كمال خليل المناضل الاشتراكي اليساري الذي أعرفه منذ كنا طلابا في جامعة القاهرة أوائل سنوات السبعينيات من القرن الماضي .. جمع الميدان كل القوي والاتجاهات في الشعب المصري من إخوان وناصريين وديمقراطيين وسلفيين وماركسيين مثلما جمع المسلمين مع المسيحيين .. وهناك من قلب الميدان أجرت معي قناة الحرة وقناة العالم عبر التليفون أكثر من لقاء ومداخلة حول ما يجري من أحداث .. شاركت في الثورة في إطار يقيني بأن تلك الثورة هي عمل وإنجاز لشعب بأكمله بمختلف اتجاهاته.. وكنت مؤمنا بكلام الشيخ متولي الشعراوي بأن أي ثورة هي عملية تغيير وهدم لنظام من أجل إقامة آخر بديل.. وأنه بعد إنجاز هدف الثورة الرئيسي فلابد للثوار الذين قاموا بها أن يهدأوا كي يتفرغوا للبناء لانه من المستحيل أن يظلوا في حالة ثورة دائمة .. وكان يقيني أيضا أن تحقيق باقي أهداف الثورة بعد إسقاط مبارك يحتاج وقتا وعملا سياسيا يستند إلي تفويض وإرادة شعبية وهو ما يحتم الانتقال بالشرعية من الشوارع والميادين إلي ما تأتي به صناديق الانتخابات .. وقد قالت جماهير الشعب المصري كلمتها عبر صناديق الانتخابات ومنحت أغلبية مقاعد مجلس الشعب لحزب الحرية والعدالة 47% وحزب النور23% وأنه لابد من احترام إرادة الشعب واختياره الحر وأنه ليس من حق الماركسيين والعناصر الفوضوية أن يحاولوا الانقلاب علي تلك النتائج بتنظيم مظاهرات يوم 25 يناير وتشويه حوائط وجدران المباني وسط القاهرة بشعارات عدائية للقوات المسلحة وللأحزاب الدينية والسعي لاشاعة الفوضي وعرقلة اجراء انتخابات الشوري والانتخابات الرئاسية وتسليم الحكم إلي رئيس جمهورية منتخب بإرادة الشعب قبل الاول من يوليو القادم .. نعود ونقول: إنه لابد وأن نحتفل بثورة 25 يناير ونتذكر معها شهداءها ومصابيها الذين هم أنبل وأشرف من أنجبت مصر .. ومن الضروري أيضا أن نرفض دعاوي الفوضي ودعوات الفوضويين للتظاهر.