البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    نتائج مزوّرة، حزب زوما يطعن بانتخابات جنوب أفريقيا    وقوع 4 هزات أرضية في جورجيا في يوم واحد    إطلاق قنابل ضوئية في أجواء المناطق الشمالية الغربية بقطاع غزة    الرابعة خلال ساعات، وفاة حاج مصري من الشرقية أثناء تأدية المناسك، وابنته تنعيه بكلمات مؤثرة    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    استشهاد 3 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي على غزة    حلو الكلام.. يقول وداع    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    حقيقة عودة كهربا إلى الدوري السعودي    يورو 2024 - دي بروين: بلجيكا جاهزة لتحقيق شيء جيد.. وهذه حالتي بعد الإصابة    مدرج اليورو.. إطلالة قوية لجماهير الدنمارك.. حضور هولندي كبير.. ومساندة إنجليزية غير مسبوقة    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف حال. الطقس خلال أيام العيد    جثة مذبوحة وسط الطريق تثير ذعر أهالي البدرشين    زيجته الثانية أشعلت غضبهم.. الأبناء وأمهم يحرقون مسكن والدهم في الوراق    لجنة الحكام تُعلن عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك والمصري البورسعيدي    عبير صبري: شقيقتي مروة «توأم روحي» و«لسه بتاخد مني عيدية.. فلوس ولبس وكل حاجة»    تشكيل منتخب النمسا المتوقع أمام فرنسا في أمم أوروبا 2024    الصحة تُوجه نصائح مهمة للعائدين من الحج.. ماذا قالت؟    إدمان المخدرات بين الهدف والوسيلة    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى ثانى أيام العيد الإثنين 17 يونيو 2024    صفارات الإنذار تدوى فى كيبوتس نيريم بغلاف قطاع غزة    محافظ جنوب سيناء يشهد احتفال أول أيام عيد الأضحى بالممشى السياحى بشرم الشيخ    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    فوائد إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني.. تقلل انبعاثات الكربون    في ثاني أيام العيد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 17 يونيو 2024    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    لم يتحمل فراق زوجته.. مدير الأبنية التعليمية بالشيخ زايد ينهي حياته (تفاصيل)    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    إيرادات حديقة الحيوان بالشرقية في أول أيام عيد الأضحى المبارك    بيلينجهام رجل مباراة إنجلترا وصربيا في يورو 2024    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    موعد مباراة إنجلترا والدنمارك في يورو 2024.. والقنوات الناقلة    ممثل مصري يشارك في مسلسل إسرائيلي.. ونقابة الممثلين تعلق    وفاة الحاج الثالث من بورسعيد خلال فريضة الحج    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    عاجل.. موعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية لتحديد أسعار البنزين والسولار    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    خفر السواحل التركي يضبط 139 مهاجرا غير نظامي غربي البلاد    زيلينسكي يدعو لعقد قمة ثانية حول السلام في أوكرانيا    متى آخر يوم للذبح في عيد الأضحى؟    أجواء رائعة على الممشى السياحى بكورنيش بنى سويف فى أول أيام العيد.. فيديو    بعد كسر ماسورة، الدفع ب9 سيارات كسح لشفط المياه بمنطقة فريال بأسيوط    ماذا يحدث في أيام التشريق ثاني أيام العيد وما هو التكبير المقيّد؟    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    فلسطينيون يحتفلون بعيد الأضحى في شمال سيناء    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    منافذ التموين تواصل صرف سلع المقررات في أول أيام عيد الأضحى    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ أحمد المحلاوي: نظام مبارك مازال يعبث بالحكم.. وفساد المخلوع لا يحتاج دليل

«خطيب الثورة» هو اللقب الذي حصل عليه الشيخ أحمد المحلاوي، بعد دوره البارز الذي قام به خلال فترة الثورة حيث جعل من مسجد القائد ابراهيم مكانا لاطلاق المليونيات واشعال حماس الثوار في اثناء المظاهرات.. والمحلاوي خريج جامعة الأزهر عام 1957م، ورئيس لجنة الدفاع عن المقدسات الإسلامية، وهو يعد من الشخصيات المؤثرة بشهادة مختلف التيارات الإسلامية.. لما قدمه من نضال طوال فترة حياته حصل بسببه علي العديد من الجوائز التشجيعية وتسبب أيضًا في نقله واعتقاله وإقالته من عمله بالقائد إبراهيم لمدة 15 عاما ليعود اليه مرة اخري مع الثورة المباركة.
وفي حواره مع «روزاليوسف» تحدث المحلاوي عن الثورة المصرية وما ترتب عليها من انجاز وأيضًا ما يجب ان يقدم في الفترة القادمة للنهوض بالدولة وتحدث أيضًا عن بعض من ذكرياته التي اثرت كثيرًا في نفسه وكان أيضًا لها تأثير تاريخي.. وإلي نص الحوار:

■ في البداية هل تري أن ثورة الخامس والعشرين من يناير حققت أهدافها؟
بالطبع فهي تعد إعجازا.. فقد كنا في نوفمبر أو حتي ديسمبر أو في أول يناير ننتظر أو نتمني أو نحلم بالكثير أو أن حسني مبارك يموت وكان هذا سيكون فضل من الله ان اراحنا من شخص أذلنا 30 سنة ولو كان في الفترة ديه ابنه توفي في هذه الفترة كنا قلنا مصر تقدمت تقدما رائعا لاننا ارتحنا من ملف التوريث اما اننا نتخيل أو نحلم مجرد حلم ان يحاكم رئيس الدولة واولاده ووزير الداخلية فهذا في حد ذاته يعتبر اعجازا لكن الناس لا تعرف مقدار ما كانوا فيه لأنهم في حالة اخري لو لم يكن هناك انجاز سوي هذا كان سوف يكون فضلا من الله ان اصبح الشباب يستطيعون المطالبة بكل شيء بدون ان يتعرضوا للامن فالناس أصبحت تطالب بما تشاء لماذا نقول هذا ليس إنجازا فضلاً عن ذلك حل مجلسي الشعب والشوري وحل الحزب الوطني لم يكن أحد يتخيله هل كنا نشعر في يوم من الأيام أن نخرج من بيوتنا بأمان دون املاء إرادة من أحد أو مصادرة للحرية.. لم يكن أحد يتصور لأول مرة الشعب يهتم ويعرف ان البلد أصبح بلده وأنه مسئول عنه ويطلع مرة واحدة ان ما حدث في ثورة الخامس والعشرين من يناير جعل مصر تتحرك للامام بسرعة كبيرة بل تخطت سنوات طويلة كان من الممكن ان تأخذها كي تصل إلي تلك الخطوة.
■ وماذا عن المطالب الفئوية والاعتصامات والاضرابات؟
الذين قاموا بالثورة لم يقوموا بها لأجل المطالب الفئوية من الممكن ان يكون بعضهم أصحاب حق ولكن في الوقت نفسه لم يؤدوا الواجب المفروض عليهم فقبل التظاهر والاعتصامات يجب ان اقدم إنجازا في عملي ولكن أن أعطل العمل من خلال الاضرابات والاعتصامات بحجة أنني صاحب حق هذا لا يجوز لا أحد يقلل من حقوقهم ولكن عليهم واجبات.
■ ما رأيك في محاكمة الرئيس حسني مبارك وأعوانه؟
ليست هي المحاكمة المطلوبة لان الرئيس المخلوع لايحتاج إلي أدلة لاظهار فساده في الفترة التي قضاها لأن فساده طافح في كل شيء وليس في قتل المتظاهرين فقط بل قتل البلد بدءا من اعتقال الناس وتكميم الأفواه والعمالة لإسرائيل فالمحاكمة التي تتم الآن أنا غير راض عنها وكنت أتمني أن يعامل كغيره من المساجين وأن تشدد عليه الرقابة ولذلك أتمني أن تؤجل محاكمته حتي يتم انتخاب رئيس للدولة وعند ذلك لانلوم إلا أنفسنا فمبارك هو أسوأ من حكم مصر منذ عهد الفراعنة.
■ لماذا هاجمت مؤخرا الاشتراكيين الثوريين؟
لأنهم قالوا إنهم يريدون القيام بعمليات تحريض للضباط الصغار علي القادة وعمل فوضي وفوجئت بهم عقب ذلك الحديث الذي قيل اني هاجمتهم فيه ان قاموا بارسال خطاب إلي شيخ الأزهر لمنعي من الخطبة وأيضًا حاولوا الاعتداء علي اثناء احدي خطب الجمعة إلا أنه تصدي لهم رواد المسجد وأبنائي من الشباب وضربوهم.
■ ولكن هناك منظمات وحركات كثيرة مشبوهة تحرض علي ذلك لماذا بالتحديد تحدثت عن الاشتراكيين الثوريين؟
الحركات كلها تشبه نفسها وأنا تحدثت بالتحديد عن الاشتراكيين الثوريين لأنهم أعلنوا ذلك علانية أما الحركات الأخري فلم تعلن ذلك علي الملأ والفوضي التي تصنعها هي ما يرغب فيها النظام السابق وسكان طرة الذين يسعدهم الانفلات الامني حتي يشعر الناس أن حكم مبارك كان أفضل من الفوضي وانعدام الأمن وبالرغم من أن الاشتراكية في الإسلام إلا أنهم لايسعدهم تطبيق الإسلام.
■ هل تري أنهم يكرهون تطبيق الشريعة الإسلامية؟
نعم بالتأكيد فهم لايسعدهم أن البرلمان أتي بالإسلاميين وأقول لهم لماذا تكرهون تطبيق الشريعة الإسلامية.. السر الذي لايعرفونه أن كراهيتهم لتطبيق الشريعة تأتي لأنهم لايعرفون الشريعة ولوعرفوا انها تضمن الامن والحرية والعدالة وان يكون كل انسان مسئولا عن نفسه لو عرفوا ذلك لكانوا أول المطالبين بالشريعة لأنهم حصروا الإسلام في تطبيق الحد فقط وكأن الإسلام الذي نزل به أعظم كتاب وجاهد الرسول 23 عامًا من اجله كان مقتصرا علي قطع اليد لايعرفون القضاء في الإسلام والنظام الاقتصادي والعلاقات والأخلاق إنهم جاهلون بتاريخ الإسلام الذي ساد العالم بضعة عشر قرنا لم تر البشرية كلها مسلمين وغير مسلمين عصر ازهي من ذلك العصر في تحقيق الامن والرفاهية للمجتمعات البشرية وهذا هو السر في كره الشريعة الإسلامية ولذلك أطالبهم بأن يقرءوا الكتاب والسنة حتي يعرفوا شمولية الإسلام، أو أن يقرءوا التاريخ بصورة صحيحة في الفترة التي حكمها الإسلام.
■ ما رأيك فيما قاله المرشد العام للإخوان حول أن مصر تعيش بداية لمرحلة دولة الخلافة؟
الناس لا تعرف معني دولة الخلافة وهي تعني أن تكون الدول العربية والدول الإسلامية دولة واحدة وكل منطقة ولاية تابعة للدولة أي مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فمعني الخلافة الإسلامية عودة التكامل الإسلامي الذي هو التكامل العربي أو يمكن ان نسميه التكامل الإسلامي فهناك الكثير لايعرفون الإسلام مثل المسيحيين الذين لو عرفوا ان مشاكلهم الحقيقية ضمن لهم الإسلام حلها لكانوا أول المرحبين بدولة الخلافة.
■ أي المرشحين الآن تجده الأمثل لمصر؟
لا أري أحدا ولم يغلق باب الترشح بعد وهذا سيتوقف علي من سيترشح في الفترة القادمة.
■ هل تعتقد أن التيار الإسلامي سياتي برئيس للدولة؟
جماعة الإخوان المسلمين متمثلة في المرشد العام أعلنت أنه لا يوجد نية ولن يترشح احد منها للرئاسة واعتقد أن هذا الأمر يؤكد عدم نيتهم في ترشيح أحد.
■ ما الصفات الواجب توافرها في الرئيس القادم؟
توجد صفات عديدة أولاها أن يكون محبًا حقيقيًا لمصر وأمينًا علي مصالحها، ثانيًا أن يكون علي قدر كاف من المعرفة بما يقتضيه منصبه داخليًا وخارجيا، ثالثا أن تكون له القدرة علي أن يحكم نفسه حتي لا يصبح فرعونًا، رابعا لا يدخل زوجته في سياسة البلد. وان يتقي الله.
■ ماذا يمثل لك مسجد سيدي جابر ومسجد القائد إبراهيم ؟
الاثنان يمثلان لي مرحلتين من أهم المراحل في حياتي، فقبل أن أتولي مسجد سيدي جابر بالإسكندرية كنت اعمل بمنطقه نائية اسمها البرلس وكنت في غاية الكراهية للاسكندرية وكان في هذا الوقت موضة الميني جيب والعادات والتقاليد تختلف عن المكان الذي أتيت منه وحاولت بشتي الطرق العودة مرة اخري لكن كانت قرارات الوزير واستسلمت للأمر الواقع، وقررت ان اشرك المسجد في كل شيء لا ان ينحصر دوره فقط في الصلاة فكان مسجد سيدي جابر أول مسجد يمتلك جمعية في المساجد في العالم الإسلامي حيث قمت باشراك المسجد في كل احتياجات المنطقة.. تعليمية حيث جعلت هناك دروس تقوية لجميع المراحل التعليمية مقابل اجر رمزي وأيضًا ألحقت به وحدة علاجية وسياسية واخترعت زيارات للمستشفيات وقت الحرب للمرضي لرفع روحهم المعنوية وأقمنا لجان صلح حيث كان هناك نقطة تسمي نقطة شرطة سيدي جابر كانت تأتي إلينا البلاغات لنقوم بالصلح بين الناس فقد جعلت الحي شبكة واحدة.
أما مسجد القائد إبراهيم فكان يصلح للنوع السياسي فقط ومنظمة الصحة العالمية كانت ملحقة به وقتها ومسجد القائد ابراهيم كان في تلك الفترة صغيرا وأقمت منه صرحا كان المسجد من الداخل للنساء والرجال في الخارج وعند عقد مؤتمر كانت الناس من كثرتها تغلق جميع الشوارع المحيطه بالمسجد.
■ كيف تخرج مصر من أزمتها؟
أول شيء يجب ان ننظر إلي الأمام وليس إلي الخلف فدماء الشهداء لن يأتي بها الحكم الذي مازالت أصبع النظام السابق تعبث به لكن دماء الشهداء يأتي بها حاكم منتخب ومجلس منتخب وحكومة منتخبة.. ومحاكمة المخلوع لن تتم بصورة صحيحة علي أيدي من كانوا في نفس النظام، إنما تتم علي أيدي، مجلس ورئيس منتخب ودستور منتخب ولذلك يجب أن يكون النظرة والاهتمام الذي ينبغي أن يكون هدفنا جميعًا كيف نبني مصر وكيف نبني مصر أولاً من خلال مجلس شعب منتخب وقد تم بالفعل بفضل الله ومن خلال رئيس دولة منتخب وهو في الطريق ودستور يضعه الشعب وذلك ما سوف يتم عن نواب الشعب ثانيا توفير الأجواء الصالحة للانطلاق بالعمل الجاد في الاقتصاد وزراعتنا وصناعتنا وتجارتنا والتصدير.. وليس معني ذلك أن احجب علي الذين يريدون أن يتظاهرون ولكن فقط أقول لهم اختاروا الوقت الذي لايعطل العمل والمكان الذي لايعطل العمل والأسلوب الذي لايكون فيه تخريب في هذه الحالة سوف يكون الناس مطمئنين علي أعمالهم، وسوف ينطلق الشعب إلي تحقيق الرخاء وذلك ما نطالب به المجلس العسكري ان يسرع في تسليم السلطة كما حدد الوقت لذلك وألا يتدخل بأي صورة في مجلس الشعب باي تشريع كتلك التشريعات التي نادي بها فريق من أعداء مصر الذين كانوا يريدون وثائق فوق دستورية.. مطلوب من المجلس العسكري ألا يكون هناك أي ضغط بأي شكل علي واضعي الدستور وكذلك ألا يطلب أي امتيازات في مقابل تأديته واجبه الوطني وينبغي أن تظل كل امور الشعب والجيش خاضعة لسلطة الدولة وليس لسلطة المجلس العسكري أو غيره ويوم أن يؤدي المجلس العسكري هذا الواجب ويسلم السلطة لمجلس الشعب من غير ان يتدخل في تشريعاته ورئيس الدولة من غير ان يتدخل في اختصاصاته ويكون هناك دستور وضعه الشعب عن طريق نوابه فسوف يلقي المجلس العسكري والجيش كله احترام وتقدير وعرفان من المصريين للدور الذي ادوه.. وللمجلس العسكري وللجيش بصفة عامة في نفوس المصريين تقدير حيث لم يكونوا كالجيش في اليمن أو ليبيا أو سوريا مع احتفاظنا له بكل هذا التقدير نلح بالمطالبة في تسليم السلطة بدون أي امتيازات.
■ ذكرياتك عامرة بالمحطات البارزة لماذا قام السادات بمحاولة نقلك ثم اعتقالك؟
في سنة 75 فوجئت بنقلي إلي كفر الشيخ بالرغم أن الحكومة كانت معي قلبًا وقالبًا وكنت احصل علي جوائز تشجيعية فبحثت عن سبب نقلي فعلمت من المهندس سيد مرعي الذي كان في تلك الفتره مقربا من السادات السبب.. وهو أن شخصا اسمه اشرف مروان اتصل بزوجة السادات وقال لها انني قلت في احدي الخطب إذا جاءتني تلك الفاجرة سأركلها بقدمي مع العلم انني كنت في حرب رمضان اقدم مجهودًا حربيا للجيش والمسجد وزرت الجبهة في ذلك الوقت وأقمت سوقا خيرية لصالح المجهود الحربي ودعيت السيدة جيهان لحضور افتتاح الجمعية فكيف اقول عنها ذلك؟!
وأيضًا الخطب كانت مسجلة ولكن كان هناك اصرار علي نقلي فقلت انني سأرتدي ملابس الأزهر وأجر عربة ليمون في الشارع ليشاهد العالم كيف تتعامل مصر مع علماء الأزهر فرجع السادات في كلامه حيث اجبر علي ذلك خوفا من تنفيذ ما أقول وقالوا لي روح مسجد الميناء الشرقية فقلت سأذهب إلي القائد ابراهيم وكان المسجد في تلك الفتره صغيرا جدا وقليل المرتادين لكن بفضل الله جعلته قبلةووجهة عالمية فلم يكن مرتادوه من محطة الرمل فقط وانما من كل بلاد مصر فجعلت منه وجهة سياسية وكنت اتعرض لكل ما أري انه غير صالح للبلاد من رئيس الدولة بالذات.
■ ولماذا كنت تنتقد السادات بالذات؟
لأنه كان يفكرني بمسرح العرائس عندما طالت به المدة غيّر الوزارات، كما يشاء ومجلس الشعب واصبحت الخيوط في يده لذلك كنت أتصدي له في كل القرارات التي يصدرها مثل قرار المدعي العام الاشتراكي والصلح مع اسرائيل واستخفافه بالشعب وبالبلد والناس ولم اكن انتقده علي المنبر، كنت اقوم بعمل مؤتمرات واجمع بها المعارضة والحزب الوطني لمناقشة الناس بحرية فأصدر قرارا بوقفي عن العمل وتحويلي للمدعي العام الاشتراكي سنة 81 ثم الاعتقال حوالي سنة وبعدما خرجت من الاعتقال كنت موظفا بالاوقاف فأقمت دعوي قضائية وتمكنت من العودة مرة اخري للإمامة بالقائد إبراهيم.
■ كيف تم منعك لمدة 15 عامًا من إمامة مسجد القائد إبراهيم؟
تم منعي في عهد مبارك بالتحديد عام 82 وقرار منعي جاء من امريكا لانني تحدثت عن اسرائيل وعدت مرة اخري مع الثورة المباركة.
■ ما أبرز ذكرياتك داخل المعتقل؟
الله وقف معي فقد اختار السادات لي أسوأ أنواع السجون فالسجون كانت ثلاث درجات السجن العام عنابر لأصحاب الجرائم المعتادة بعدها سجن التأديب وذلك لمن يكرر الجريمة، أما الدرجة الأسوأ فهي عنبر التجربة وهو لمعتادي الاجرام فكنت في أسوأ زنزانة وهي رقم 25 في عنبر التأديب وكانت لاتصلح حتي لأن يعيش بها الحيونات وأشاعوا في الناس انني مت تحت وطأة التعذيب فجاء الناس إلي منزل الأسرة للتعزية.
ولكن حدثت معجزة لي داخل السجن وجدت رجلا يدعي المعلم محمد حمامة كان في السجن قبلي ب4 شهور وكان تاجر مخدرات ومحكوما عليه ب25 عاما وكان شاري السجن لحسابه وكانت قدمه فوق وزير الداخلية وقتها وانجذب لي عندما علم أنني من خريجي الأزهر ولم أعان مطلقًا حيث حماني من كل أنواع القمع ومن الزنزانة المظلمة ولم تقع علي أي إهانة حتي لو بكلمة وعند خطبة السادات في سبتمبر طالبت منه راديو فأحضره لي ولم يكن يخطر علي بالي أن اسمي سوف يأتي في الخطبة أو أن تكون لي تلك الاهميه لاني كنت اشغل منصبا يعد اصغر وظيفه في وزارة الأوقاف ولكن إذ بي أجد أن اسمي يرد في خطبة السادات قرابة ساعه وشتم في وقال اديه دلوقتي مرمي زي الكلب في السجن علي الهواء كانت تلك سقطة من السادات لم تحزني لأنني علمت أنه أفلس.. عندما أتحاور في موضوع لايجب أن اشتم إلا أن الشخص الذي ليس لديه برهان أو دليل هو فقط من يشتم وقتها قال لي حمامة هو انت مهم كده السادات يتحدث عنك، وقال لي دلوقتي مافيش حد ممكن يتوجه إلي منزلك من رجالتك لمساعدتك عاوز كام الف قلت له الف شكر اولادي لم يتعودوا علي الرفاهية هم قادرون علي تحمل المسئولية وقمت بتعليم حمامة مفاهيم الدين ونصحه بالابتعاد عن طريق المخدرات.
بعد الاعتقال خرجت وعدت لعملي من خلال إقامة دعوي قضائية وكانت الدائرة الانتخابية الخاصة برشاد عثمان قد خلت تماما فحاولت أن أرشح نفسي ولكن وجدت هناك ترحيبا في البداية ثم انقطع الترحيب وارسلوا لي وزير الداخلية وقتها جاء لي وامن الدولة وتحايلوا علي للتنازل عن الترشيح فقلت لهم اشطبوا اسمي وكانت مساومة مني مقابل الافراج عن المعتقلين السياسيين الذين ليس لهم تهمة أو قضايا وبالفعل افرجوا عن 200 شخص معتقل مقابل ألا أترشح نفسي.
■ مقتل السادات هل كنت تتوقعه؟
لم أكن أتوقع قتل السادات.. الداخلية وقتها اتصلت بي وقالت ان من قتل السادات من اعوانك وكانوا يريدون ان يلصقوا بي التهمة وخلاص.. ولكني توقعت قتله لان والدة خالد الاسلامبولي وقتها طلعت تجري وراء عربة الترحيل في اثناء اجراءات الافراج عني وقالت لي ابني فداك ومات علشانك عندما سمع الخطبة التي شتمك فيها السادات.
■ لو علمت بقتل السادات كنت ستوافق؟
لا طبعا كنت سأرفض لأنه ليست تلك هي الطريقة ولو تخيلنا أن شخصا مثلا قتل مبارك هل كان وضعه سوف يكون كما هو الآن؟! وأنا قلتها مرارًا وتكرارًا مسمار في حذاء السادات برقبة حسني مبارك الرجل الذي أضاع مصر تماما بالرغم من أنني كنت من ألد الخصوم للسادات واتذكر انه يوم قال لمحطة لندن انني أتناوله هو وعائلته وهذا لم يحدث حيث انني لم اكن اهتم بزوجته أو تهمني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.