بعد اجتياح الربيع العربي لتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا توقع الخبراء استمرار هذه الموجة في جميع الدول سواء كان الحكم فيها ملكيا او جمهوريا وأكدوا أن رياح التغيير قادمة لا محالة. يقول د.سعيد اللاوندي الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية إن صحوة الشعوب قد بدأت ولن يستطيع احد قمعها حتي الأنظمة الملكية مثل السعودية والبحرين والكويت وغيرها لأن الشعوب تشجع بعضها علي إسقاط هذه الأنظمة المستبدة. ولذلك أصبحت الثورات مثل العدوي تنتشر بسرعة الهواء ومهما حاولت هذه الأنظمة الوقوف بوجهها فلن تستطيع ان تستمر وتحاول هذه الانظمة جاهدة في اخماد جذوتها بالوقوف لها بالمرصاد. لذلك قد تأخذ بعض الوقت لكن سرعان ما ستنهار وتنزل علي رغبة شعوبها لأنه لن يستطيع حاكم قمع شعبه مدي الحياة فالتاريخ دائما يؤكد لنا أن الشعب هو المصدر الرئيسي للسلطة. ويري د.رفعت سيد احمد الكاتب والمحلل السياسي ومدير مركز يافا للدراسات السياسية إن التغييرات في الخليج العربي ستأخذ شكل الانتفاضات والتي تختلف عن الثورات بحكم طبيعة المجتمع النفطي. ولذلك التغيير سيحدث بانقلابات داخل القصور الملكية بدافع من المخابرات الأمريكية لتحقيق مصالحها أو بسبب الصراعات الطائفية والمذهبية. ولذلك فهذه البلاد ستشهد تغييرات مختلفة تماما عما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا أما باقي الدول العربية الاخري مثل الجزائر وبلاد المغرب العربي فسيقوم الحكام فيها بعمل تغييرات اصلاحية ولكن علي اي حال رياح الربيع العربي ستصل الجميع لا محالة. ومن جانبه أشار السفير هاني خلاف مندوب مصر السابق في الجامعة العربية إلي أنه توقع هذه التغييرات منذ عام 2007 عندما كان مساعدا لوزير الخارجية وقال إن التغييرات ستشمل جميع الدول العربية سواء أنظمة ملكية أو جمهورية لأن البلاد العربية تجمعها أنظمة غير فاعلة حكمت شعوبها لأعوام طويلة دون إحداث أي تغييرات أو إصلاحات. وأوضح أنه لا يمكن الجزم باسم بلد بعينه لأن لكل بلد أوضاعه وخصوصيته وخير دليل علي ذلك التغيير السلمي الذي حدث بالمغرب في إطار توافق وطني دستوري بدون عنف أو بذل دماء ولذلك فالتغيير قادم ولن يخرج عن أمرين إما أن يكون سلميا توافقيا أو عصيانا مدنيا. ويؤكد السفير طلعت حامد الأمين العام المساعد لشئون البرلمان العربي أن رياح التغيير في طريقها لجميع الدول العربية المتبقية وستنال من حكامها. لأن الحاكم عليه أن يستجيب للمحكوم ويوفر له العدالة الاجتماعية والديمقراطية وإلا فحدوث الثورة حتمي وسيعجز الحكام عن الوقوف في وجه ثورات شعوبهم وأي حاكم يغض الطرف عن شعبه يكون مصيره مثل مبارك والقذافي وبن علي وصالح وقريبا الأسد والبقية تأتي.