انظمة حاكمة .. تترنح الأنظمة العربية الحاكمة التي تقاوم حركات التغيير، وتحاول - بكل السبل- قمع الأصوات المطالبة بالحرية وإجهاض الحراك الشعبي بالعنف الدموي والحصار والتنكيل.. هذه الأنظمة أدمنت الحلول الأمنية ومنطق القوة الغاشمة، من ناحية، والخطاب الإعلامي الهجومي الغوغائي الذي يسعي إلي تخوين المعارضين المحتجين، من ناحية أخري. وكل ذلك يكشف هشاشة هذه الأنظمة وانهيار قدرتها علي التمويه والتضليل، كما يكشف فساد منطق : «إن لم تكن معي مائة في المائة.. فأنت ضدي»! ولو كان في استطاعة دبابات الأنظمة الحاكمة أن تقضي علي الثورة.. لفعلت ذلك منذ اليوم الأول. وتخشي هذه الأنظمة مجرد إجراء إصلاحات، لأنها تدرك أن أي إصلاح هو أول مسمار في نعشها. ومن هنا تعيش الأنظمة الحاكمة في ليبيا واليمن وسوريا أسوأ أزماتها.. بعد أن دخلت الثورة، في كل منها، الشهر الرابع وبعد سقوط الاف الضحايا بين شهيد وجريح. وتلجأ أنظمة حاكمة في بعض هذه الدول- مثل ليبيا- إلي عمليات اغتصاب جماعي مروعة علي نطاق واسع ومنظم بعد أن أصبحت هذه العمليات (العنف الجنسي) وسيلة لتخويف ومعاقبة المتظاهرين الثائرين.. هذا إلي جانب قتل الأسري وقتل الأبناء أمام عيون عائلاتهم علي أيد مرتزقة واستخدام أسلحة مضادة للطيران في اطلاق النار بطريقة عشوائية علي المواطنين.. وطلقات حارقة خارقة لا تتحملها.. حتي الأجسام الصلبة. رياح التغيير أيقظت الشعوب العربية.. والأنظمة الحاكمة تستدرج التدخلات الخارجية وليس المهم لديها أن يموت عشرات أو مئات الآلاف من مواطنيها. ولكن المهم هو البقاء في مقاعد السلطة. وما يهمنا أن نقرره - نحن المصريون الآن- هو أننا إذا نجحنا في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة مستقرة ومنفتحة، علي أساس مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان. فإن هذا النموذج سيلقي بثقله بقوة علي بقية العالم العربي. أما إذا تعثرنا وفشلنا فإن موجة الديمقراطية قد تنقلب علي أعقابها لمصلحة قوي سلطوية محافظة.