استمرارًا لمسلسل تحدى التيار السلفى مخالفة فتاوى دار الإفتاء الخاصة بزكاة الفطر بجواز تقديمها بسبب جائحة كورونا وإخراجها بالنقود، إلا أن السلفيين كعادتهم فى التشدد بأمور الدين أعلنوا رفضهم لهذه الفتوى بإصدار فتاوى لهم بأن زكاة الفطر لا يجوز تقديمها ويجب إخراجها طعامًا، تحت مزاعم أن غالبية العلماء أكدوا ضرورة أن تخرج زكاة الفطر بالطعام وليس الأموال. ورد ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، على سؤال حول حكم إخراج زكاة المال لعامين مقبلين أو أكثر بسبب الوباء أو الأزمات قائلًا: إن مسألة تعجيل زكاة المال وردت فيها أحاديث صحيحة عن النبى (صلى الله عليه وسلم)، حيث أخذ الرسول من عمه العباس صدقة أو زكاة «السنتين» عندما احتاج المسلمون، فاستسلف العباس صدقته ومثلها معها، وهو ما يدل على جواز تعجيل الزكاة لعام، بل وأكثر بحسب الحاجة إلى ذلك. وواصل: أما زكاة الفطر فالمقصود منها تطهير الصائم بعد أن يتم صيامه، كما أن منها هو إغناء المساكين فى يوم العيد، فيكون يوم العيد فرحة للجميع وأن يكون كل منهم عنده قوت يومه، مواصلًا أنه ولا يجب أن يظل بعضهم فقيرًا فى هذا اليوم حتى يكون عيد الفطر عيد المسلمين جميعًا، لذا فزكاة الفطر يجب أن تخرج قبل العيد بيوم أو يومين، كما ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم. وعجت المواقع السلفية بمنشورات تدعو إلى إخراج زكاة الفطر بالطعام وليس نقودًا، قائلين خلال المنشور: «الخلاصة أن زكاة الفطر تتمثل فى ضرورة إخراج الطعام حيث إن إجماع العلماء أنه يجزئ، بينما إخراج القيمة نقود فبعض أهل العلم فقط يقول إنه يجزئ والجمهور على أنه لا يجزئ، فاحرص على ما أجمع عليه العلماء. وسبق وأن أكدت دار الإفتاء المصرية على أننا فى مسيس الحاجة فى ظل أزمة كورونا إلى إعادة ترتيب أولوياتنا فى إدارة الأموال والإنفاق، مشيرة إلى أن الاستغناء عن الرفاهيات لصالح الفقراء والمساكين والمرضى قد يكون سببًا للتخفيف من معاناتهم، موضحة أن العلماء أجازوا تعجيل إخراج صدقة الفطر قبل رمضان إذا وجدت حاجة داعية إلى ذلك، وتساءلت الدار: فلماذا لا نعجل بإخراج الزكاة تيسيرًا على المساكين؟ وأضافت أن أبناء مصر جميعًا فى رباط إلى يوم القيامة، غنيهم كريم وفقيرهم عزيز، وهذه الأزمة تكشف أحوالنا فى صدق التوكل على الله تعالى والثقة بما فى يديه، كما تكشف لنا عن حقيقة الترف الذى يستهلك طاقتنا وأموالنا على الرغم من وجود من هو أولى، مؤكدة أننا فى حاجة إلى أن نتعلم فقه الاستغناء، ومن تعلم الاستغناء سهل عليه البذل والعطاء وقال الشيخ أحمد البهى، إمام مسجد زين العابدين: إن مثل هذه الفتاوى هو شيء مرفوض وينبغى على الجهات المسئولة وقف المهزلة، مشيرًا إلى أنه يجب تفعيل قانون الفتوى ومراقبة هيئة كبار العلماء لكل ما يتم بفتاوى دينية لأننا فى دولة قانون، ويجب الالتزام بفتاوى دار الإفتاء الخاصة بزكاة الفطر وغيرها باعتبارها هى المسئولة عن ذلك.