كشف المخرج أحمد فتحى مخرج فيلم «أروقة القصر» الذى أثار جدلا واسعا مؤخرا بالرغم أنه لم يتم عرضه بعد أن رفض رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق الظهور فى الفيلم للإدلاء بشهادته جاء خوفا من ردود الأفعال التى سيثيرها واعتذر لصناع الفيلم وفضل التعاون معهم بشكل غير معلن بمعنى أنه قام بمدهم بكثير من المعلومات والأسرار دون أن يرويها على لسانه على أن يقوم بتجسيد شخصيته ممثل آخر. وبالرغم من أن صناع فيلم «أروقة القصر» لم ينتهوا بعد من وضع اللمسات النهائية ليصبح جاهزا للعرض إلا أنه بمجرد عرض البرومو المبدئى للفيلم أثار جدلا واسعا خاصة أنه يعتبر أول فيلم يخرج من قصر مبارك ويضم تفاصيل وكواليس حاشيته وشهادات المقربين منه وشهود عيان على آخر ساعات سبقت قرار التنحى. المخرج أحمد فتحى الذى أوضح أن الفيلم يدور فى إطار «الديكو دراما» حيث تتم الاستعانة بعدد من الممثلين يجسدون شخصية أبطال الحدث من بينهم مدحت أبو العز شبيه مبارك والذى يجسد شخصيته والفنانة نجوى النيجيرى التى تجسد شخصية سوزان ثابت زوجته بجانب عدد من الممثلين الذين يجسدون باقى الشخصيات وعلى الجانب الآخر يدلى الضيوف الذين يرون الأحداث بشهاداتهم. هذا بجانب ضيوف العمل الذين يمثلون اتجاهات وتيارات مختلفة من بينهم حسام بدراوى الذى يقوم بدور الراوى لكثير من المشاهد خاصة أنه شاهد عيان من داخل القصر شهد أغلب الاجتماعات وكذلك عبدالرحمن القرضاوى ومهدى عاكف ودكتور أحمد شوقى العقباوى ولواء شرطة وقال فتحى: هذا بجانب مجموعة من المحققين الذين رافقوا مبارك فى المستشفى ورفضوا الظهور فى الفيلم أو الكشف عن هويتهم ولكنهم أمدونا بكثير من التفاصيل عن مبارك بجانب بعض أفراد الحرس الجمهورى الذين يملكون أسرارًا خطيرة ولكن لم يفضلوا الظهور فى الفيلم وسوف تمثل شهادتهم مفاجأة للكثيرين. وأوضح فتحى: الدكتور حسام بدراوى لعب دورًا هامًا فى خروج الفيلم للنور ولكن للأسف الميزانية المحدودة للفيلم لم تمكننى من تصوير كل الأحداث التى رواها بالشكل الكامل خاصة أن التسجيل معه كان على مرحلتين وقام الممثلون بالتجسيد بعد المرحلة الأولى ولكنى فوجئت أن هناك ما هو أكثر أهمية فى المرحلة الثانية من التسجيل معه خاصة أنها اللحظات التى واجه فيها مبارك بضرورة التنحى ووقع هذه الكلمات على مبارك وبداية التضارب فى الرأى حول هذا الحل ولكن لعدم وجود ميزانية لم نجسد هذه التفاصيل واكتفينا بصوته وهو يحكى دون تمثيل وهذا بعد أن نفدت كل «الفلوس» التى جمعتها من ثمن ذهب زوجتى وزوجة السيناريست أحمد مبارك خاصة أن الفيلم من إنتاجى أنا ومبارك ولهذا قمنا بعمل هذا الفيلم بسياسة الأجل حيث تعاونا مع الممثلين ولم يحصلوا على أجورهم. وعلى الجانب الآخر أكد السيناريست أحمد مبارك أن حسام بدراوى فجر كثيرًا من الأسرار فى أحداث الفيلم حيث يروى تفاصيل 5 مكالمات دارت بينه وبين جمال مبارك وكذلك مكالمات سوزان مبارك وأحمد عز له وبالرغم من أنه لا يوجد تسجيل لهذه المكالمات إلا أن روايات بدراوى تعتبر توثيقًا فهو يكشف أيضًا انطباع جمال مبارك وكيف كان يفكر وماذا كان رأيه ورد فعله على الثورة ويكشف أيضًا المعسكرات المتضاربة داخل القصر. ويروى بدراوى تفاصيل اجتماع 8 فبراير الذى ارتدى فيه مبارك قميصًا بدون رابطة عنق واتفق فيه مبارك على تسليم السلطة لنائبه وفى الوقت الذى يروى فيه الموقف يقوم الممثلون بتمثيل المشاهد فى صمت. كما يروى بدراوى واقعة طرده من القصر بعد أن نجح هو وعمر سليمان فى إقناع مبارك بالتنازل لسليمان وعلى الجانب الآخر هناك المعسكر الآخر الذى عاد وأقنع مبارك أن الوضع مازال تحت السيطرة حيث رفض جمال بشدة موقف والده، وجلس معه هو وزكريا عزمى وأنس الفقى وجعلوه يتراجع عن موقفه ورفض تسليم السلطة. إلى أن فوجئ مبارك بالجيش يوم 10 فبراير يعلن البيان الأول وأجبر مبارك على التنحى ووقتها أدرك مبارك أن حسام وعمر سليمان كانا هما المعسكر الصحيح وعلم أنها رسالة قوية من الجيش ولا مفر من التنحى والسفر بعد أن طلب منه الجيش ذلك. وأضاف أحمد فتحى أن مفاجأة الفيلم بالنسبة لفريق العمل هو أحمد شوقى العقباوى حيث قام بتحليل نفسية مبارك بشكل موضوعى وعلمى حيث وصف مبارك بأنه لم يكن ديكتاتورا سيكولوجيا ولكنه سلك سلوك الديكتاتور بعكس الرئيس الليبى السابق معمر القذافى الذى كان ديكتاتورا بشخصيته ويمارس سلوك الديكتاتور وأضاف فى تحليله أن ظروف مبارك من حيث كبر سنه وانعزاله جعله يظن أن الدنيا بخير وأن الوضع فى أفضل حالاته. وأكد أحمد فتحى أنه يواجه مشكلة كبيرة فى التعامل مع القنوات الفضائية التى تعرض شراء الفيلم خاصة أن البعض يرى أن هناك ضرورة لتوجيه الفيلم ناحية الثوار وأخرى ترى أن هناك أزمة فى اختيار مهدى عاكف للحديث وبمجرد انتهاء كلامه تقوم الثورة وقال: فوجئت أن الموضوع كبير وأن كل قناة تريد أن توجه الفيلم وفقا لتوجهاتها لهذا تركت الفيلم مفتوحا حتى أقرر الشكل النهائى لخروجه للنور.