مضت تسعة أشهر علي قيام ثورة 25 يناير التي أضاءت الطريق إلي كثير من الأمور وأعطت الحرية الحقيقية لجميع الفئات وقد رعاها ودعمها في البداية المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي استلم تركة ثقيلة جداً بها كثير من المتناقضات والسلبيات في جميع مناحي الحياة للشعب المصري خاصة اقتصاديا وسلوكيا.. بمعني أنه استلم شعبا محطما وليست لديه طموحات علي مدار 30 سنة مضت ثم انفجر فجأة طموح الشباب والمصريين وهذا حقهم.. وفاختلط الحابل بالنابل وتسرع البعض في طلباته وطموحاته مما أربك المجلس الأعلي الذي فوجئ بحجم هذا الطموح سياسيا حيث لأول مرة تنطلق الأحزاب سواء القديمة أو الجديدة دون دراية بأصول اللعبة السياسية مما أتاح لفصيل من الأحزاب والشخصيات العامة المرشحة لرئاسة الجمهورية في التقاط الثورة والدفع بها لمصالحهم الشخصية حتي يصلوا إلي الحكم. فجأة اختلفت الأحزاب وانقلبت علي بعضها البعض وثار الشباب مجددا بثورة أخري نتيجة تأخر كثير من بعض القرارات والاصلاحات من جانب المجلس الأعلي، وأنا أعتقد أن لهم بعض الحق في ذلك ولكن يجب أن نعطي فرصة أخري للمجلس الأعلي للقوات المسلحة خاصة أنه وضع أقدامه علي الطريق السليم وخارطة الطريق بل بدأ فعلا وشاهدنا المرحلة الأولي من الانتخابات التي أشاد بها الجميع والعالم كله.. والسؤال الآن.. ماذا يريد التحرير؟.. أستحلفكم بالله أن يعود الهدوء لإعطاء الفرصة مرة أخري للمجلس الأعلي للقوات المسلحة خاصة أنه لم يتبق إلا ستة أشهر فقط للاستجابة لمطالب الثورة.. وأنا أعتقد أن هناك أيادي خفية لا تريد للثورة النجاح وتريد استمرار البلاد في الفوضي. وأنا أعتقد أن التاريخ سيكون مع أو ضد التحرير، سيكون معه لو تعقل العقلاء وتركوا الفرصة المواتية الآن بقوة لتنفيذ مطالبهم وسيكون التاريخ ضدهم وشاهدا عليهم أنهم أدخلوا مصر في دائرة مفرغة لا يستفيد منها أحد إلا البلطجية والانتهازيون والوصوليون فحرام عليكم يا تحرير، خاصة أن التحرير موجود في أي وقت وفي أي زمان يمكنكم النزول إليه مرة أخري لو انحرف المجلس الأعلي للقوات المسلحة عن خريطة الطريق التي بدأها الآن.