بعد ليلة تسارعت فيها وتيرة الأحداث عقب اشتعال الموقف في ميدان التحرير بعد محاولة الأمن فض اعتصام مصابي الثورة وأسرهم بالقوة شهدت العديد من محافظات الجمهورية حالة من الرفض لممارسات الداخلية، وعودتها لأسلوب القمع والإفراط في العنف، مما دفع العديد للنزول بالميادين المختلفة بالمحافظات، التي نتج عنها حتي مثول الجريدة للطبع شهيد الإسكندرية سقط في اشتباكات أمام مديرية الأمن، ضمت المئات من المتظاهرين لمشرحة كوم الدكة للمشاركة في تشييع جثمان مؤسسي حزب التيار المصري بهاء السنوسي، الذي تم نقل جثمانه إلي المشرحة وتم تأجيل الجنازة إلي ما بعد صلاة العصر لتأخر وصول النيابة للمشرحة، وأكد أكمل محمد المحامي بمركز الشهاب لحقوق الإنسان أنه تم تقديم بلاغ للمحامي العام المستشار ياسر الرفاعي يفيد مصرع الشاب بهاء الدين عبدالقادر متأثرًا بطلق ناري من أعلي (في الرأس). وقال محمد سعيد المحامي بمركز الحرية لحقوق الإنسان إنهم جاءوا ليحضروا تشريح الناشط السياسي أحد مؤسسي حزب التيار المصري ولمتابعة سير القضية مؤكدًا وفاته بطلق في الرأس. وأشار عمرو أحمد من لجنة الدفاع عن الثورة بالإسكندرية إلي أنه عندما أطلق النار علي السنوسي رفضت سيارات الإسعاف حمله إلي المستشفي فحملناه وأصدقاؤه علي موتوسيكل في الطريق رفع اصبعه طلبًا للشهادة وتوفي ورفض المستشفي الرئيسي الجامعي استلامه فسلمناه لمرشحة كوم الدكة. وقد طلبت أسرة الشهيد حضور التشريح للوقوف علي سبب الوفاة كما تقدمت ببلاغ للنائب العام للتحقيق في الواقعة. وقرر النشطاء المشاركون في تشييع الجثمان الخروج بمسيرة تمر من شارع مجمع الكليات لتجميع أكبر عدد من طلاب الجامعات، ورفعوا لافتات تندد بعنف الداخلية وتتهم التليفزيون المصري بعدم الحيادية في نقل الأحداث، وتم دفن الجثمان في منطقة المنارة وسط حشد من المتظاهرين. ومن جانبه قال الدكتور سلامة عبدالمنعم وكيل وزارة الصحة إن سبب الوفاة غير محدد حتي الآن، وسيتم تحديد ذلك عن طريق الطبيب الشرعي، مشيرًا إلي أن هناك 4 مصابين آخرين في الأحداث منهم 3 من المتظاهرين ورجل شرطة وقد تم علاج 3 منهم في موقع الحادث، وتم نقل الرابع للمستشفي الجامعي للعلاج. فيما تواصلت المظاهرات والمسيرات المنددة بأحداث التحرير في المحافظات، قام المتظاهرون بالإسكندرية بإحراق سيارتين، وحاول بعض المندسين اقتحام مديرية الأمن وتصدي لهم الأهالي. وفي السويس قرر بعض المتظاهرين التوجه إلي القاهرة للتضامن مع أقرانهم في ميدان التحرير، فيما أعلن البعض الآخر البقاء والعودة للاعتصام بميدان الأربعين، بعد أحداث ساخنة مساء أمس الأول أسفرت عن إصابة 3 أفراد شرطة، و2 من أفراد القوات المسلحة و10 من المتظاهرين، وقام المتظاهرون بحرق مبني حي الأربعين، وتصدت القوات الشرطية إلي محاولات اقتحام الثوار لمبني قسم الأربعين. وفي أسيوط ردد المتظاهرون هتافات منها: «من أسيوط حتي التحرير يسقط.. يسقط المشير»، و«يسقط.. يسقط حكم العسكر»، و«الشعب يريد إسقاط المشير»، و«لا دستور ولا انتخابات عايزين حق اللي مات». وفي الإسماعيلية نظم المئات من الثوار والقوي السياسية وأعضاء الأحزاب، مسيرات جابت شوارع المدينة بعد تجمعهم بميدان الممر، تنديدًا بأحداث التحرير، واستنكارًا للانتهاكات الأمنية التي شهدها الميدان. وأعلنت حملة تأييد حازم صلاح أبوإسماعيل بالإسماعيلية عن تجمعها في ميدان وتنظيم حافلات للانضمام إلي أقرانهم في ميدان التحرير، والاشتراك معهم في تشكيل لجان شعبية لحماية المتظاهرين من الاعتداء الوحشي عليهم، وتوجه العشرات من أبناء المحافظة إلي القاهرة للمشاركة مع أقرانهم في اعتصام التحرير المفتوح، مطالبين بإلغاء وثيقة السلمي وإلغاء حكم العسكر مع تسليم السلطة إلي مدنيين. وفي شمال سيناء اعتصم العشرات من ائتلاف شباب الثورة بالشيخ زويد أمام مجلس المدينة تضامنًا مع الثوار في التحرير. وأعلن سعيد عتيق منسق ائتلاف شباب الثورة بالشيخ زويد أنه اعتصام سلمي لاستنكار الممارسات والاعتداءات علي ثوار ميدان التحرير بالقاهرة، وأنهم مستمرون في الاعتصام، وسيتم التصعيد وفقًا لتطورات الموقف، مشيرًا إلي أن الثورة عادت إلي نقطة الصفر بسبب الاعتداء علي ثوار التحرير، وأن شباب الثورة مستمر في أداء دوره حرصًا علي النجاح الكامل للثورة وتحقيق نتائجها. وفي الغربية نظم العشرات من حركة 6 إبريل وائتلاف شباب الثورة بالمحلة الكبري وقفة احتجاجية، انطلقت من ميدان الشون واستمرت حتي ميدان البندر تضامنًا مع أحداث ميدان التحرير واحتجاجًا علي ما يحدث ضد المتظاهرين وأهالي المصابين. وفي أسوان قام العشرات من النشطاء والمنتمين لحركة كفاية و6 إبريل وائتلاف شباب الثورة وائتلاف قوي الثورة وحزب الجبهة الديمقراطية وبعض القوي السياسية بتنظيم مسيرة استنكارية بدأت من مكان تجمعهم بميدان الشهداء (المحطة سابقًا) لتجوب شارع الكورنيش وعباس فريد وبعض الأحياء الشعبية داخل مدينة أسوان.