اهتمت جميع الصحف العالمية بالأحداث التي شهدها ميدان التحرير من قيام رجال الأمن المصري بفض اعتصام المتظاهرين في التحرير بالقوة وما تبعه من أحداث عنف بين المتظاهرين ورجال الشرطة استمرت حتي صباح اليوم التالي وخروج المئات في العديد من محافظات مصر. أشارت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية إلي أن مشهد الاشتباكات بين المتظاهرين وبين شرطة مكافحة الشغب، الذي أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات، يعيد إلي الأذهان الصورة نفسها التي كانت عليها الأوضاع خلال 18 يوماً هي عمر الثورة المصرية التي أجبرت مبارك علي الرحيل. بل عاد المتظاهرون أمس إلي الهتاف الأشهر في الأيام الأولي للثورة في ميدان التحرير مرة أخري «الشعب يريد إسقاط النظام». وتري ديلي تليجراف أن مشاهد العنف التي عادت مرة أخري إلي ميدان التحرير تثير المخاوف من حدوث اضطرابات قبيل أيام من موعد إجراء انتخابات برلمانية هي الأولي في مصر عقب سقوط مبارك. فيما قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن الاحتجاجات التي يشهدها ميدان التحرير تشكل مخاطر لجميع الأطراف وقد تكون الأهم منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك. وأشارت الصحيفة إلي أن هذه الاحتجاجات سوف تعطي طابعاً آخر للثورة، كما أنه سوف يظهر منها القوة التي ستقوم بصياغة الدستور الجديد للبلاد. كما استبعدت الصحيفة تورط الإسلاميين في الاشتباكات مشيرة إلي أن أغلب الموجودين الآن في الميدان ينتمون إلي الأحزاب اليسارية والليبرالية ذات الميول الثورية. أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فأشارت إلي أن اشتباكات ميدان التحرير قد تؤثر علي الانتخابات البرلمانية وقالت: إن موقف المجلس العسكري غامض لدرجة اشعلت الموقف. وأكدت أن المجلس العسكري هو المستفيد الأول من هذه الأحداث من أجل خلق فوضي عارمة تؤدي إلي تأجيل الانتخابات وأوضحت أن الجيش لن يترك السلطة بسهولة ولن يتنازل عنها بمجرد انتخابات البرلمان كما أنه لن يتراجع عن حقه في وضع إجراءات أو فرض قواعد جديدة لعملية الصياغة. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلي أن عبارة الأيدي الخفية تشكل جزءاً من الخطاب السياسي في مصر علي الرغم من مرور أكثر من 50 عاماً علي استخدامها والحكومات المصرية تستخدم هذه العبارة كبعبع لتخويف المصريين أو تهدئتهم وهو ما يصلح في بلد تنتشر فيه الشائعات بسرعة رهيبة. وأوضحت الصحيفة أن المقصود بالأيدي الخفية شيئان إما الغرب أو الموساد كما أنها تعني مؤامرات أجنبية أو محلية هدفها ضرب الاستقرار وبالتالي يتم تشويه سمعة الساخطين علي أحوال البلد حتي يفقد ثقة الشعب فيهم. في الوقت نفسه حذرت الصحيفة من هروب المسيحيين إلي الخارج ومن تكرار سيناريو رحيل الجالية اليهودية من مصر والتي كانت من أغني الطوائف اليهودية في منطقة البحر المتوسط وقالت الصحيفة: إن مصر ستخسر كثيراً إذا رحل عنها المسيحيون.