رسوب قائمة الإخوان .. ونجاح مرشحي المجلس السابق بنسبة %100 .. ونسبة التصويت %52 والصحفيون فضلوا الخطاب الاقتصادي علي السياسي .. والغلبة للمؤسسات القوم

شهدت نتائج انتخابات نقابة الصحفيين أمس الأول مفاجآت لعدد كبير من الجمعية العمومية رغم أنها كانت شبه مقروءة للمدققين والعارفين بخفايا وتوجهات التصويت ، كان أهمها ضعف المشاركة حيث صوت 3101 من إجمالي 5 آلاف و918 وهي نسبة مشاركة لم تتجاوز 52.3% الأمر الذي لا يتناسب مطلقاً مع مناخ الحرية والتغيير الذي تشهده مصر خاصة في أوساط النخبة التي تقود الرأي العام، وعكس ضعفًا في القدرة علي الحشد من قبل عدد كبير من المرشحين فبقسمة إجمالي المصوتين علي عدد المرشحين البالغ 107 مرشحين منهم 5 علي موقع النقيب و102 تنافسوا علي 12 مقعداً يكون متوسط قدرة المرشح علي الحشد 28.9 ناخب.
وعكس فوز ممدوح الولي نائب رئيس تحرير الأهرام والخبير الاقتصادي بموقع النقيب ، باجمالي 1646 صوتاً في مقابل 1369 ليحيي قلاش منافسه القوي وسكرتير عام نقابة الصحفيين الأسبق انحياز شباب الصحفيين والقطاع الأكبر من أعضاء الجمعية العمومية للخطاب الاقتصادي والبرنامج الذي يرتقي بموارد النقابة ودخول الصحفيين وتجاهل الخطاب السياسي الذي تبناه قلاش، خاصة أن المشتركات كانت حاضرة لدي الاثنين مثل تعديل تشريعات النقابة أن كانت لغة الولي هادئة، حيث تعهد بتعديل التشريعات عبر خلق علاقة متوازنة مع البرلمان والحكومة فيما استخدم قلاش مصطلحات ثورية مثل انتزاع الحقوق، فكانت الغلبة للخطاب الاقتصادي علي حساب السياسي، كما حدث في الانتخابات الماضية إضافة إلي انحياز قطاع من الصحفيين إلي صاحب الإنتاج المهني فكان الولي نظراً لمواظبته علي نشر التحليلات الاقتصادية المتميزة بشكل متواصل، فيما كان قلاش أكثر انشغالاً بالشأن النقابي والتدخل لإنهاء مشكلات زملاء وعقد لقاء الأربعاء لمناقشة القضايا النقابية فأخل بمعادلة العمل النقابي والتواجد علي صفحات الصحف رغم قيادته لتحرير مكتب صحيفة عربية كبري وتاريخه المهني المتميز.
عامل آخر أدي لحسم المعركة بفارق ضئيل لم يتجاوز 200 صوت متعلق بالمؤسسة فبتساوي نسبة كل من الولي وقلاش في مؤسسته فإن المعادلة تصب لصالح الولي فبفرض حصول كل منهما علي نسبة 75% من مؤسسته فإن تلك النسبة تعكس فارق قرابة 300 صوت لامتلاك الأهرام لكتلة تصويتية تقترب من ضعف أصوات كتلة مؤسسة دار التحرير التي ينتمي إليها قلاش .
إلي جانب ذلك تحرك الولي علي اصوات التيار الإسلامي كجزء من اصوات الجمعية العمومية نافياً أي علاقة له بجماعة الإخوان، متحدياً أن يأتي له أي زميل بأدبيات أو كتابات أو مشاركة في فاعليات تعكس انحيازة للاخوان، فيما كان اليسار يعاني شرخًا خاصًا برغبة ضياء رشوان المرشح السابق للتيار في المنافسة في الانتخابات الأخيرة واضطراره للتراجع خشية تفتيت كتلتهم التصويتية.
وقال الولي عقب إعلان النتيجة تحيا وحدة الصحفيين نقابة لكل الصحفيين ونقيب لكل الصحفيين دون انحياز لأي تيار.
وعكست نتائج انتخابات مجلس النقابة مؤشرات عدة بفوز أعضاء المجلس السابقين بنسبة 100% حيث جددت الجمعية العمومية ثقتها في أعضاء المجلس السابق الستة الذين خاضوا المنافسة وهم محمد عبدالقدوس وحاتم زكريا وعبير سعدي وجمال عبدالرحيم وجمال فهمي وهاني عمارة ، الأمر الذي يعكس تمسك الجمعية بالخبرة إلي جانب الدفع بالدماء الجديدة، إلي جانب ضعف الاحتكاك بالجمعية العمومية لعدد كبير من المرشحين بالجمعية العمومية، خاصة أن الفائزين علي الستة مقاعد التي أخلاها أعضاء المجلس السابقين اغلبهم ممن سبق لهم خوض المنافسة الانتخابية في دورة 2007 وهم أسامة داود الذي خسر في الانتخابات السابقة بفارق ضئيل جدا وواصل الاعداد للانتخابات الأخيرة، وكارم محمود عضو مجلس النقابة الأسبق، وهشام يونس وخالد ميري المرشحان اللذان لم يوفقا في انتخابات 2007.
كما عكست النتائج التصويت المؤسسي حيث فاز من الأهرام نقيب الصحفيين ممدوح الولي وعلاء العطار وهاني عمارة وهشام يونس ومن الاخبار حاتم زكريا و محمد عبدالقدوس وعبير سعدي وخالد ميري ومن الجمهورية جمال عبد الرحيم وإبراهيم ابو كيلة فيما فشلت الصحف الخاصة في الدفع بمرشحيها بينما كان النجاح بعد الصحف القومية من نصيب مرشحين من الصحف الحزبية حيث فاز اسامة داود من العربي الناصري وكارم محمود من جريدة الشعب المتوقفة.
أبرز المفاجأت هو السقوط المدوي لقائمة جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت تضم خمسة من الزملاء اعلن ترشيحهم باسم الجماعة بمباركة من مكتب الإرشاد مما اثار استنفار الجمعية العمومية وبذلك لا يوجد في مجلس النقابة من الاخوان سوي محمد عبدالقدوس الذي لم ترشحه الجماعة علي قائمتها فيما انتخبته الجمعية العمومية لعلاقاته واعتداله مع جميع التيارات وليس لتوجهه السياسي.
وعن اسباب فشل الاخوان في انتخابات النقابة قال عبد القدوس ل«روزاليوسف»: يرجع فشل الاخوان لكون المرشحين غير مشهورين في اوساط الرأي العام والصحفيين والثاني لنزولهم في قائمة باسم جماعة الاخوان ولذلك رفضت ان يوضع اسمي في هذه القائمة لاني سأحصل علي اصوات الاسلاميين واصوات الاقباط واليسار وكل التيارات لعملي بلجنة الحريات مدافعاً عن حقوق الجميع مهما كان التوجه السياسي للزميل، مضيفاً ومنحت الزميلة حنان فكري وهي مسيحية صوتي وسأواصل عقد صالون المواطنة بالتعاون مع جريدة وطني. واستطرد عبدالقدوس الحقيقة أن ممدوح الولي ليس اخوانيا بل زميل صحفي توجهاته اسلامية غير مرتبط تنظيمياً بجماعة الاخوان فقط كان عضوا بالجماعة الإسلامية عندما كان طالبا بالجامعة وهو معتدل ومنفتح علي جميع التيارات ولديه فكر اقتصادي خاطب به الجمعية العمومية في الوقت الذي استخدم فية الزميل يحيي قلاش الخطاب السياسي، واضاف عبد القدوس: رفضت رئاسة تحرير صحف حزبية حتي لا يكون رئيس لجنة الحريات رئيس تحرير صحيفة حزبية.
وتأتي عبير سعدي في المرتبة الأولي من حيث عدد الأصوات بحصولها علي 1659 صوتاً ، فيما جاء عبدالقدوس في المرتبة الثانية ب1365 صوتاً، وفي المرتبة الأولي لمرشحي فوق السن بعد تراجعه للمركز الخامس في انتخابات 2007 بعد الهجوم الحاد عليه لتكثيفه المظاهرات علي سلم النقابة وعن هذا يقول الهجوم الذي حدث ضد حاتم زكريا هذه الدورة هو نفس ما حدث معي من قبل رغم كفاءة زكريا في ادارة النقابة فقد حصل علي المركز الخامس.
ووفقاً لترتيب الأصوات فقد حصل فوق السن محمد عبدالقدوس علي 1365 وكارم محمود علي 1124 وجمال عبد الرحيم 1008 وعلاء العطار798 وحاتم زكريا 786 وإبراهيم ابوكيلة 663 وتحت السن عبير سعدي 1659 وأسامة داود 872 وجمال فهمي784 وخالد ميري 773 وهاني عمارة 681 وهشام يونس 665 صوتاً وبذلك يكون بالمجلس تفاوت كبير في عدد الأصوات لدرجة حصول عضو علي ثلاثة اضعاف زميل له.