فيما يعد نهاية لأطول عملية انفصال سياسى، وقع رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل، على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «بريكست». وأشاد جونسون بما وصفه ب«فصل جديد» فى تاريخ بلاده قبل بدء بريطانيا العملية الرسمية للخروج يوم 31 يناير معتبرًا أنها «لحظة رائعة». وقال جونسون على تويتر إن «الاتفاق يحترم التفويض الديمقراطى للشعب البريطاني» الذى صوت لصالح بريكست بأغلبية 52% فى استفتاء عام 2016. وكتب يقول: إن «هذا التوقيع يدشن فصلًا جديدًا فى تاريخ بلادنا». ويسمح الاتفاق لبريطانيا بإسدال الستار على عضويتها التى استمرت لعقود فى الاتحاد الأوروبى اعتبارًا من نهاية يناير الجارى والانفصال عن أقرب جيرانها وشركائها التجاريين بعد عدة سنوات من الخلافات الداخلية والتأخير. وفى بيان لداوننج ستريت حيث مقر الحكومة، قال جونسون: إن «توقيع اتفاق الانسحاب هو لحظة رائعة، تحقق فى النهاية نتيجة استفتاء 2016 ويضع نهاية لسنوات عديدة للغاية من الجدال والانقسام». وفى أول تبعات التوقيع، ذكرت صحيفة التايمز أمس, إن جونسون، يفكر فى استخدام التهديد بفرض رسوم جمركية عالية لزيادة الضغط على الاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدة لإبرام اتفاقيات تجارية مع بريطانيا. وأضافت الصحيفة, أن جونسون وحكومته ناقشا استخدام التعريفات الجمركية «كوسيلة ضغط» فى محاولة للتعجيل بالمحادثات التجارية خلال اجتماع هذا الأسبوع قد يسفر عن فرض ضرائب تبلغ 30 % على بعض أنواع الجبن الفرنسى و10% على السيارات الألمانية. فيما بحث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع رئيس الوزراء البريطانى هاتفيًا: «العمل معًا لضمان أمن شبكات الاتصالات فى البلدين»، حسبما قال البيت الأبيض فى بيان يوم الجمعة. ونقلت وكالة (بلومبرج) للأنباء عن البيان قوله: إن الجانبين تحدثا عن عدد من «القضايا المهمة الإقليمية والثنائية». ويضع جونسون نصب عينيه كل من الولاياتالمتحدةواليابان من أجل شراكة تجارية بينهما بعد البريكست. ونقلت صحيفة ديلى ميل عن وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوشين أن البيت الأبيض يرغب فى عقد صفقة تجارية مع بريطانيا هذا العام فى أعقاب خروجها من الاتحاد الأوروبى فيما يعد دفعة قوية لبوريس جونسون. وأكد الوزير الأمريكى خلال كلمته فى منتدى دايفوس بسويسرا أن بلاده تتطلع لإنجاز الاتفاق هذا العام، واصفًا بريطانيا بالحليف الأول لبلاده. وأضافت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تأمل فى عقد صفقة تجارية سريعة مع اليابان لتدعيم خروج بريطانيا من القارة البيضاء. وتم نقل الاتفاق من بروكسل إلى لندن بعد توقيع فون دير لاين وميشيل عليه. وغردت فون دير لاين على موقع تويتر: «قمت أنا و شارل ميشيل بالتوقيع توًا على اتفاق انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ما يمهد الطريق أمام البرلمان الأوروبى للتصديق عليه». ويصوت البرلمان الأوروبى بشكل نهائى على الاتفاق خلال جلسته العامة المقررة يوم الأربعاء المقبل. ويتطلب إتمام الاتفاق كخطوة أخيرة الحصول على الموافقة الرسمية لباقى الدول الأعضاء ال 27 فى الاتحاد الأوروبي. وبموجب اتفاق الانسحاب، تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبى بحلول منتصف الليل بتوقيت جرينتش فى 31 يناير. ثم تبدأ فترة انتقالية تستمر حتى 31 ديسمبر2020 على الأقل، وهو ما يتيح للجانبين وقتًا للتفاوض بشأن علاقتهما المستقبلية. وقال رئيس المجلس الأوروبي: «ستتغير الأمور حتمًا، لكن صداقتنا ستبقى. نبدأ فصلًا جديدًا كشركاء وحلفاء». ووافق البرلمان البريطانى بالفعل على اتفاق خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي.