عدت من رحلة من "الولاياتالمتحدةالأمريكية" حيث شملت زيارتي هذه المرة ولاية "أطلانطا" لأغراض صحية، وأيضاً لقضاء فترة مع أصدقاء مصريين مقيمين في هذه الولاية، إمتدت شهرتهم العلمية والفنية والإدارية، لكي تقترب من العالمية، وهذا من دواعي فخري بكل أصدقائي هناك. كما أنني قضيت يومين في ولاية "كاليفورنيا"، حيث أتمتع بزيارة "لاس فيجاس"، ليس فقط لما تقدمه لزائريها من وسائل الترفيه من عروض مسرحية تبدأ من "الدراما والتراجيدي الكلاسيك" حتي "الماجيك شو"، مروراً بالعروض الاستعراضية لأشهر الفنانين ليس فقط الأمريكين بل والعالميين, حيث تعتبر "لاس فيجاس"، هي المسرح المعتمد للفن كي تقدمه للعالم أجمع - فمن قاعات العرض المحلية هناك, تصبح العروض ذات صفة عالمية , ولكن يعود إعجابي بهذه المدينة "لاس فيجاس" لتشابه الطبيعة مع كثير من أرجاء مصر, وعلي سبيل الخصوص المناطق الصحراوية مثل (واحات مصر الغربية)، والتي تحدثت عنها يوم (3 أكتوبر الماضي) في نفس الكان وبمناسبة العيد القومي للوادي الجديد. وأيضاً تشابه الطبيعة في وسط سيناء مع طبيعة "نيفادا ولاس فيجاس"، بل يتعدي جمال ومناخ "وسط سيناء" وعذوبته عن مناخ وطبيعة تلك البلاد هناك!!. ومع ذلك استطاع الفكر الإنساني، والإبداع، والإرادة، أن تحول هذه الصحراء الجرداء إلي أعظم أماكن في العالم علي الإطلاق! بل إن اقتصاد هذه المدينة ضمن مدن كثيرة في ولاية "كاليفورنيا"، يتعدي موازانات عشر دول عربية جمعاء!!. والغريب في الأمر , أن الإبداع في شتي مجالات الحياة في "لاس فيجاس"، فمن العمران وشق الصحراء بطرق كالشرايين تجري في أوصالها , جعلت من المصممين ينقلوا إلي هذه المدينة حضارات العالم جميعها، فمن الحضارة الفرعونية نجد فندقاً ومنتجعاً وكازينو (الأقصر)، والهرم مشيداً في واجهته ومنتصفه ويحتوي بداخله علي أكبر الفنادق والمسارح وأيضاً الكافيهات والمطاعم والأسواق، داخل جسم الهرم ولم ينسوا أن يضعوا أمام الهرم مجسم (لأبي الهول)، وبداخل الهرم، تماثيل أربع (لرمسيس وزوجته)، أسوة بما هو موجود في معبد (أبي سنبل)، بنفس الضخامة وإن كانت مفتقدة الروح (للتقليد) إلا أن التعبير والرسالة وصلت!! وأيضاً حضارة الإغريق والرومان، ففندق (القيصر)، وتلك السماوات الصناعية والتماثيل الرائعة "لمايكل أنجلو، ورفائيل، وليوناردو دافنشي" كلها مقلدة، واختيرت أماكن غرسها وسط الناس ووسط الحياة. ولم يقتصر الإبداع علي استجلاب أفكار الحضارات السابقة، بل هناك (برج إيفل), شامخاً بجانب أقدم الفنادق وهو (الفلامنيجو) الذي بدأت به الحياة في هذا الشارع العظيم القاسم للمدينة، والتي يزداد فيها الأعداد الزائرة، ما بين قادمين للمؤتمرات، أو للسياحة, حتي للعلاج , ولكن الأهم من كل ذلك، بأن "لاس فيجاس" أصبحت خلال خمسين عاماً فقط أو أقل هي مقصد ومطمح للزيارة من غالبية سكان العالم وبدأت الفكرة، بإنشاء فندق علي يد مقامر ومغامر من المافيا الإيطالية المهاجرة في (نيويورك) و(شيكاجو) انتهت بقتله، في نفس الفندق الذي أنشأه بالشارع الذي وضع لبناته، والمطار الذي أصبح اليوم من أعظم المطارات في العالم، كان حلماً، وبالأحلام تُبني الأمم وتزدهر، ولكن لتحقيق الحلم نحتاج لإرادة، وإدارة وأيضاً دولة قانون تحمي ولا تهدر أصولها ورجالها ومفكريها!!