أكد القيادي الدرزي المعارض جبر الشوفي عضو أمانة دمشق للتغيير الديمقراطي وعضو المجلس الوطني ل«روزاليوسف» أن الوضع في سوريا معقد بشكل كبير بعد إصرار النظام علي الخيار الأمني وابتعاده عن الحوار، واصفًا الأسد بالذئب الجريح الذي فقد أعصابه ليقتل يمينًا ويسارًا دون رادع، مشددًا علي أن تركيا تريد التدخل بشكل حازم ضد النظام السوري ولكنها تحتاج إلي غطاء أوروبي ودولي لذلك وإلي نص الحوار كيف تري الأوضاع بعد مرور 7 أشهر من القتل والقمع؟ أصبح الوضع السوري معقدًا جدًا الآن بعد أن اختار الخيار الأمني واعتبره خيارًا وحيدًا ليقتل به شعبه وهذا ما جعله يصر علي البقاء وأصبح الشعب السوري ليس لديه سوي أن يطالبه بترك السلطة والرحيل. وما تقييمك لموقف الجيش السوري؟ الجيش السوري جسد كبير تسيطر علي رأسه قيادات علوية، ولكن باقي الجسد وطني ومع الشعب، ولذلك فإنه يجب أن يختار بين قتل شعبه أو أن يختار الوطن ويحمي البلاد والسلطة السياسية المنتخبة من الشعب وليس التي تقتله. وماذا عن الانشقاقات؟ ما زالت قيادات الجيش السوري مرتبطة بالعقلية الأمنية التي تريد البلاد وتبذل جميع جهودها لحماية النظام خوفًا من الأمن الذي يراقبها، وكلما زاد في رقابته علي الجيش زاد القمع ولذلك فإن الانشقاقات ضعيفة. وهل يعني ذلك عدم إمكانية حدوث انقلاب داخل الجيش؟ الجيش مراقب بشدة ولا يسمح لقياداته بالتحرك لإحداث انقلاب ونحن نتمني أن يحدث ذلك. باعتبارك قيادة درزية هناك اتهامات موجهة إلي الدروز بأنهم موالون للنظام ما مدي صدق هذه الاتهامات؟ يجب أن نفهم لعبة النظام تجاه الأقليات، فهو يحاول بشكل مستمر أن يظهر للطائفة العلوية أنه يدافع عن حقوقها وأنه حال سقوطه سيتم الانتقام منها وهذا غير حقيقي علي الإطلاق فالعلوية علي خلاف ما يدعي النظام ليسوا طائفتة واستطيع أن أقول إنه لا يحظي سوي بتأييد20% منها. بعيدًا عن الطائفية ما ردك علي الاتهامات الموجهة للدروز؟ الدروز جزء من المجتمع السوري وهم أصحاب مهن وأعمال متعددة ويرفضون قمع النظام وقدموا الكثير من الشباب الذين تعرضوا إلي القتل والاعتقال، ولكن تخويف النظام للطوائف من التغيير جعل البعض منهم يبيع ضميره لبعض وجهاء الطائفة والذي يحاول أن يلمع صورته بهم ولكن غالبية الدروز يجمعون علي إسقاط النظام. كيف تري الموقف الدولي تجاه ما يحدث في سوريا؟ المواقف الدولية دائمًا ما تكون غير حازمة ومتذبذبة، والوضع السوري يحتاج إلي سرعة المجتمع الدولي لإيقاف هذا النزيف في الدماء ويتوافق مع النبض الشعبي السوري ولذلك يجب علي المجتمع الدولي أن يتخذ مواقف تتوازن مع طموحات الشعوب الثائرة وعلي رأسها السوريون لحسم صراعه مع النظام بعيدًا عن تجاذب المصالح التي دائمًا ما يضعها في حسبانه عند اتخاذ مواقف جادة تجاه ثورات الشعوب. وكيف تري المواقف الإيرانية التي ترتفع وتنخفض وفقًا لمصالحها؟ ليس مفاجئًا مواقف الإيرانيين فهم في حالة تحالف مع النظام السوري الذي يعد امتدادًا طبيعيا لهم ويمثل جسرًا يربط إيران بسوريا عبر العراق ثم لبنان ممثلة في حزب الله ويحاول به أن يهدد الاتراك خاصة في مناطق التماس مع الأكراد الذين يعتبرهم الأتراك خطرًا أحمر لا يجب الاقتراب منه. هل تعني أن إيران من الممكن أن تتخذ أي مواقف لحماية النظام السوري ومنها مثلاً شن حرب صغيرة في المنطقة عن طريق حزب الله؟ إن فقد النظام السوري يضعف بدون شك وضع الإيرانيين في المنطقة، ولكن لا أعتقد أنهم بالغباء الذي يجعلهم يجرون المنطقة إلي حرب من أجل نظام يتهاوي. وماذا عن الموقف التركي؟ لا يمكن أن نفرض علي الأتراك كيف يديرون سياستهم وقرارات تركيا منذ بداية الأزمة تؤكد ما دعمها للثورة ولكن الأتراك دائمًا يضعون التجاذبات داخل المنطقة والموقف الدولي في اعتبارهم عند اتخاذ مواقف وأتصور أن تركيا تحتاج إلي غطاء دولي وأوروبي تحديدًا لتكون مواقفها أكثر حسمًا. وجامعة الدول العربية؟ الجامعة مازالت مواقفها سلبية وضعيفة ودائمًا العرب ما يتخذون مواقف بعد أن يأخذ غيرهم مواقف ولكن علي الرغم من ذلك هناك مواقف ايجابية من جانب بعض الدول العربية والخليجية تحديدًا ونتمني المزيد من هذه المواقف. وكيف تري موقف الشعوب العربية؟ الموقف الشعبي العربي متجاوب مع الشعب السوري. في النهاية كيف تري سوريا بعد الأسد؟ دولة وطنية مدنية ديمقراطية متعددة بها تداول للسلطة من خلال صناديق الاقتراع، والشعب هو صاحب الشرعية الحقيقة التي يرفض بها استبداد طائفية أو أقلية بالحكم أو العكس. وماذا عن الموقف المصري الرسمي والشعبي؟ المصريون رحبوا بوجود المجلس الوطني السوري وهناك 40 حزبًا وحركة سياسية اعترفت بالمجلس ونحن سعداء بذلك ونتمني أن يسير المجلس العسكري والحكومة في هذا الاتحاه، فمصر هي الشقيقة الكبري ونتمني أن تدعمنا حكومة وشعبًا.