أكد محمد سرميني عضو المجلس الوطني السوري ل«روزاليوسف» أن المجلس يسعي إلي جمع جميع أطياف المعارضة السورية تحت شعار واحد وهو اسقاط الأسد، مشددا علي أن هناك قائمة ب100 شخصية أمنية سورية من الضباط والأمن متورطون فعلياً في عمليات القتل، واعتبر أن نجاح الثورة المصرية يعود إلي نزاهة الجيش المصري ودعمه للحراك الشعبي في ثورة 25 يناير وأن ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة يكرر نفس ما فعله والده وعمه عند اقتحام حماة عام 1982، بقوات سرايا الدفاع وأن هناك شخصيات سورية كبيرة يتواصل معها المجلس الوطني السوري وننتظر الوقت المناسب للانشقاق علي النظام رغم حملته الوحشية علي المدنيين السوريين وإلي نص الحوار: بداية كيف تري الأوضاع في سوريا الآن؟ الأمور تسير إلي غير صالح النظام ومن المؤكد أنه يشعر بأنه إلي زوال وذلك بعد استخدامه جميع وسائل القمع والقتل للحفاظ علي بقائه وهو ما فشل فيه واثبت الشارع السوري أنه اقوي من أي قمع وقتل الذي بلغ متوسطه اليومي بين 25 و30 شهيداً علي حسب العدد من الناشطين السوريين. وكيف تتم عمليات التصفية للناشطين؟ تتم عمليات القتل بشكل منهجي من قبل قوات الأمن والشبيحة، فالبداية مع قتل الصف الأول من الناشطين واعتقالهم في المظاهرات ثم اقتحام المنازل واعتقال وتعذيب الصف الثاني ثم تعذيب كل من يتصل بالناشطين وإرهابهم لإبعادهم عن المشاركة في المظاهرات. كيف تقيم الجيش السوري واشتراكه في عمليات القتل؟ سوريا دولة أمنية والجيش خاضع للمؤسسة الأمنية وهذا سبب مباشر لضعفه وعدم قدرة قيادات عليا به علي القيام بانقلاب ضد الأسد والفرقة الرابعة، بالإضافة إلي القمع الشديد داخل الجيش فهناك 15 جهازاً أمنياً تسيطر علي الأوضاع في سوريا، جزء منها موزع داخل قطاعات الجيش وهو ما يجعل الأمن متداخلاً مع المؤسسة العسكرية. وما سبب هذا الاستسلام من القيادات؟ الأسباب كثيرة علي رأسها حرص العديد من القيادات بالجيش علي أن يكون في الصف الأول دائماً وعدم تخليه عن امتيازات أسرة الأسد، بالإضافة إلي أن هناك العديد منهم أعضاء في الأجهزة الأمنية والبعض الآخر يخشي علي حياته وأسرته في حال انشقاقه والمصالح الاقتصادية التي يتمتع بها العديد من قيادات الجيش خاصة أن معظمهم من الطائفة العلوية. هل تعني أنه لا توجد شخصيات نزيهة وشريفة داخل الجيش السوري؟ يوجد العديد من الشخصيات الشريفة والنزيهة في الجيش وهذا ما يؤكده حدوث انشقاقات وانقسامات تجاوز عددهم 10 آلاف مجند وصف ضابط حتي عميد ولكن الأسد ظل يجهز قيادات خاضعة له لأسرته منذ 40 عاماً وكانت أولي شهادات الولاء لهذه القيادات عند اقتحام حماة عام 1982م بفرقة سرايا الدفاع التي أسسها بشار علي غرارها الفرقة الرابعة بقيادة أخيه ماهر الأسد. وهل تتوقع حالة مشابهة لموقف الجيش المصري من ثورة 25 يناير في مصر؟ الحالة المصرية نجحت لنزاهة الجيش المصري ودعمه للحراك الشعبي، أما في سوريا فالوضع مختلف لأن قياداته علويون كما سبق أن ذكرت وتم تأسيس عقيدتهم العسكرية علي حماية نظام الأسد. هل يعني ذلك عدم إمكانته حدوث انقلاب؟ ما يحدث هو انشقاقات كثيرة ومتنوعة في جميع أفرع الجيش تؤدي إلي انهياره، وبالتالي سقوط النظام لأن الانقلاب في الجيش ليس بالأمر السهل. وكيف ذلك؟ أي جندي أو ضابط يريد الانشقاق عن الجيش يقوم بتأمين حياته وأسرته ثم يعلن الانشقاق وذلك لقوة السلطة الأمنية داخل الجيش، بالإضافة إلي عدم وجود منطقة آمنة يستطيع منها الجنود المنشقون الدفاع عن أنفسهم. نتحدث كثيرًا عن الجيش ألا يمكن أن يحدث انشقاق داخل النظام السياسي السوري نفسه؟ هذا الأمر ممكن بشكل كبير وهناك الكثير من الشخصيات في الصفينف الأول والثاني بالدولة مستعدة للانشقاق عن النظام لكنها تنتظر الظروف المناسبة. وما هذه الظروف؟ التنسيق مع القوي الوطنية السياسية داخليا وخارجيا، بالإضافة إلي توفير الحماية لها كما حدث في حالة المحامي العام لمدينة حماة عدنان بكور، وهذا ما سيصيب النظام بالجنون ويعجل بانهياره من خلال تفكيك مؤسسته السياسية والعسكرية. ما دور المجلس الوطني السوري في هذا الأمر؟ المجلس يقوم علي توحيد قوي المعارضة، بالإضافة إلي توفير الظروف المناسبة لزيادة الانشقاقات في جسد النظام ولديه رسالة واضحة لجميع الشخصيات السورية للتواصل معها من أجل تحقيق هدف واحد هو اسقاط النظام. هل وصلتكم أي رسائل من شخصيات بالداخل السوري؟ هناك العديد من الشخصيات التي تبحث عن فرصة للخروج من مأزق هذا النظام الذي أمعن في القتل بكل شراسة، ونحن كمجلس وطني نوفر جميع الوسائل المناسبة للتواصل مع هذه الشخصيات. كيف تقيم موقف جامعة الدول العربية في الأزمة السورية؟ - موقف الجامعة دون المستوي ولا بد من موقف حقيقي يتمثل في تجميد عضوية النظام السوري واعطاء مقعد سوريا للمعارضة والعمل علي ايقاف عمليات القتل المستمرة ودعم المعارضة السورية بجميع الوسائل. ما رأي المجلس في المبادرة العربية؟ المبادرة مرفوضة من قبل الشعب والمجلس ولا يمكن أن ضع أيدينا في يد نظام مجرم يقتل الشعب ويجب علي الجامعة أن تتوافق مع مطالب الشعب وهي اسقاط النظام. ما تقييمك للموقف التركي والإيراني؟ النظام التركي صادق مع نفسه وشعبه منذ بداية الأزمة في سوريا، ولكن يجب علي الاتراك الانتقال من مرحلة الأقوال إلي مرحلة الأفعال، وكان من المفترض أن يكون الموقف العربي متقدماً علي الموقف التركي الداعم للثورة منذ البداية. أما عن إيران فهي حليف استراتيجي للنظام السوري ولكن يجب عليها أن تعيد النظر في هذه العلاقات وتدرك أن من مصالحها الوقوف بجانب الشعب السوري وليس النظام القاتل. كيف تري سوريا بعد الأسد؟ مستقبل مشرق ودولة مؤسسات تنتشر بها الديمقراطية وسيادة القانون وستقدم نموذجاً جديداً للعالم في الديمقراطية المتعددة الطوائف والعرقيات. ماذا عن العلاقات مع مصر؟ ستكون علاقات مميزة تصلح ما أفسده النظامان المصري والسوري السابقان بعد بزوغ فجر الحرية في سوريا الجديدة.