أكد د. باسل الكويفي المعارض السوري وعضو هيئة التدريس بجامعة دمشق سابقاً وعضو مجلس الإدارة التجارية بريف دمشق سابقاً ل«روزاليوسف» أن الاقتصاد السوري منهار بعد عمليات القتل المستمرة التي يقوم بها الأمن والجيش وأن الوضع الاقتصادي متردٍ والدولة تكاد تكون عاجزة عن دفع الرواتب. مشدداً علي أن جميع الاحتمالات واردة والنظام السوري قادر علي اللعب في الساحة العربية وبهذا القتل والتدمير يجر المنطقة لتدخل غربي تستفيد منه إسرائيل، وهو ما يجعل سقوطه أمراً معقداً وضريبة نجاح الثورة الآلاف من الضحايا الشهداء والجرحي والمهجرين. بداية ما تقييمك للأوضاع في سوريا الآن بعد 6 شهور من القتل والاعتقال؟ الوضع بالداخل السوري مفزع ولم يكن أحد يتصور ما يحدث الآن في سوريا فبعد 40 عاماً من القمع ومصادرة الحريات ومنع المعارضة ورجال الأعمال من العمل في الساحة السياسية والاقتصادية ولكن ربيع الثورات العربية وعلي الأخص ثورة 25 يناير في مصر كانت ملهمة للسوريين وجعلتهم ينتفضون ضد هذا النظام القمعي المغتصب لحقوق شعب سوريا. هل النظام السوري طائفي؟ نعم طائفي ويحكم باسم الطائفة ولكن المستفيد من النظام داخل الطائفة العلوية قلة منهم وهو يحاول أن يعطي إحساساً لدي العلويين والأقليات الأخري في المجتمع السوري بأنه حال سقوطه سوف يقضي عليهم وهذا غير صحيح فالعلويون جزء من الوطن السوري. كيف تري التعامل الأمني العنيف مع الثورة السورية؟ الوضع الحالي سيؤدي إلي المزيد من الشهداء والجرحي والمصابين في ظل الامكانات الهائلة التي يمتلكها النظام الذي يستخدم القوة المفرطة دون رادع والشعب السوري يذبح ويقتل ولا يعبأ بذلك أحد ولذلك فإنه يجب أن تحدث مساندة حقيقية للثورة من قبل المجتمع الدولي وعلي الأخص الدول العربية. ومن الذي يقتل في سوريا العصابات المسلحة أم الجيش؟ عصابات مسلحة تابعون للنظام ويقتلون باسمه وتحت سمع وبصر الأمن والجيش الذي يقتل في سوريا أيضًا بأمر من ماهر الأسد وعصابته التي تحكم بالإرهاب منذ 40 عامًا. هل هناك بوادر لانقلاب في الجيش السوري؟ أعتقد إمكانية حدوث انقلاب داخل الجيش بعد هذه الزيادة في الانشقاقات داخل صفوفه، ونناشد الضباط وصف الضباط والجنود أصحاب الضمائر الحية بالابتعاد عن قتل إخوانهم من الشعب السوري والانخراط في صفوف الثورة. ولماذا لم يحدث ذلك من بداية الثورة؟ لعدة أسباب علي رأسها أن معظم قياداته تابعة للنظام وذات مصالح معه، ثانيًا لأن الأمن يسيطر علي الجيش السوري فداخل كل قطاع عسكري هناك ضابط لأمن السلطة تفوق صلاحياته القائد العسكري للقطاع بالإضافة إلي أن معظم قياداتهم فاسدون ومرتبطون بالنظام. وكيف تصف قصف الجيش السوري للقري والمدن والأحياء السكنية؟ أمر مفزع وكأننا في العراق، الاستعمار لم يفعل ذلك إبان احتلالهم سوريا القرن الماضي. وهل تتوقع سقوط النظام قريبًا؟ النظام السوري سقط بالفعل وقطع علي نفسه خط اللا عودة وأنه يجب عليه الرحيل ووقف نزيف الدم السوري. وكيف تري تردي الأوضاع الاقتصادية؟ الوضع الاقتصادي متردٍ والدولة تكاد تكون عاجزة عن دفع الرواتب والحركة التجارية شبه معدومة إلا فيما يخص الاحتياجات الأساسية بدأت تشح وترتفع أسعارها بشكل جنوني ولا يزال النظام السوري يضطهد رجال الأعمال الشرفاء وهذا ما يجعل الوضع الاقصادي غامضًا. ما تقييمك للمواقف الإيرانية الداعمة للنظام السوري؟ إيران تساعد النظام السوري وأن رحيل الأسد يفقد إيران القدرة علي المناورة، ونطالب من إيران إعادة دراسة مواقفها تجاه الشعب السوري حيث إن النظام سيرحل وستبقي مصالح إيران مع الشعب السوري وعندها سيتم التفاوض علي أساس المصالح المشتركة. وما تقييمك للموقف التركي؟ متدرج حتي الآن ولكنه يراعي مصالحه ولذلك لا يتخذ مواقف حاسمة، لدي تركيا مصالح اقتصادية مع سوريا ولكن يتخوف من ضغط الأسد علي حزب العمال الكردستاني للقيام بتحركات تركية وهو ما يجعل موقفها غير واضح حتي الآن، بالإضافة إلي أن الكثير من الأموال المنهوبة ضد الشعب السوري بواسطة أركان النظام وتابعيه يتم استثمارها في تركيا. هناك حديث عن وجود الإخوان والجماعات الإسلامية في التظاهرات السورية؟ الإخوان لهم رصيد في الداخل السوري والتظاهرات كبيرة وتضم جميع أطياف الشعب ونفس الوضع بالنسبة لباقي الإسلاميين وهذا يؤكد عدم حدوث صراع داخلي في سوريا حال نجاح الثورة. ما توقعاتك لمستقبل الثورة في سوريا؟ مشرق يعيش فيه السوريون في حرية ورخاء تحت مظلة التراب السوري الذي يضم كل الأعراق والأديان والطوائف والقوميات. لأن المجتمع السوري عبر التاريخ نسيج واحد يشكل فسيفساء معقدة التشكيل ويصعب تفكيكها قبل النظام.