أكد د.حازم نهار عضو هيئة التنسيق الوطنية بالداخل السوري وأحد قيادات حزب التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا ل «روزاليوسف» أن حديث الأسد عن الإصلاحات حديث فارغ المضمون ويحاول به أن يقدم صكوك غفران للأحزاب السورية في الداخل كمحاولة لتجميل صورته.. واعتبر في حواره مع »روزاليوسف« أن النظام السوري يحكم باسم الطائفة العلوية التي اعتبرها جزءاً من النسيج الوطني السوري وهما لا تدعمه كما يدعي نافيا وجود ما يسمي بالعصابات المسلحة وإنما أفراد مسلحون من النظام يقتلون السوريين وأوضح أن غالبية من قتل من الجيش السوري تمت تصفيته من قبل قوات الأمن لامتناعه عن إطلاق الرصاص علي المتظاهرين السلميين واصفا الموقف التركي بوالمرتبك والإيراني بالقادر علي المناورة من أجل إبقاء الأسد في السلطة وإلي نص الحوار. • بداية ما تقييمك للأوضاع في سوريا الآن بعد 6 شهور من القتل والاعتقال؟ - الوضع بالداخل السوري خطير جداً ولم يكن أحد من المفكرين يتوقع ما حدث ويحدث الآن في سوريا فبعد 40 عاماً من القمع ومصادرة الحريات ومنع المعارضة من العمل في الساحة السياسية ولكن بعدما حدث في مصر في ثورة 25 يناير هو ما جعل السوريين ينتفضون ضد هذا النظام القمعي الجاسم علي صدورهم منذ أكثر من 40 عاما. • وما وضع المعارضة في الداخل السوري خلال تلك الفترة؟ - وضع المعارضة في سوريا إبان حكم الأسد الأب والابن كان مأساويا حيث لم يتواجد في سوريا أي مقر لحزب معارض وجميعها كانت تعمل في السر ولم يسمح خلال نصف قرن بأي صوت منها أن يتحدث عن الأوضاع في البلاد ومن كان يتحدث كان يوضع في السجون وأغلب رموزها تعرضوا للتجريد والاعتقال والحرمان من حقوقهم المدنية حتي أصبحت معارضة ضعيفة لا تفعل شيئاً أو تستطيع أن تفعل شيئاً وللعلم من يعتقل في سوريا في حكم الشهيد حيث لا يوجد أي قضاء يدافع عنه وإنما يكون في حكم الميت. • هل النظام السوري طائفي؟ - سوريا نظامها ليس طائفيا وإنما يحكم باسم الطائفة والمستفيد من النظام داخل الطائفة العلوية قله منها وهو يحاول باستمرار أن يعطي شعوراً لدي العلويين بأنه حال رحيله فسوف يقضي عليهم وهذا غير حقيقي فالعلويون جزء من النسيج الوطني السوري. • كيف تري هذا التعامل الأمني الشديد مع الثورة السورية؟ - الوضع بهذا الشكل سيؤدي إلي المزيد من القتلي والجرحي والمصابين في ظل الإمكانيات الهائلة التي يملكها النظام وقدرته علي الإزعاج والقتل وهذا ما يستلزم ضرورة حدوث توازن قوي بين الشعب والسلطة. • وما شكل هذ التوازن؟ - الشعب السوري يذبح ويقتل ولا يعبأ بذلك أحد ولذلك فإن التوازن يجب أن يحدث بالتفاف حول الثورة. • ومن الذي يقتل في سوريا العصابات المسلحة أم الجيش؟ - بداية لا يوجد في سوريا عصابات مسلحة فهذه أكذوبة يروج لها النظام وإنما هم أفراد مسلحون تابعون للنظام ويقتلون باسمه وتحت سمع وبصر الأمن والجيش. • إذن من يقتل قوات الجيش الذين بلغ عددهم 450 فرداً حسب المرصد السوري؟ - الذي يقتل في سوريا هم أفراد مسلحون تحت سيطرة النظام وأغلبية من قتل من قوات الجيش قتل لرفضهم إطلاق النار علي المتظاهرين. • هل يعني ذلك أن هناك بوادر انقلاب في الجيش السوري؟ - لا أعتقد إمكانية حدوث انقلاب داخل الجيش. • لماذا؟ - لعدة أسباب علي رأسها أن معظم قياداته تابعة للنظام وذات مصالح معه وثانياً لأن الأمن يسيطر علي الجيش السوري فداخل كل قطاع عسكري هناك ضابط لأمن السلطة تفوق صلاحياته القائد العسكري للقطاع بالإضافة إلي أن معظم قياداتهم فاسدون ومرتبطيين بالنظام. • وكيف تصف قصف الجيش السوري للقري والمدن والأحياء السكنية؟ - أمر عجيب وكأننا في إسرائيل وهي من تقصف وليس الجيش وهناك قتلي من الجيش في هذا القصف وكأن آلة القتل لا تتوقف عن القتل. • وهل تتوقع بعد كل هذه المجازر سقوط النظام مع نهاية رمضان علي حسب المعارضة.؟ - حديث التوقعات لا ينفع مع النظام السوري ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بسقوطه ولكنه قطع عليه خط اللاعودة. • حتي مع تردي الأوضاع الاقتصادية؟ - مع أن الوضع الاقتصادي متردي والدولة تكاد تكون عاجزة عن دفع الرواتب إلا أن النظام السوري استطاع أن يكون شبكة من العلاقات مع رجال الأعمال تعطي دفاعات للاستقرار وإن كان لا يزال الوضع الاقتصادي غامضا. • ما تقييمك للمواقف الإيرانية الداعمة للنظام السوري؟ - إيران تساعد النظام السوري وتري أن تغييره ضربة قاصمة لمصالحها في المنطقة خاصة أن وجود سوريا يحدث نوعا من التوازن مع دول المنطقة العربية وأن رحيل الأسد يفقد إيران القدرة علي المناورة في القضايا التي تمس أمنها القوي المباشر. • وما موقف حزب الله وهل من الممكن استخدامه كورقة ضغط سورية ضد إسرائيل؟ - جميع الاحتمالات واردة والنظام السوري قادر علي اللعب في الساحة اللبنانية وقادر علي جر المنطقة لحرب جديدة مع إسرائيل، النظام السوري قادر علي الإزعاج وهو ما يجعل سقوطه أمراً صعباً وضريبة نجاح الثورة باهظة الثمن. • وما تقييمك للموقف التركي؟ - مرتبك حتي الآن ويقوم علي مصالحه بالإضافة إلي قيام سوريا بإصلاحات جوهرية وهو ما لم يقم به الأسد وهذا ما يفاقم في خطورة الموقف ويجعل تركيا غاضبة ولكنها لا تتخذ مواقف حاسمة لأن لديها مصالح اقتصادية معه بالإضافة إلي تخوف تركيا من استخدام النظام السوري لحزب العمال الكدوستاني ضد مصالح الأتراك واستقرارها الداخلي وهو ما يجعل موقفها غير حازم حتي الآن. • هناك حديث عن سيطرة الإخوان والجماعات الإسلامية علي أوضاع التظاهر في سوريا؟ - الإخوان ليس لهم رصيد كبير في الداخل السوري والتظاهرات أوسع وأكبر منهم بكثير ولذلك فهم غير مؤثرين علي التظاهرات إلا في حدود معينة ونفس الوضع بالنسبة لباقي الإسلاميين وهو ما يستبعد حدوث صراع داخلي في سوريا حال نجاح الثورة. • ما توقعاتك لمستقبل الثورة في سوريا؟ - جميع التوقعات مفتوحة وذلك لتعقد الموقف الدولي والعربي وارتباطه بعلاقات مع النظام مما يصعب التكهن بمسارات المستقبل ولكن من المستحيل العودة إلي الوراء فالنظام لن يسلم بسهولة وسوف تطول الأمور ويستمر القتل حيث يراهن الأسد علي استمرار الأمر وبالتالي بقائه. نظام الأسد يراهن علي تعب الناس والناس تراهن علي تعب الأسد وصاحب النفس الطويل هو من سينجح في النهاية.