رصدت «روز اليوسف» أثناء جولتنا فى متحف الوادى الجديد عدة أقنعة لمومياوات غاية فى الروعة والجمال، واكتشفنا أنها تخفى وراءها أحد أهم عناصر التميز فى الحضارة المصرية القديمة وهو الكارتوناج. ويضم المتحف بين مقتنياته قناعا لمومياء سيدة من الكارتوناج، ويظهر ملامح الوجه والصدر ينتمى للعصر الروماني»30 ق.م-640 م»، وقناعا مذهبا لرجل من الكارتوناج لمومياء ويظهر تفاصيل الوجه بشكل دقيق وينتمى للعصر اليونانى الروماني»331 ق.م – 640 م» كما يضم المتحف أيضاً 3 أقنعة من الكارتوناج الملون بألوان زاهية، إحداها ذات عيون زجاجية ورأس من الفخار، وهى ربما جزء من تابوت ينتمى للعصر الروماني»30 ق.م-640 م» وهنا يبرز سؤال ما هو الكارتوناج؟ الاجابة لدى متخصصى الآثار، وهو عبارة عن مادة تم استخدامها فى مصر القديمة بدايةً من عصر الانتقال الأول لعمل الأقنعة الجنائزية، وذلك بطبقات من الكتان أو البردى مغطاة بالجص «الجبس». والكارتوناج استخدم أساساً فى صناعة الأقنعة الجنائزية والتوابيت بهيئة بشرية فى العصر المتأخر، وكان يصنع بوضع طبقات من البردى أو الكتان معاً، ويتم تغطيتها بالجبس الذى يمكن طلاؤه بألوان مختلفة، ولضمان تماسكه يتم وضع الغراء ليصبح متماسكا وقويا. وهذه الطريقة كانت تستخدم منذ الدولة الوسطى، وذلك لصنع أقنعة الكارتوناج فى حفلات الدفن ولتغليف أجساد الموتى، ومن أهداف الكارتوناج حماية المومياء وتزيينها، كذلك لضمان سهولة تعرف الروح على الجثة. ومن أشهر الأمثلة على ذلك بعض بورتريهات الفيوم، وهى مجموعة من اللوحات الواقعية للشخصيات رسمت على توابيت مومياوات مصرية فى الفيوم إبان فترة الوجود الرومانى فى مصر، حيث تم فيها الرسم والطلاء على لوحات خشبية بشكل كلاسيكى يجعلها من أجمل الرسومات فى فن الرسم الكلاسيكى العالمي.
