ستكون العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، محط أنظار المصريين والأفارقة اليوم، مع انطلاق فعاليات القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقى، والتى ستشهد تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى لهذا العام 2019 من رئيس دولة رواندا. تاريخيًا .. نحن أمام حدث تاريخى، ذلك أنها المرة الأولى التى ترأس فيه مصر الاتحاد الإفريقى منذ إنشائه عام 2002 خلفًا لمنظمة الوحدة الإفريقية، التى ترأستها مصر مرتين كان آخرها عام 1994، أى قبل 25 عامًا. وتجسد رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى ثمار الاستراتيجية التى تبنتها الدولة المصرية خلال الأربع سنوات الماضية للانفتاح على القارة السمراء، والتحول من حالة العزلة والصدام أحيانا إلى التعاون والشراكة، لتعيد مصر لمحيطها الإفريقى وتواجدها مع الأشقاء الأفارقة. تلك هى المكانة الطبيعية للدولة المصرية فى القارة السمراء، التى لم تغب عن تلبية أحلام وطموحات الشعوب الإفريقية وقيادة دفة العمل الإفريقى المشترك. وتأتى مشاركة الرئيس السيسى بالقمة الإفريقية الثانية والثلاثين، لتعطى بعدًا آخر من الاهتمام المصرى بإفريقيا، ذلك أنها المرة السابعة التى يشارك فيها الرئيس السيسى باجتماعات الاتحاد الإفريقى على التوالى خلال الأربع سنوات الماضية . وتستهدف الدولة المصرية تنفيذ برنامج عمل طموح، خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقى، برنامج عمل شامل تشارك فيه مختلف مؤسسات الدولة، يستهدف التركيز على عدد من الأولويات الرئيسية، وهى الأولويات التى تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية وأولويات العمل المتفق عليها بالفعل فى إطار الاتحاد الإفريقى ومن أهمها الأجندة 2063، فضلًا عن استعداد مصر لتسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الإفريقى المشترك لآفاق أرحب وحرصها على تحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الإفريقية. وخلال رئاسة الرئيس السيسى لفعاليات القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقى، سيكشف عن ملامح برنامج العمل المصرى، الذى من شأنه يعيد اكتشاف قدرات القارة السمراء والعمل على الاستفادة من موارد «قارة المستقبل».