أول زيارة لرئيس مصرى منذ 11 عامًا

أكد عدد من الدبلوماسيين أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى فيينا تكستب أهمية خاصة لأنه يستعرض خلالها رؤية مصر لتنمية القارة السمراء فى منتدى «إفريقيا أوروبا» المُقام بالنمسا، كما يسعى خلالها الرئيس إلى رفع مستوى التنسيق والتنمية بين القارتين فى الوقت الذى تستعد فيه مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى 2019.
وأشار الدبلوماسيون فى تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» إلى أن الزيارة تستمد أهميتها من المكانة الإقليمية والدولية المحورية التى تتمتع بها مصر، وتبرز جليًا فى جدول أعمال الزيارة الذى يشمل زيارة ثنائية إلى النمسا، ثم مشاركة مصر على مستوى القمة فى لقاء أوروبي- إفريقى يعقد فى العاصمة النمساوية فيينا فى إطار منتدى «أوروبا – إفريقيا».
وشدد الدبلوماسيون على أن الرئيس السيسى يحرص دائمًا على المشاركة فى الفعاليات والمنتديات الدولية لتحسين صورة مصر بالخارج ، وجذب الاستثمارات الخارجية، وعرض الإنجازات المصرية، وزيادة السياحة والصادرات، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار ومواجهة الأزمات فى منطقة الشرق الأوسط، موضحين أنه فى إطار مسئولية مصر التاريخية تجاه القارة الإفريقية، واستعدادها لتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى، فإنها دائمًا تسعى لتوفير الدعم السياسى والاقتصادى لتنمية إفريقيا.
رخا: السيسى يرتبط بعلاقات وطيدة مع المستشار النمساوى.. وحريص على دعم الاستثمار
قال السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية،إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى تأتى فى إطار تلبيته للدعوة لحضور المنتدى الأوروبى الإفريقى رفيع المستوى الخاص بالتكنولوجيا الرقمية
، مشيرًا إلى أن هذه أولى زيارة للرئيس السيسى إلى النمسا، وأولى زيارة لرئيس مصرى بعد 11 عامًا.
وأوضح «حسن « فى تصريح خاص ل«روزاليوسف»، أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة باعتبار أن النمسا ترأس الاتحاد الأوروبى ومصر سترأس الاتحاد الإفريقى عام 2019، وبالتالى فهى فرصة جيدة لعرض التجارب والخبرات ومناقشة التحديات بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية الخاصة التى يجريها الرئيس السيسى على هامش الزيارة مع عدد من ممثلى الدول الإفريقية والأوروبية.
وأشار إلى أن الرئيس السيسى تربطه علاقة جيدة بالمستشار النمساوى، سيباستيان كورتز، الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، حيث زار الأخير مصر فى عهد الرئيس السيسى، كما التقيا على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن لقاءهما فى الزيارة الحالية فرصة لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين كالتبادل التجارى وزيادة الاستثمار، بالإضافة إلى القضايا السياسية فى المنطقة مثل الأزمة السورية واليمنية والليبية والقضية الفلسطينية بالإضافة إلى القضية الأبرز التى تهم الاتحاد الأوروبى وهى قضية الهجرة غير الشرعية واللاجئين، إضافة إلى التعاون فى قضية مكافحة الإرهاب.
ولفت إلى أن الزيارة ستتضمن لقاءات بين الرئيس السيسى ورئيس النمسا، ورئيس البرلمان النمساوى خاصة فى إطار اهتمام النمسا بالحريات وحقوق الإنسان، كما تشمل الزيارة لقاءات مع بعض رجال الأعمال لشرح تطورات الإصلاح الاقتصادى وقانون الاستثمار، مشيرًا إلى أن النمسا وجميع دول أوروبا مهتمة بالاستثمار فى الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية وتحلية مياه البحر وصناعة النقل، وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والمجال الثقافى والسياحة الثقافية.
بدر الدين زايد: الرئيس حريص على تمثيلنا فى الفعاليات الدولية
قال الدكتور محمد بدرالدين زايد، مساعد وزير الخارجية السابق، إن هذه أول زيارة للرئيس السيسى إلى النمسا مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية النمساوية تتسم بالاستقرار والإيجابية، لافتًا إلى وجود سببين للزيارة وهو تلبية دعوة المستشار النمساوى لحضور منتدى «إفريقيا أوروبا» رفيع المستوى، بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع عدد من الزعماء الأفارقة والأوروبيين.
وأضاف» زايد» فى تصريح خاص ل»روزاليوسف» إن هناك حرصًا مصريا كبيرا على التواجد والمشاركة فى الفعاليات الدولية الكبرى، لافتًا إلى أن استعداد مصر لتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى عام 2019 يضيف أهمية كبرى لهذه الزيارة ومصالح مزدوجة لأن الجانب الأوروبى يعنيه تدعيم علاقاته الاقتصادية مع إفريقيا ومحاربة الهجرة غير الشرعية، أما الجانب الإفريقى فمهتم بمصالحه الاقتصادية وتطويرها مع أوروبا.
ولفت إلى أن هاجس الهجرة غير الشرعية وما تسببه من مشاكل وأزمات إنسانية واقتصادية أصبح أبرز اهتمامات أوروبا خلال السنوات الأخيرة، لافتًا إلى أن مصر من الدول التى لم تمثل مصدر إزعاج للاتحاد الأوروبى كونها لم تسجل أى مخالفات أو حالات هجرة غير شرعية خلال السنوات الماضية.
العبيدى: الاستقبال الحافل يثبت دعمنا للقيادة السياسية.. وأخرس ألسنة الإرهابيين
قال بهجت العبيدى نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالنمسا: إن الاستقبال الذى أقامته الجالية المصرية فى النمسا للرئيس عبد الفتاح السيسى كان رائعا ومبهرًا.
وأكد «العبيدي» فى تصريح خاص ل»روزاليوسف»، أن الحشود التى حرصت على استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى حاملة صوره، ورافعة أعلام مصر، ومطلقة فى عنان سماء الحى الأول بالعاصمة النمساوية فيينا شعار «تحيا مصر « رغم شدة البرودة وانخفاض درجات الحرارة التى وصلت إلى 4 درجات تحت الصفر بعثت برسالة مهمة إلى الداخل والخارج، حيث أكدت لأبناء الشعب المصرى فى الخارج أن أبناء الجالية المصرية فى النمسا يدعمون القيادة السياسية متمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي..
وأشار إلى أن استقبال الجالية الحاشد للرئيس السيسى بعث برسائل عدة للخارج، حيث كانت الأجواء دالة وقاطعة على التفاف أبناء مصر فى الخارج حول مؤسسات الدولة المصرية وفى القلب منها مؤسسة الرئاسة، كما أكدت أن أى اكاذيب تطلقها الجماعات الإرهابية لن يلتفت لها أبناء الجالية المصرية فى النمسا، كما عكست الدعم الهائل من أبناء الجالية المصرية فى الخارج.
وأضاف «العبيدي»: إن كل فئات المجتمع المصرى فى النمسا شاركت فى هذه الوقفة فوجدنا الرجال والنساء، كما وجدنا الشباب والأطفال، وهو ما يؤكد أن الجميع ملتفون حول قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى للبلاد، لافتًا إلى أن التحية التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد نزوله مباشرة من السيارة أمام باب فندق إقامته للمتظاهرين تأييدا ودعما له، قد تركت أثرا طيبا رائعا وهائلا فى نفوسهم جميعا.
محمد حجازى: الهجرة غير الشرعية واللاجئون أهم أولوياتنا
قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق:إن العلاقات المصرية -النمساوية أصيلة ومتعمقة، لافتًا إلى أن الجانب النمساوى أسهم فى دفع عملية السلام، ويشكل جزءا كبيرا ورئيسا من حاضر وماضى أوروبا، وهو مايعكس أهميتها رغم صغر مساحتها، إلا أنها تنتج نحو 370 مليار دولار كناتج إجمالى محلي، وهى جزء رئيسى فى صناعة الحديد والصلب وهياكل السيارات ومن الدول السياحية المرموقة تصل إلى نحو 35 مليون سائح سنويا، وبالتالى فإن الزيارة لها بعد مهم جدًا خاصة أن المستشار النمساوى، سيباستيان كورتز،تربطه علاقات وطيدة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث زار مصر فى سبتمبر الماضي، كما التقيا على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.
وأضاف «حجازي» فى تصريح خاص ل»روزاليوسف»، أن مناقشة الهجرة غير الشرعية سيكون فى مقدمة اهتمامات الرئيس السيسى والمستشار النمساوى خاصة أن النمسا هى الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى الاقتصاد الرقمى الذى يمثل الاقتصاد الواعد ومفتاح عملية التنمية والرفاهية، ومواجهة الإرهاب، وتمكين الشاب الإفريقي، وإدماج الاقتصاد الأوروبى فى الاقتصاد العالمى.
وأكد أن الزيارة لها بعد سياسى واقتصادى واستثمارى وتنموي، بالإضافة إلى مناقشة قضايا المنطقة كالإرهاب واللاجئين والهجرة غير الشرعية، لافتًا إلى أن مصر تستطيع أن تنقل رؤى القارة الإفريقية وتعكس آمالها وطموحاتها خاصة أن مصر ستترأس الاتحاد الإفريقى.