قال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف: إنه لا نية لدى الولاياتالمتحدة «لمغادرة سوريا» رغم قول واشنطن إن لديها خططًا فى هذا الإطار، وأعرب لافروف خلال مؤتمر صحفى ببكين عن أمله فى أن يصبح الأمر أكثر وضوحًا إزاء كيفية التعاون لتسوية القضية السورية بعد اتصالاته مع نظيره الفرنسى. على نفس الصعيد، أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، أن موسكو لا ترى أن هناك خطوات أمريكية فعلية تدل على السعى نحو انفراج العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا بما يتطابق مع التصريحات الصادرة عن واشنطن فى هذا الصدد. وأضاف بيسكوف الملاحظ من جانب واشنطن أنها لا تسير فى اتجاه تحسين العلاقات بين البلدين، بل تسير فى التجاه المعاكس، ويأتى ذلك بعد أن جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية قائمة العقوبات المفروضة على روسيا عن طريق إدراج أسماء 38 شركة وشخصية روسية. من جانب آخر، أفادت مصادر دبلوماسية غربية، أن الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، سيعرض على نظيره الأمريكى، دونالد ترامب، خطة لنشر قوات فرنسية شرق سوريا، مقابل الحصول على غطاء جوى من التحالف الدولى بقيادة واشنطن، وذلك بهدف إقناع إدارة ترامب بالعدول عن سحب ألفى جندى أمريكى. وحذر الرئيس الفرنسى من تزايد التدخل الإيرانى فى المنطقة، وعودة الإرهاب إذا خرج التحالف من سوريا قبل الأوان، فيما أضافت المصادر أن حلفاء واشنطن، الذين لاحظوا أن عملية الجيش التركى فى عفرين شتتت قوى «قوات سوريا الديمقراطية» والأكراد، يركزون على بحث مستقبل الوجود الأمريكى شرق نهر الفرات وشمال سوريا. فيما أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الأمريكى، جون ساليفان، أن بلاده المتحدة لن تترك فراغًا فى سوريا بعد دحر تنظيم «داعش» الإرهابى على أراضى البلاد، مضيفًا فى أعقاب اجتماع لوزراء خارجية الدول «السبع الكبار» فى مدينة تورونتو الكندية، أن واشنطن لا تزال متمسكة بمحاربة «داعش» فى سوريا حتى دحره والقضاء على ما يسمى بالخلافة. وأضاف ساليفان أن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع الشركاء و»القوات المحلية» فى سوريا من أجل «إحلال الاستقرار فى الأراضى المحررة ومنع عودة داعش»، مؤكدًا أنه لن يتم ترك فراغ يمكن لنظام «الأسد» وداعميه أن يستغلوه. ودعا ساليفان روسيا إلى أن تكون «شريكا بناء فى سوريا، وإلا ستتم محاسبتها»، مشيرًا إلى أن دول «السبع الكبار» توافقت على أنه على موسكو الكف عن وضع عراقيل أمام السلام ويجب أن تنفذ التزاماتها وفقا للقرار 2401 لمجلس الأمن الدولى، وأن تضغط على الأسد لكى يقوم بذلك أيضًا، بحد وصفه. على صعيد آخر، شدد وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، على أن تل أبيب سترد بقوة إذا استخدم السوريون منظومات الدفاع الجوى «إس-300» روسية الصنع ضد طيرانها، وأوضح خلال تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المهم لبلاده ألا يتم استخدام الصواريخ الروسية التى قد تزود بها دمشق ضد إسرائيل، قائلا:»إذا استخدمت فإننا سنتصرف ضدها». ونفى وزير الدفاع الإسرائيلى تتحدث عن مطالبة تل أبيب لموسكو بالامتناع عن تسليم منظومات «إس-300» إلى سوريا، مشيرًا إلى أن المشكلة أمام تل أبيب هى إيران وليست روسيا، لافتا إلى أن منظومات الدفاع الجوى الروسية سبق أن انتشرت فى سوريا، لكنها لم تستخدم ضد القوات الإسرائيلية. وتابع ليبرمان أن قنوات الاتصال ما زالت مفتوحة بشكل دائم خلال السنوات الماضية من أجل منع حوادث بين روسيا وإسرائيل فى سوريا، حتى ولو كانت المشاورات عبرها صعبة فى بعض الأحيان.