قمة الأشقاء فى وادى النيل

قال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيستقبل اليوم الاثنين الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان، الذى يقوم بزيارة لمصر فى إطار مواصلة التشاور بين الرئيسين، وبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية التى تربط بين البلدين فى جميع المجالات، وبما يسهم فى تحقيق مصالح الشعبين المصرى والسودانى الشقيقين.
وتأتى زيارة البشير للقاهرة فى هذا التوقيت، لتبعث برسالة سياسية مهمة تؤكد نجاح الرؤية المصرية فى تغليب سياسة التعاون من أجل مصلحة البلدين، ونجاح ثمار الخطى التى قامت بها الدولة المصرية فى الفترة الماضية لصياغة مسار العلاقات المصرية السودانية، بعد لقاء القمة الذى جمع الرئيس السيسى ونظيره السودانى فى أديس أبابا نهاية يناير الماضى على هامش اجتماعات القمة الإفريقية بإثيوبيا، ثم لقاء القمة الثلاثى بمشاركة رئيس وزراء إثيوبيا.
وترتب على ذلك خطوات عملية متعاقبة تمثلت فى اجتماع القاهرة الرباعى الذى ضم وزراء خارجية ورؤساء أجهزة مخابرات البلدين الشقيقين والذى انعقد مطلع فبراير الماضى، وتبع ذلك إعلان عودة السفير السودانى عبدالمحمود عبدالحليم إلى القاهرة فى نهاية فبراير قبل أن تتم العودة الفعلية فى مطلع مارس الجارى.
ثم جاءت بعد ذلك الزيارة الرسمية للواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية بالإنابة إلى الخرطوم الأسبوع الماضى، والتى التقى خلالها رئيس المخابرات السودانية الفريق صلاح قوش ووزير الخارجية السودانية إبراهيم الغندور، ووزير الدفاع السودانى الفريق أول ركن عوض عوف واختتمها بلقاء مع الرئيس السودانى عمر البشير.
وتعكس الزيارات المتبادلة بين الرئيس السيسى ونظيره السودانى، أهمية واستراتيجية التعاون المشترك فى قضايا عدة وحتمية التنسيق الثنائى فى المخاطر التى يتعرض لها البلدان وعلى رأسها خطر الإرهاب، حيث تبادل الرئيسان الزيارة أكثر من مرة.
وانعكاسا لرؤية الدولة المصرية، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه رئاسة الجمهورية فى يونيو 2014، أن تشمل أولى جولاته الخارجية زيارة للسودان، حيث قام الرئيس بزيارة الخرطوم فى 27 يونيو 2014 فى طريق عودته من غينيا الاستوائية عقب مشاركته فى قمة الاتحاد الإفريقى هناك.
وكانت الزيارة التالية والأهم فى 23 مارس 2015، حيث شارك الرئيس فيها فى الاجتماع الأول للجنة الثلاثية العليا بين مصر والسودان وإثيوبيا والذى تم فيه توقيع اتفاق المبادئ بين الدول الثلاث حول سد النهضة. وكانت الزيارة الثالثة للرئيس فى الثانى من يونيو 2015 لتقديم التهنئة للرئيس السودانى على انتخابه لفترة رئاسية جديدة، ثم كانت الزيارة الرابعة فى 9 أكتوبر 2016 للمشاركة فى ختام أعمال المؤتمر الحوار الوطنى السودانى بالخرطوم.
فى مقابل زيارات الرئيس السيسى كانت هناك خمس زيارات للرئيس السودانى للقاهرة خلال تلك الفترة بدأها بزيارة للقاهرة فى أكتوبر 2014، والثانية للمشاركة فى فعاليات المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ فى مارس 2015، ثم فى اجتماعات القمة العربية بشرم الشيخ فى نهاية مارس 2015، والرابعة فى فبراير من العام 2016 للمشاركة فى أعمال منتدى إفريقيا 2016 بشرم الشيخ، والخامسة للمشاركة فى منتدى الاستثمار فى إفريقيا فى يونيو 2016، وكانت آخر تلك الزيارات فى أكتوبر 2016 للمشاركة فى أول اجتماعات اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسى بالقاهرة، كما قام الرئيس السيسى خلال تلك الزيارة بتكريم نظيره السودانى بمنحه وسام «نجمة الشرف» تقديراً لمشاركته بالوحدات العسكرية السودانية التى خدمت على جبهة القتال فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973.
وتتعدد ملفات التعاون المشتركة بين البلدين، حيث تشترك السودان مع مصر فى عدد من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها مواجهة خطر الإرهاب وتأمين الحدود الجنوبية الغربية خاصة مع ليبيا، وأيضا ملف حوض النيل ومفاوضات سد النهضة الإثيوبى.