رد محمد كامل عمرو وزير الخارجية علي المزاعم الاسرائيلية التي يرددها مسئولون وإعلاميون بتل أبيب حول فقدان مصر السيطرة علي سيناء علي خلفية الاحداث المسلحة التي شهدتها منطقة العريش الشهر الجاري، حيث قال الوزير بشكل قاطع: مصر لم تفقد السيطرة علي سيناء أو أي جزء من أراضيها، وملف سيناء يعالج بصورة طبيعية، وأكد أن مصر قادرة علي حماية جميع أراضيها. من جانب آخر قال وزير الخارجية في اجتماعه بالمحررين الدبلوماسيين أمس إن عددا كبيرا من المصريين لا يزالون في ليبيا وتحديدا في المنطقة الغربية منها، كما أن الوزارة تلقت عددا من البلاغات عن مفقودين وتتعامل معها باهتمام شديد عن طريق الاتصال بالسفارة المصرية في طرابلس أو الاتصال مباشرة بالسلطات الليبية المختصة. وأشار محمد عمرو إلي أن ملف المصريين في الخارج سيظل الملف الأهم لدي وزارة الخارجية نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة والعالم بأسره، مشيرا إلي أنه أعطي توجيهات مشددة للبعثات الدبلوماسية بحسن معاملة المصريين في الخارج سواء كان الحق معه أو عليه وقال: المصري الذي لا كرامة له في سفارة وطنه لن تكون له كرامة لدي الدولة الاجنبية التي يقيم بها. وأوضح في هذا الشأن أن الوزارة عن طريق سفاراتها في الخارج تنوب عن جميع الوزارات والهيئات المعنية في مصر في التعامل مع المصريين في الخارج. وأضاف: وزارة الخارجية لا تعيش في برج عاجي وما أحدثته الثورة انعكس عليها، مشيرا إلي إجرائه تواصلا مع الشارع المصري ومناقشته في أداء وزارة الخارجية وما يتطلع إليه منها، مشددا علي أن القادم افضل بكثير ولابد من التفاؤل. وردا علي سؤال حول موقف الخارجية المصرية من التمويل الاجنبي للمنظمات الاهلية قال وزير الخارجية: نرفض تمويل المنظمات غير المسجلة، وبخصوص إعلان الولاياتالمتحدة تمويل هذه المنظمات قال وزير الخارجية لنا مع الولاياتالمتحدة اتفاقيات مشتركة تتعلق بهذا الشأن ونطالب واشنطن باحترام هذه الاتفاقيات خصوصا أن الشعب المصري كله مجمع علي رفض هذا التمويل الخارجي. وردا علي انتقادات وجهت الي الموقف المصري تجاه مجازر النظام السوري بالمقارنة بمواقف دول عربية كالسعودية والكويت اللتين سحبتا سفيريهما قال وزير الخارجية محمد عمرو: مصر كانت أول دولة عربية تدين العنف في سوريا وبحكم تجربتنا خلال ثورتنا أكدنا سابقا ونؤكد مجددا أن هذا العنف لن يجدي نفعا في حل هذه الأزمة، وبالفعل قام النظام السوري بإصلاحات عقب هذه الادانات إلا أن تزايد العنف صاحب هذه الاصلاحات ما أضاع هذه الجهود. وأكد وزير الخارجية أن الازمة السورية تسير في طريق قد يؤدي بها إلي التدويل خاصة أن سوريا تقع وسط منطقة بالغة الحساسية ويجب أن تغلب العقل لحل مشاكلها وأن تبدأ عملية حوار جادة وفعلية وأن يتوقف فورا سفك الدماء غير المقبول. وحول جولته الاوروبية الاخيرة التي زار خلالها تركيا وألمانيا قال محمد عمرو إنها كانت مثمرة للغاية حيث تلاقت وجهات النظر مع تركيا فيما يتعلق بكثير من القضايا أبرزها القضيتان الفلسطينية والسورية، كما كانت زيارة ألمانيا بالغة الاهمية حيث نتج عنها موافقة برلين مبادلة ديون مستحقة علي مصر تقدر بنحو 240 مليون يورو بمشروعات تنمية. وفيما يتعلق باتفاقية السلام مع إسرائيل قال وزير الخارجية إن مصر تحترم اتفاقياتها طالما استمر الطرف الآخر في احترام هذه الاتفاقيات أيضا. وأعلن الوزير عن توقيعه مذكرة تفاهم بين البلدين تتعلق بالمجال القضائي للمساعدة علي سرعة عودة الاصول المهربة وكذلك تسليم المجرمين، مشيرا في شأن عودة الاموال المهربة إلي أن وزارة الخارجية تقوم بهمزة الوصل بين السلطات المصرية والجهات الخارجية وتنقل وجهات نظر كلا الطرفين إلي الآخر، ونوه الوزير إلي زيارته مصابي الثورة الذين يعالجون في برلين خلال جولته الاخيرة.