شهدت فعاليات الأيام الأولى للدورة ال21 من عمر المهرجان القومى للسينما إقبالا غير مسبوق فور بدء عروض المحافظات التى يقيمها المهرجان لأول دورة، حيث تم عرض عدد من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة واقامة ندوات ومناقشات مع كبار النقاد. ورغم أن عروض القاهرة لا توجد بها أفلام طويلة إلا أن الجمهور توافد على قاعات سينما الهناجر لمتابعة الأفلام القصيرة. ومن أبرز الأعمال التى تم عرضها الفيلم التسجيلى «بصوتها العالى» للمخرج نور الدين على زكى، والذى تناول قصة حياة المخرجة إيناس الدغيدى، والذى أثار الجدل حيث قال المخرج إنه اعتمد على 16 فيلمًا للمخرجة المتميزة مؤكدا أنه أرهق جدا فى مرحلة الدمج بين مشاهد أعمالها والحوار الذى تقوله عن نفسها ومشوارها الفنى، مضيفا أنه لم يقصد الإساءة بمسمى «الصوت العالى»، لكن هذا جاء نسبة لأفلامها التى تثير ضجة كبيرة فى السينما المصرية، هذا ما دفعه لتناول حياة هذه المخرجة عن غيرها لتميزها فى الأعمال التى تقدمها. أما فيلم «إحنا المصريين الأرمن»، والذى تدور أحداثه حول قصص الأرمن فى مصر منذ قدم التاريخ وحتى العصر الحالى وتأثيرهم بالحياة الاجتماعية والسياسية بمصر، كما تطرق فيلم «الأرمن والإسكندرية» لتواجدهم الحالى بمصر. وتميزت المخرجة ماجى أنور بعرض أول عمل روائى قصير لها بمشوارها، والذى يحمل اسم «باركوديا»، والذى يلخص فكرة التعرف على الناس من خلال كود مثل البضاعة المتواجدة بالمحلات، وتدور أحداثه حول إمكانية اختيار الشخص للأصدقاء، والذى يتعامل معهم بالمجتمع وما يترتب عليه من مشاكل نفسية وصحية له نظير ارتباطه بعيوبهم. بينما قرر المخرج عمر عسر خوض أولى تجاربه الإخراجية بفيلم بوليسى، والذى يحمل اسم «صلاح» وهو عن شخص يتحول لسفاح أطفال بعد مصرع ابنه فى حريق بإحدى المدارس، وقال عسر إنه استوحى فكرة الفيلم من حادث واقعى قديم كان مشابها، ولكن بأحداث مختلفة. وتعرضت المخرجة مريم فؤاد لهجوم شديد بالقاعة بعد عرض فيلمها «أم نبيل» حيث استعانت بالفنانة السعودية مريم الغامدى والليبية خدوجة صبرى مما تسبب فى انفصال المشاهد عن الواقع لعدم إجادتهما اللهجة المصرية، والتحدث برفق حتى يتقنا اللهجة مما أثر على أدائهما، وعن أسباب اختيارهما قالت فؤاد إنها شعرت أن فكرة فقد الأم لابنها بحادث إرهابى لا تقتصر على مصر فقط بل من الممكن أن تحدث لأى بلد عربى لذلك استعانت بنساء عربيات. وحاز فيلم «الأستاذ» عن قصة حياة الراحل محمد خان على إعجاب الجمهور باكمله بل وامتلأت القاعة وقت عرضه بشكل كبير، وتم عرضه بحضور الموسيقار هانى شنودة أحد المشاركين مع خان فى نجاحه منذ البداية، بينما تناول عدد من الأفلام الشعب المصرى الكادح ومنها فيلم «أموات يتكلمون» والأرزقية» و«البنانوة»، وقد شارك لأول مرة بالمهرجان طبيب أسنان بفيلم عن تخوف المرضى من آلام الأسنان والعمليات وحقن البنج وقدمه بشكل كوميدى بعنوان «هيا شكة» للمخرج أمير سعيد. وحازت أفلام المرأة على إعجاب الجمهور ومنها فيلم «من يومها» للمخرجة مى سالم والتى تعرضت للمشاكل التى قد تقابل الفتاة فى الشارع وفى العمل بشكل كوميدى تعود به للسينما الصامتة، وكذلك فيلم «كان واخواتها»، للمخرجة دينا عبدالسلام والتى قدمت لحظة خروج 16 سيدة كبار السن لرحلة لمنطقة الماكس بالإسكندرية كمحاولة منهن للترفيه عن النفس والخروج من مشكلات الدنيا، وقدمتهن بشكل تلقائى أثار تعاطف وانجذاب الجمهور.