تعيش محافظة الإسماعيلية، حالة من الفوضى العارمة التى اجتاحت جميع شوارعها بأحيائها الثلاثة، جراء التعديات الهائلة على الأماكن العامة بالمحافظة، حيث نجحت فى تشويه المدينة التى اشتهرت قديما بأنها المدينة الهادئة «باريس الصغرى». «روزاليوسف» قامت بجولة فى المدينة، رصدت خلالها حالة الشوارع التى ازدادت مؤخرا من سيئ إلى أسوأ، الأمر الذى يستلزم تدخل محافظ الإسماعيلية، والقيادات التنفيذية لوقف تلك المهزلة والعمل على إنهائها قبل تفاقمها أكثر مما هى عليه الآن.. فى البداية يقول حامد صادق، موظف: إن الشىء المحزن أن تشهد منطقة وسط البلد، التابعة لحى أول، عشوائية صارخة وصلت إلى أقصى درجاتها، فى ظل الغياب الحكومى الواضح، مشيرا إلى أن الباعة الجائلين، وضعوا حواجز أمام بضاعتهم، الأمر الذى يصعب معه السير بسهولة فى منطقة وسط البلد، التى دائما ما تشهد مشاجرات ساخنة بين الحين والآخر تستخدم فيها الأسلحة البيضاء والنارية. ويلفت صادق إلى أن مؤخرا شهد شارع «مصر»، وهو أكبر منطقة تجارية بمحافظة الإسماعيلية، كارثة، وخسائر فادحة، هددت الكثير بغلق محالهم، ومواجهة التشرد هم وأسرهم، وذلك بعد أن اشتعلت النيران بعدد من المحال التجارية فى ذات المنطقة على خليفة مشاجرة نشبت بين التجار وبعضهم البعض. ويوضح عادل شوقى، مدرس، أن هناك أنباء ترددت من العام الماضى عن قرب نقل سوق السمك من شارع الجيش إلى طريق البلاجات بجوار بحيرة الصيادين بعد أن تم تخصيص قطعة أرض له، باعتماد مالى تجاوز ال6 ملايين جنيه، غير أن استمرار الوضع كما هو عليه إلى الآن أصاب المواطنين باليأس، فى ظل انتشار القوارض والروائح الكريهة الناتجة من سوق السمك المتواجد بواحدة من أكثر مناطق الإسماعيلية ازدحاما بالسكان. ويرى محمد عبدالعال، محاسب، أن حجم الإشغالات بنطاق حى ثان لا حصر لها، خاصة بمناطق «الشهداء البلابسة العشرينى عرايشية مصر السلام»، نتيجة التزايد السكنى بهذا الحى الشعبى، ما دفع الكثير للتوسع فى تجارتهم واستغلال الأرصفة العامة، إلى أن وصل الأمر لاستغلال الشوارع الرئيسية، فضلا عن الجانبية، مطالبا مسئولى المحافظة بمواجهة هذه التجاوزات بكل قوة وحزم وشدة عن طريق تغليظ العقوبات. وتضيف عائشة محمود، ربة منزل: أن منطقة حى السلام مليئة بالعشرات من الورش الحرفية المتواجدة بالكتل السكنية، التى تصدر منها أصوات مزعجة عند تشغيل ماكيناتها، لافتة إلى أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل إن أصحابها يستغلون المساحات التى تقع أمامهم فى الشوارع الجانبية والرئيسية لوضع الإشغالات الخاصة بهم. أما توفيق حمدى، مهندس، فيؤكد أن حى ثالث رغم حداثته أصبح حاليا مكتظا بالإشغالات، وتحديدا فى الشارع التجارى وأمام حديقة الخالدين وبمنطقة التمليك، فضلا عن وجود العديد من الإشغالات بمحيط المحال التجارية والمقاهى والمطاعم ومعارض السيارات التى قام أصحابها باحتلال الأرصفة، حتى وصلوا لاحتلال الطريق العام، الأمر الذى تسبب فى تعطيل حركة سير السيارات والمارة، الذين لحق بهم الضرر وتعرض عدد منهم للحوادث خاصة الأطفال. ويشير ثروت على، رجل أعمال، إلى أن التعديات الصارخة للكافتيريات بطريق البلاجات شاهد عيان للتجاوزات فى حق أملاك الدولة، دون اعتراض المسئولين، مستنكرا تقاعس محافظ الإسماعيلية عن التدخل، وتكليف المسئولين بالأحياء بالعمل على إزالتها والتخلص منها أولا بأول. إلى ذلك يطالب محمد شعلان، رئيس شعبة المنتجات الجلدية بالغرفة التجارية بالإسماعيلية، محاسبة أصحاب المحال الذين يقومون بإخراج بضاعتهم بالمخالفة للترخيص الممنوح لهم. من جانبه أكد أشرف فؤاد، رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية، أنه تم تسيير أكثر من 20 حملة مكبرة بمشاركة أجهزة الأمن من شرطة المرافق والمسطحات وإدارة المرور وباقى الأجهزة المعنية، على مستوى الأحياء الثلاثة خلال الأشهر الماضية وتمت إزالة 500 إشغال وتحرير المحاضر لأصحابها، منوها إلى أن ما يحدث ما هو إلا صورة لغياب الضمير وعدم احترام المخالفين للقانون. وأضاف أنه تم إنشاء أسواق جديدة فى حى ثان وبالتحدد فى مناطق «السلام عبدالحكيم عامر شل» وهى مجهزة بجميع الإمكانات وسيتم نقل الباعة الجائلين إليها خلال الفترة المقبلة، بعد التأكد من هويتهم.